مشروع مصفاة نفط ضخمة ينافس الجزائر على المركز الثاني بأفريقيا

باستثمارات تصل إلى 50 مليار دولار

دينا قدري

2025-11-09

0 429

تستعد مصفاة نفط ضخمة لانضمام إلى قائمة أكبر المصافي في أفريقيا، لتستحوذ على المرتبة الثانية بدلًا من الجزائر، وفق التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وخصص تحالف دولي للطاقة أكثر من 50 مليار دولار لبناء مصفاة نفط بطاقة 500 ألف برميل يوميًا، ومنطقة تجارة حرة بمساحة 1471 هكتارًا في ولاية أوندو بنيجيريا.

قبل هذا المشروع، تُعدّ مصفاة دانغوتي (Dangote) في لاغوس بنيجيريا -التي تبلغ طاقتها 650 ألف برميل يوميًا- أكبر مصفاة نفط في أفريقيا، تليها مصفاة سكيكدة الجزائرية، بطاقة نحو 356 ألفًا و500 برميل يوميًا، في المرتبة الثانية.

وبمجرد تشغيل مصفاة أوندو، ستُزاح سكيكدة عن عرشها، ما يجعل نيجيريا موطنًا لأكبر وثاني أكبر منشآت التكرير في القارة.

مصفاة نفط ضخمة في أفريقيا

يُمثّل مشروع مصفاة النفط الضخمة -الذي تقوده شركة باكبون إنفراستركشر نيجيريا ليمتد (Backbone Infrastructure Nigeria Limited-BINL) بالشراكة مع شركة نيفيكس هولندينغز ليمتد الكندية (NEFEX Holdings Limited)- أحد أكبر استثمارات القطاع الخاص في مجال الطاقة بغرب أفريقيا.

ووفقًا لبيان صادر عن الشركة، جاء هذا التمويل عقب تنفيذ مذكرة تفاهم بين باكبون إنفراستركشر نيجيريا ليمتد وحكومة ولاية أوندو من خلال وكالة ترويج الاستثمار في ولاية أوندو (ONDIPA).

وقاد رئيس مجلس إدارة باكبون، كين نناماني، فريق الشركة في زيارة للحاكم لاكي أياداتيوا، حيث تركزت المناقشات على إمكانات المشروع في خلق آلاف الوظائف، وجذب استثمارات تكميلية في قطاعات الخدمات اللوجستية والتخزين والتوزيع.

وأوضح نائب رئيس شركة باكبون للخدمات المؤسسية، ويل أديكولا، أن شركة نيفيكس بترولين (NEFEX Petroline)، شريكة المشروع، تتمتع بخبرة واسعة اكتسبتها من عملياتها في الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية.

وقال أديكولا: "تجمع نيفيكس بترولين بين مزايا شبكة عالمية وفهم محلي عميق"، مؤكدًا الأثر التنموي طويل المدى لهذا المشروع.

مصفاة نفط دانغوتي النيجيرية - الصورة من وكالة رويترز

طاقة تكرير النفط في نيجيريا

صُمِّمت المصفاة الجديدة لتوفير المنتجات النفطية المكررة محليًا وفي جميع أنحاء أفريقيا، مُكمّلةً بذلك الطاقة الاستيعابية الحالية لمصفاة دانغوتي، ومُعززةً مكانة نيجيريا بوصفها مركزًا للطاقة في القارة.

معًا، يُمكن لهاتين المصفاتين العملاقتين معالجة أكثر من 1.1 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، ما يُمثّل إنجازًا تحويليًا مهمًا لقارة عانت طويلًا من محدودية طاقة التكرير، والاعتماد الكبير على الوقود المستورد.

من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى ما يقرب من مليوني برميل يوميًا بمجرد إتمام مصفاة دانغوتي لتوسعتها المخطط لها، ما سيرفع طاقة المصفاة من 650 ألف برميل يوميًا إلى 1.4 مليون برميل يوميًا؛ ما من شأنه أن يعزز مكانة نيجيريا بوصفها قوة تكرير عالمية، وقوة محورية في تحول الطاقة بأفريقيا.

لعقود من الزمن، دأبت الدول الأفريقية على تصدير النفط الخام، في حين كانت تستورد البنزين والديزل ووقود الطائرات بأسعار مرتفعة، وهي مفارقة استنزفت الاحتياطيات الأجنبية، وعرّضت الاقتصادات لصدمات الأسعار العالمية.

وتُمثّل مشروعات مثل دانغوتي وباكبون تغييرًا إستراتيجيًا لهذا النمط، بحسب ما أكدته منصة "بيزنس إنسايدر أفريكا" (Business Insider Africa).

من خلال تعزيز إنتاج التكرير المحلي، تتجه أفريقيا تدريجيًا نحو الاكتفاء الذاتي من الطاقة، بهدف إمداد أسواقها المحلية وتصدير المنتجات المكررة إلى جميع أنحاء القارة.

زيادة إنتاج أكبر مصفاة نفط في أفريقيا

في سياقٍ متصل، أعلنت مصفاة نفط دانغوتي النيجيرية -أكبر مصفاة نفط في أفريقيا- يوم 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، أنها تعمل على زيادة إنتاجها لتلبية الطلب الوطني على البنزين والديزل، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وصرّح المتحدث باسم مجموعة دانغوتي، أنتوني تشيجينا، بأن الجهود جارية في الوقت الحالي لزيادة إنتاج دانغوتي، التي كلّفت نحو 20 مليار دولار، وبدأت عملياتها العام الماضي (2024)، لكنها واجهت صعوبات في مواجهة منافسة الواردات الرخيصة.

وأوضح أن المصفاة تُحمّل حاليًا أكثر من 45 مليون لتر من البنزين و25 مليون لتر من الديزل يوميًا، وهو ما يتجاوز طلب نيجيريا.

وقال تشيجينا، إن مبادرة التعرفة الجمركية ستُثبط إغراق السوق بمنتجات الوقود دون المستوى المطلوب؛ إذ وافقت الحكومة على تعرفة جمركية جديدة بنسبة 15% على استيراد الوقود بهدف حماية الإنتاج المحلي.

يُذكر أن المصفاة أسهمت في خفض أسعار البنزين والقضاء على نقص الوقود، منذ بدء إنتاج البنزين في سبتمبر/أيلول 2024، لكن تجّار الوقود المحليين يقولون، إن تخفيضات الأسعار جزء من إستراتيجية لخفض أسعارهم.

وحذّروا من أن إجراء التعرفة إذا ما طُبّق بشكل سيئ، قد يُعوق استيراد الوقود ويُنشئ احتكارًا للتكرير، مما يجعل نيجيريا عُرضة لندرة الوقود على المدى الطويل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: