رئيسيةالتغير المناخيتقارير التغير المناخي

كاتب بريطاني: الحياد الكربوني يدمر الاقتصاد.. ومؤتمرات المناخ مهزلة

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • أهداف الحياد الكربوني في بريطانيا مثار انتقادات عامة
  • يحرص كير ستارمر على المشاركة في قمة المناخ "كوب 30"
  • يسخر البعض من مساعدات المناخ التي تقدمها بريطانيا إلى بعض الدول
  • أسعار الطاقة التجارية تؤثر سلبًا في قطاع التصنيع
  • أسعار الكهرباء في أميركا تعادل نحو رُبع نظيرتها في بريطانيا

ما تزال سياسات الحياد الكربوني التي يتبناها حزب العمال البريطاني محل انتقاد عام، لدورها في تقويض الاقتصاد ورفع أسعار الطاقة.

بل يرى البعض أن حرص رئيس الوزراء كير ستارمر على المشاركة في قمة المناخ كوب 30 التي ستنعقد في البرازيل خلال المدة من 6 إلى 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، هو خير مثال على تدمير اقتصاد شعب وإفقاره.

كما يسخر آخرون من مشروعات المساعدات المناخية التي تمنحها لندن لبعض الدول لمساعدتها في الوصول إلى الحياد الكربوني، واصفين إياها بالمضحكة، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

واستشهد هؤلاء بتقارير صدرت الأسبوع الماضي كشفت عن أن دافعي الضرائب في بريطانيا قد أنفقوا 52 مليون جنيه إسترليني (78 مليون دولار أميركي)، لبناء طريق جديد في الغابات في غايانا، وهو ما رُوّج له بوصفه مشروعًا مناخيًا.

* (الجنيه الإسترليني = 1.35 دولارًا أميركيًا)

ووفق تقديرات مكتب مسؤولية الموازنة البريطاني (OBR) ستلامس تكلفة التحول إلى المصادر المتجددة وإزالة الكربون من الصناعات خلال العقدَيْن ونصف العقد المقبل 803 مليارات جنيه إسترليني (تريليون دولار أميركي)، وهو ما يشكّل 21% من إجمالي الناتج المحلي.

قمة المناخ كوب 30

ينوي كير ستارمر التوجه إلى قمة المناخ كوب 30، ليس هروبًا من المشكلات المتراكمة في بلاده، بل لإلهام العالم أن يحذوا حذو بريطانيا في قضية المناخ، وفق ما ورد في مقال للكاتب والمحلل السياسي البريطاني، روس كلارك، نشرته صحيفة "ذا صن".

وقال: "سيردد ستارمر على مسامع الحضور في القمة أنه قلّل الانبعاثات الكربونية في بلاده إلى النصف على مدى الأعوام الـ35 المقبلة، وسيطلب من الجميع أن يحذو الحذو نفسه الآن".

وتابع: "عندئذٍ سترتسم الابتسامة على وجوه الكثير من الحضور".

وواصل: "ويرى هؤلاء أن بريطانيا تقدم نموذجًا لبلدٍ يدمر اقتصاده ويفقِر شعبه عبر الالتزام الأعمى، بهدف الحياد الكربوني، حتى عندما يتضح أنكم لا تملكون التقنية ميسورة التكلفة لتحقيقه".

وفي الأسبوع الماضي أعلن مكتب الإحصاءات الوطني انخفاض الانبعاثات الكربونية في المملكة المتحدة بنسبة 0.5% في عام 2024، مقارنةً بمستويات عام 2023.

ومع ذلك ارتفعت انبعاثات قطاع النقل والأسر بصورة كبيرة.

الكاتب الصحفي روس كلارك
الكاتب الصحفي روس كلارك - الصورة من spiked

الوظائف الخضراء

يرى كاتب المقال أن بمقدور بريطانيا أن تزعم خفض الانبعاثات الإجمالية بفضل التراجع البالغة نسبته 7.1% في الانبعاثات المنطلقة من قطاع التصنيع.

وتساءل: "هل طورت المصانع البريطانية تقنيات نظيفة جديدة سحرية بين عشية وضحاها؟".

ليجيب عن السؤال نفسه: "من المؤسف لا، فالانبعاثات قد تراجعت نتيجة انهيار الناتج التصنيعي؛ إذ انخفضت قيمة المنتجات المصنعة في المملكة المتحدة بنسبة 3.1% في عام 2024 مقارنةً بعام 2023".

وتغتال أسعار الطاقة التجارية -وهي الأعلى من نوعها عالميًا- قطاع التصنيع البريطاني.

كما يتأثر التصنيع سلبًا جراء رفض وزير أمن الطاقة البريطاني إد ميليباند منح تراخيص نفطية جديدة.

وتابع روس كلارك: "لقد خسرنا صناعة الصلب الرئيسة لدينا، ولم تخسر إسكتلندا سوى مصفاة النفط الوحيدة لديها".

ولم تُحفَر آبار نفطية جديدة العام الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ ستينيات القرن الماضي، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأردف: "مصانع إنتاج المواد الكيميائية لدينا تغلق أبوابها"، مشيرًا إلى أن "الشيء الأكثر إيلامًا هو حزب العمال الذي كان يدافع يومًا عن الصناعات الثقيلة وأبطال الطبقة العاملة الذين حافظوا عليها".

وواصل: "فالآن لدينا رئيس وزراء عمالي يطوف العالم متفاخرًا بإخراج هؤلاء الأبطال من العمل، بل يصف هذا بالإنجاز الكبير".

واستطرد: "أما عن المزاعم بأن ميليباند يوفّر الكثير من الوظائف الخضراء لتحل محل هؤلاء العمال، فتلك خدعة".

ولفت إلى مواصلة وزراء الحكومة الاستشهاد برقم للوظائف الخضراء التي تتكون من أعداد كبيرة من جماعات الضغط الخضراء، بالإضافة إلى موظفي الشبكة الوطنية كافّة.

وتنظر الحكومة -بحسب الكاتب- إلى الوظائف تلك على أنها نتاج الالتزام بأهداف الحياد الكربوني.

أسعار الطاقة.. مزاعم خاطئة

فنّد كاتب المقال مزاعم إد ميليباند بأن الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة ببريطانيا يُعزى إلى أسعار الغاز المرتفعة، وأن تلك الأسعار ستهبط إذا جرى تسريع وتيرة جهود الحياد الكربوني.

وأكد أن هذا لا يعدو كونه "هراءً".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تستعمِل نسبة أعلى من الغاز في مزيج الكهرباء لديها مقارنةً بنا في المملكة المتحدة.

ومع ذلك، فإن أسعار الكهرباء في أميركا تعادل نحو رُبع نظيراتها في بريطانيا، حسب روس كلارك.

وأردف: "تكلفة الكهرباء لدينا باهظة للغاية؛ لأننا ندفع مبالغ طائلة لتشغيل محطات الغاز في وقت قصير عندما تنقُص طاقة الشمس والرياح".

وقال الكاتب: "لا توجد دولة أخرى في العالم تبلغ من الحماقة حدّ أن تُفقِر شعبها باسم الوصول إلى هدفٍ تعسّفي يُسمّى الحياد الكربوني".

انبعاثات منطلقة من أحد مجمعات الصلب في بريطانيا
انبعاثات منطلقة من أحد مجمعات الصلب في بريطانيا - الصورة من الغارديان

أميركا حائرة

قال روس كلارك: "ترى الولايات المتحدة الأميركية أن هدف الحياد الكربوني في بريطانيا محير".

واستشهد بتصريحات السفير الأميركي لدى المملكة المتحدة وارين إيه ستيفينز، التي حذّر فيها من أن "رفض تبني إنتاج الطاقة المحلية سعيًا لتحقيق أهداف مصطنعة لا يُعد إستراتيجية مستدامة لاقتصاد بحجم وتعقيد المملكة المتحدة".

وأضاف: "كم يروق لوزير الطاقة إد ميليباند الحديث عن الاستثمارات الصينية في طاقة الشمس والرياح، غير أنه لا يذكر أن بكين تستثمر بقوة كذلك في محطات الكهرباء العاملة بالفحم".

كما أن الولايات المتحدة، وفق الكاتب، لا تخجل من مساعيها لتطبيق سياسات طاقة رخيصة، وقد فعلت ذلك في عهد جو بايدن تمامًا كما فعلت في عهد دونالد ترمب.

واختتم الكاتب مقالته بقوله: "نحاول أن نقول لبقية دول العالم كيف يعيشون حياتهم وكيف نمنعهم من استغلال مواردهم الطبيعية عبر وضع القوانين التي توضح لهم كيفية استغلال أراضيهم أو عدم استغلالها".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:
1.أهداف الحياد الكربوني في بريطانيا مثار ضحك من مقال رأي منشور في "ذا صن".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق