تقارير التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريررئيسية

قمة المناخ كوب 30 في البرازيل.. 5 أسئلة وأجوبة قبل انطلاقها

صندوق تمويل الغابات الاستوائية أهم المقترحات

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • الرئيس البرازيلي: صندوق حماية الغابات آلية غير مسبوقة
  • البرازيل تسعى إلى الاستمرار في مكافحة إزالة الغابات
  • الرئيس البرازيلي: قمة كوب 30 تستهدف التنفيذ
  • الرئيس البرازيلي يدعو قادة العالم إلى العمل من أجل عدم فقد الثقة

رغم أن التمويل كان من أهم قضايا قمم المناخ خلال السنوات الأخيرة، فإن قمة المناخ كوب 30 التي ستنطلق من مدينة بيليم في غابات الأمازون بالبرازيل، غدًا الإثنين 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، لا تبدو مهتمة بهذه المسألة بهذه الصورة السابقة.

منصة الطاقة المتخصصة تسعى في التقرير التالي إلى الإجابة عن التساؤلات الخاصة بقمّة المناخ لعام 2025.

ما الذي أعدّته البرازيل لحسم التمويل في قمة المناخ كوب 30؟

نجحت قمة المناخ السابقة كوب 29، التي عُقِدت في عاصمة أذربيجان (باكو)، في الحصول على التزام من الدول الغنية بتوفير 300 مليار دولار سنويًا؛ لمساعدة دول الجنوب على مواجهة التغير المناخي.

غير أن إدارة الدولة المستضيفة لقمّة 2025 (كوب 30)، التي يقودها الزعيم اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، تبدو في حالة من الوعي الكبير بأن هذه التعهدات لا تعني أيّ التزام لاحق بالدفع.

دلائل كثيرة تشير إلى صحة ذلك، مثلما حدثَ لتعهدات قمة باريس للمناخ في قمة المناخ عام 2015، إذ لم يزد الالتزام على 10% من المبالغ المقررة سنويًا، وهي 100 مليار دولار.

كما لم يجمع صندوق الخسائر والأضرار المقرر تدشينه في قمة المناخ كوب 27، التي عُقِدت في مدينة شرم الشيخ المصرية، سوى حفنة ملايين من الدولارات.

تمويل المناخ

هل هذا يعني أن البرازيل زاهدة في مسألة التمويل؟

لا، فالبرازيل دولة تحتضن مساحات شاسعة من الغابات، إذ إن 40% من مساحتها عبارة عن غابات مطيرة، لذلك يمثّل التمويل اللازم لحماية تلك الغابات أحد أهم الأهداف التي ترغب في الوصول إليها خلال القمة.

لذلك أعلن الرئيس البرازيلي، خلال أسبوع المناخ في نيويورك خلال سبتمبر/أيلول 2025، استثمار أول مليار دولار في صندوق "تروبيكال فورست فورإيفر" (TFFF)، الذي انطلقت فكرته عام 2023 بهدف الحفاظ على الغابات الاستوائية في أنحاء العالم، بقيمة 125 مليار دولار، مع وصفه إياه بآلية تمويل "مبتكرة".

ما الاختلاف في هذه الآلية؟

أوضح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أن الصندوق يُعدّ أداة غير مسبوقة في هذه المعركة ضد تغير المناخ.

وأضاف أن بلاده تُقدّم نموذجًا يُحتذى به، فالغابات الاستوائية ضرورية للحفاظ على هدف الحدّ من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

والصندوق ليس جمعية خيرية تجمع التبرعات، ولكنّه استثمار في الإنسانية وكوكب الأرض لمواجهة خطر الفوضى المناخية، وفق الرئيس البرازيلي.

ومن المخطط أن تتدفق أول 25 مليار دولار إلى الصندوق من الدول ذات السيادة، ثم الـ 100 مليار دولار المتبقية في صورة استثمارات من القطاع الخاص، إذ ستُستثمَر تلك الأموال في أسواق المال بعائد لا يقل عن 5.5%.

وتتوقع البرازيل أن يدرّ الصندوق عائدًا سنويًا (عند اكتمال التمويل المفترض، وهو 125 مليار دولار) يبلغ 4 مليارات دولار، إضافة للعوائد التي تُصرَف للمستثمرين في صورة فائدة سنوية، طوال عمره البالغ 20 عامًا.

وستحصل الدول المُؤهلة للحفاظ على سلامة غاباتها الاستوائية وحمايتها على تمويل سنوي من الصندوق، على أساس كل هكتار من الغابات لديها، وإذا تعرضت غاباتها للإزالة، سيُطلَب منها ردّ هذه المبالغ بقيمة تفوق التي حصلت عليها بمبلغ أكبر بكثير.

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا - الصورة من بلومبرغ

إذا كان الهدف هو حماية الغابات، لماذا اتّهم بعضهم البرازيل بإزالة الغابات، وعارضوا استضافتها لقمّة كوب 30 لهذا السبب؟

انتشرت إزالة الغابات في البرازيل خلال سنوات عديدة، بسبب البحث عن سبل العيش، حيث قطع السكان الأشجار لاستعمال الأراضي في الزراعة، أو الحصول على أخشاب لاستعمالها في إنتاج الوقود الحيوي.

غير أن سفير البرازيل في مصر باولينو فرانكو دي كارفاليو نيتو، قال في تصريحات سابقة لمنصة الطاقة المتخصصة، إن بلاده تمتلك مزيج طاقة هو الأنظف في العالم، إذ يعتمد بالأساس على الطاقة الكهرومائية، وما تحتاج إليه بلاده بمجال تغير المناخ، هو الاستمرار في مجهودات مكافحة قطع أشجار الغابات، و"هو التزام علينا".

وأضاف أن البرازيل تعمل منذ سنوات على مكافحة قطع أشجار الغابات، لذلك وضعت أجهزة رصد ووقاية من الحرائق، وضخّت تمويلات في إجراءات الاستجابة السريعة؛ لذلك تتراجع عمليات الإزالة بصورة ملحوظة، وبلغت 50% في 2023، مقارنة بالعام السابق له، و30% في 2024.

فقدَ الكثيرون الثقة في قمم المناخ، فما يمكن أن تقدّمه البرازيل للعالم في قمة المناخ كوب 30 لاسترداد هذه الثقة؟

تحدَّث الرئيس البرازيلي عن الثقة التي أوشكت على الضياع، وليس المفقودة قبل 3 أيام، إذا طالب قادة العالم بالتحرك لتنفيذ ما اتُفق عليه سابقًا قبل فقد الثقة.

وقال: "إذا فشلنا في تجاوز الخطب والأحاديث إلى العمل الفعلي، فستفقد مجتمعاتنا ثقتها، ليس في قمم المناخ فحسب، ولكن في التعددية والسياسة الدولية على نطاق أوسع. لهذا السبب دعوت القادة إلى منطقة الأمازون، لجعل هذا الحدث مشهدًا حقيقيًا، في اللحظة التي نُظهر فيها جدّية التزامنا المشترك تجاه كوكب الأرض".

وأضاف أن البشرية أثبتت قدرتها على التغلب على التحديات الكبرى عندما تتعاون وتسترشد بالعلم، "لقد حمينا طبقة الأوزون، وأثبتت الاستجابة العالمية لجائحة كوفيد-19 أن العالم قادر على التصرف بحزم عندما تتوفر الشجاعة والإرادة السياسية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق