التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

إنتاج الغاز الروسي لن يعود إلى مستويات ما قبل الحرب حتى 2030

سيظل أقل بمقدار 50 مليار متر مكعب عن 2021

وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • إنتاج الغاز الروسي يهبط 20% بين عامَي 2021 و2023
  • تراجع إنتاج الغاز الروسي في أول 8 أشهر من 2025 بنسبة 4%
  • إنتاج الغاز الروسي قد يرتفع 4% بين عامَي 2024 و2030
  • إنتاج الغاز الروسي سيظل أقل بنحو 7% من مستواه في 2021

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، يشهد إنتاج الغاز الروسي مرحلة من الانكماش، بسبب العقوبات الغربية وانفصام العلاقة التاريخية مع السوق الأوروبية، وهو ما أدى إلى إضعاف ركائز قطاع المنبع (التنقيب والإنتاج)، واضطرار موسكو إلى التوجه شرقًا لتعويض هذه الفجوة.

فبعد أن وصل إنتاج الغاز في روسيا إلى ذروته في عام 2021 عند مستوى قياسي بلغ 762 مليار متر مكعب، دخل القطاع في منحنى هبوطي حاد خلال السنوات التالية.

وبحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، فقد هبط إنتاج الغاز الروسي بنسبة 20% أو بمقدار 125 مليار متر مكعب بين عامَي 2021 و2023، ليسجل أدنى مستوياته منذ عام 2015،

وفي عام 2024، التقط قطاع المنبع الروسي أنفاسه قليلًا، إذ ارتفع إنتاج البلاد بنسبة 7% أو بمقدار 45 مليار متر مكعب، بالتزامن مع التوسع في التصدير شرقًا لا سيما إلى الصين.

ومع ذلك، تشير البيانات الحديثة إلى تراجع إنتاج الغاز الروسي خلال الأشهر الـ8 الأولى من عام 2025، ما يرجح صعوبة تعافي هذا القطاع حتى نهاية العقد الحالي، بحسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية -مؤخرًا-.

تقلبات إنتاج الغاز الروسي

رغم تراجع إنتاج الغاز الروسي بين عامَي 2022 و2023، نجح القطاع في تعزيز الإنتاج خلال العام الماضي، إذ دعّمت الصادرات عبر الأنابيب والغاز المسال موجة التعافي، وتمثّلت أبرز الوجهات في:

  • الصين: ارتفعت الصادرات عبر خط أنابيب "باور أوف سيبيريا" العامل منذ 2019 بنسبة 40% على أساس سنوي أو بمقدار 8.4 مليار متر مكعب.
  • أوروبا: ارتفعت الصادرات عبر الأنابيب بنسبة 10% على أساس سنوي أو بمقدار 5 مليارات متر مكعب.
  • أوزبكستان: زادت الصادرات عبر الأنابيب، لتصل إلى 5.6 مليار متر مكعب، مقابل 1.3 مليار في 2023.

بالإضافة إلى ذلك، فقد ارتفع إنتاج الغاز المسال في روسيا بنسبة 6%، أو بما يعادل ملياري متر مكعب، مع استحواذ آسيا على نصف الصادرات الروسية من الغاز المسال، وفق التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية.

بينما قفز الطلب المحلي على الغاز في موسكو بنسبة 5%، أو ما يعادل 25 مليار متر مكعب، نتيجة برودة الطقس ونمو استهلاك محطات الكهرباء وقطاع الصناعة.

أما في عام 2025 فتكشف البيانات الأولية عن انخفاض في إنتاج الغاز الروسي بنحو 4% على أساس سنوي أو بمقدار 10 مليارات متر مكعب، نتيجة تراجع الطلب المحلي والصادرات.

وانهارت الصادرات عبر الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 45% على أساس سنوي خلال المدة المذكورة، بسبب تداعيات وقف إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، بعد انتهاء اتفاقية عبور مدتها 4 سنوات بنهاية 2024.

وفي الوقت نفسه، تراجعت صادرات الغاز المسال بنسبة 7.3% على مدى الأشهر الـ9 الأولى من 2025، ليبلغ الإجمالي 22.46 مليون طن (30.5 مليار متر مكعب)، بسبب العقوبات التي طالت مشروعات بورتوفايا وفيسوتسك، كما يوضح الرسم البياني الآتي الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة:

صادرات روسيا من الغاز المسال على أساس ربع سنوي منذ 2023 وحتى الربع الثالث من 2025

ورغم ذلك، حاولت موسكو تعويض جزء من الخسائر من خلال تعزيز صادراتها عبر الأنابيب إلى الصين وتركيا وأوزبكستان.

توقعات إنتاج الغاز الروسي بحلول 2030

تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن إنتاج الغاز الروسي سينمو بنسبة 4% أو بمقدار 25 مليار متر مكعب، بين عامَي 2024 و2030، ويُعزى ذلك إلى:

  • انتعاش الطلب المحلي.
  • ارتفاع صادرات الغاز عبر الأنابيب إلى الصين وأوزبكستان.

ورغم ذلك، سيبقى إنتاج الغاز الروسي حتى نهاية العقد أقل بنسبة 7%، أو بمقدار 50 مليار متر مكعب، عن مستوياته القياسية المسجلة في عام 2021 (ما قبل الحرب).

في المقابل، من المرتقب نمو الطلب المحلي على الغاز بنسبة 4%، أو بمقدار 20 مليار متر مكعب، بين عامَي 2024 و2030، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويرجع ذلك إلى مواصلة موسكو تنفيذ برنامج تزويد المناطق السكنية بالغاز، الذي سيرفع مستوى تغطية شبكة الغاز من 75% في عام 2024 إلى 83% بحلول 2030، مع ربط أكثر من 1.6 مليون منزل جديد بالشبكة، بالإضافة إلى نمو الطلب في قطاعات الصناعة والكهرباء بنسبة 10% و0.5% سنويًا على التوالي.

في المقابل، تشير التوقعات إلى نمو محدود لصادرات الغاز الروسية على المدى المتوسط، مع توقف صادرات الغاز المسال الروسية إلى الاتحاد الأوروبي في 2027، ثم التخلص التدريجي من الإمدادات عبر الأنابيب بحلول 2028، وفق مقترح المفوضية الأوروبية.

وسيترتب على ذلك، انخفاض إمدادات الغاز الروسي عبر الأنابيب بمقدار 26 مليار متر مكعب مقارنة بعام 2024، وهي كميات لا يمكن توجيهها إلى أسواق بديلة بسهولة.

وترى وكالة الطاقة أن هذه التطورات قد تؤثر في أنشطة التنقيب والإنتاج غرب سيبيريا وشبه جزيرة يامال، وهما من أكبر المناطق المنتجة في روسيا.

ونتيجة لذلك، ستسعى موسكو إلى إعادة توجيه صادرات الغاز المسال نحو آسيا تدريجيًا بحلول 2026، وسط توقعات بارتفاع الصادرات لأوزباكستان إلى 11 مليار متر مكعب بحلول 2030، فيما ستظل صادرات الغاز المسال مستقرة، بحسب التقديرات.

ويوضح الرسم البياني الآتي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أكبر الدول المستوردة للغاز المسال الروسي خلال الربع الثالث من 2025:

أكبر الدول المستوردة للغاز المسال الروسي خلال الربع الثالث من 2025

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. توقعات إنتاج الغاز الروسي حتى 2030 من وكالة الطاقة الدولية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق