تلقّى حقل نفط ليبي صدمة كبرى، عقب إعلان شركة عالمية -كانت تعتزم تطويره- دخولها قيد الوصاية القضائية، وفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأعلنت شركة بتروفاك البريطانية (Petrofac) لخدمات حقول النفط، الأسبوع الماضي، أنها تعتزم تعيين حراس قضائيين، بعد أن خسرت الشركة عقدًا رئيسًا.
ورغم ذلك؛ فلا يزال تطوير حقل النفط "شمال جالو" يمثل أولوية لشركة النفط الوطنية الليبية، جنبًا إلى جنب مع شركة الواحة للنفط.
وتُعد شركة بتروفاك البريطانية واحدة من شركتين فقط قدمتا عروضًا للمشروع؛ أما الشركة الأخرى فهي شركة بتروجت المصرية.
تطوير حقل نفط ليبي
أكملت شركة بتروفاك أعمال التصميم الهندسي الأولي لمشروع تطوير حقل نفط "شمال جالو" في عام 2020، لصالح شركة الواحة للنفط، وهي مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، وشركة توتال إنرجي الفرنسية، وشركة كونوكو فيليبس الأميركية.
وتعليقًا على تأثير تعثر شركة بتروفاك، قال مصدر لمجلة "ميدل إيست بيزنس إنتليجنس" (MEED): "لقد زاد هذا بالتأكيد من حالة عدم اليقين بشأن المشروع".
وأضاف: "قد يعني هذا إعادة طرح هذا العقد، ولكن هناك ثقة كبيرة بأن هذه المناقصة ستمضي قدمًا بشكل أو بآخر"؛ مشيرًا إلى أن شركة الواحة للنفط والمؤسسة الوطنية للنفط الليبية أكدتا أن هذا المشروع يمثل أولوية، وأنهما ترغبان في المضي قدمًا فيه.
كما أوضح المصدر أنه لا يزال من المتوقع إحراز تقدم في هذه المناقصة، ولكن من المحتمل أن يكون هناك مزيد من التأخير قبل ترسية هذا العقد وتوقيعه.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن مشروع تطوير حقل نفط "شمال جالو" جزء من سلسلة مناقصات يُتوقع أن تبلغ قيمتها الإجمالية مليار دولار؛ وهي:
- إن سي 98
- جالو 3
- شمال جالو (جي 6)
وستُطوّر المشروعات الـ3 جميعها مكامن ليبية لم تُستغل بعد؛ إذ من المتوقع أن تُضاعف مجتمعةً إنتاج شركة الواحة من نحو 300 ألف برميل نفط يوميًا، إلى 600 ألف برميل يوميًا.
وكان مشروع "شمال جالو" أول مشروع يُطرح للمناقصة، ومن المتوقع أن يليه مشروع "إن سي 98"، ومن المرجح أن يكون مشروع جالو 3 آخر المشروعات المطروحة للمناقصة.

انهيار شركة بتروفاك البريطانية
من جانبها، كشفت شركة بتروفاك البريطانية، يوم الإثنين (27 أكتوبر/تشرين الأول 2025)، عن أن طلبها للإدارة القضائية سيقتصر على الشركة القابضة الرئيسة للمجموعة فقط، مع استمرار عملياتها التجارية خلال الوقت الذي تستكشف فيه الشركة خيارات إعادة الهيكلة والاندماج والاستحواذ مع الدائنين.
وتعمل الشركة على إعادة هيكلة مواردها المالية تحت ضغط ارتفاع التكاليف وتأخر المدفوعات، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وفي عام 2023، حصلت شركتا بتروفاك وهيتاشي إنرجي على عقد بقيمة 13 مليار يورو (15.16 مليار دولار) من شركة تيني تي (TenneT)، المشغلة لشبكة الكهرباء الهولندية الألمانية، لتنفيذ 6 مشروعات لربط شبكات طاقة الرياح البحرية بقدرة 2 غيغاواط في هولندا وألمانيا.
وفي وقتٍ سابق، أعلنت "تيني تي" أنها قررت إنهاء الجزء المتعلق بمشاركة بتروفاك من العقد بسبب إخفاق بتروفاك في الوفاء بالتزاماتها التعاقدية.
وتتركز أسواق بتروفاك الرئيسة على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبحر الشمال في المملكة المتحدة؛ وتوظف الشركة 8500 عامل حول العالم، منهم 2000 في المملكة المتحدة، ولم تتضح بعد الوظائف التي قد تكون معرضة للخطر.
وتُعد منطقة الخليج من أهمّ مناطق عمل بتروفاك؛ إذ تُعدّ الشركة مقاولًا رئيسًا لشركات النفط والغاز الوطنية في الإمارات وسلطنة عمان، حيث تُقدّم خدمات الهندسة والتوريد والبناء لضغط الغاز، ومرافق رؤوس الآبار، وتطوير الحقول القائمة.
ووفق البيانات التي نقلتها مجلة "ميد"، لدى بتروفاك مشروعات نشطة بقيمة 5.8 مليار دولار تقريبًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتُمثّل دولة الإمارات العربية المتحدة نحو 2.9 مليار دولار، بما في ذلك عقد بقيمة 1.2 مليار دولار لمنشأة تسييل الغاز المُخطط لها في جزيرة داس، وحزمة بقيمة 700 مليون دولار لتحديث شبكة أنابيب بيع الغاز.
وفي جميع أنحاء المنطقة، لدى الشركة عروض قيد التقييم بقيمة تزيد على 19 مليار دولار.
موضوعات متعلقة..
- حقل نفط ليبي يشهد خطوة مهمة تعزز إنتاجه
- حقل نفط في ليبيا يبدأ الإنتاج لأول مرة.. ما قصته؟
- حقل الشرارة.. أكبر اكتشاف نفطي في ليبيا بـ3 مليارات برميل (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- السعودية و7 دول في أوبك+ تعلن تطورات عاجلة بخصوص إنتاج النفط
- أكبر صفقات الغاز في أكتوبر 2025.. السعودية والجزائر تتقاسمان الصدارة
- ما الفرق بين مزارع الرياح البحرية التقليدية والعائمة؟
- ما هو تخزين الكهرباء؟ وما أبرز أنواعه؟
المصادر:
- تطورات حقل نفط ليبي بعد أزمة شركة بتروفاك، من مجلة "ميد"
- تقديم شركة بتروفاك طلبًا للإدارة القضائية، من وكالة رويترز





