رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

خريطة مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية عالميًا (تقرير)

محمد عبد السند

تتزايد الرهانات على مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية نتيجة لنمو الطلب على الطاقة النظيفة والموثوقة عالميًا، والتقدم في تقنيات استخلاص الحرارة من باطن الأرض.

وبخلاف مصادر الطاقة المتجددة الأخرى مثل الشمس والرياح، ذات الطبيعة المتقطعة، تتيح الطاقة الحرارية المستخلَصة من باطن الأرض توليد الكهرباء على مدار الساعة؛ ما يتيح مصدر كهرباء موثوقًا يعزز استقرار الشبكة ويحميها من الصدمات الخارجية المحتملة.

وتتركز أكبر مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية في العالم في الولايات المتحدة وإيطاليا والمكسيك والفلبين وإندونيسيا واليابان وأيسلندا.

ويُعزى تركُّز تلك المشروعات مباشرة إلى التكوينات الجيولوجية في تلك الدول؛ إذ تتجمع موارد الطاقة الحرارية الأرضية في المناطق النشطة تكتونيًا مثل حلقة النار في المحيط الهادئ ووادي الصدع في شرق أفريقيا.

ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، تلامس سعة الطاقة الحرارية الأرضية عالميًا الآن 16 ألفًا و873 ميغاواط.

طفرات كبيرة

تزيد الطفرات الحاصلة في طرق الحفر وتقنيات استخلاص الحرارة جاذبية محطات الطاقة الحرارية الأرضية حول العالم، وفق مقال للكاتب غافين ماغواير نشرته رويترز.

وقال، إن سعة توليد الطاقة الحرارية الأرضية ستتضاعف فور إنجاز المشروعات قيد التطوير حاليًا، موضحًا أن قرابة 2% من سعة توليد الطاقة العالمية يأتي من مشروعات الطاقة الحرارية المذكورة، وفق بيانات معهد الطاقة (Energy Institute)، ومقرّه لندن.

وهذا من شأنه أن يضع التقنية النظيفة في خانة مميزة في مزيج الطاقة العالمي، وفق الكاتب.

ومع ذلك فإن قرابة 35 دولة أو منطقة حول العالم تستحدث أو حتى لديها خطط لبناء سعة طاقة حرارية أرضية جديدة، حسب أرقام مرصد الطاقة العالمي "غلوبال إنرجي مونيتور".

ويطور 18 من بين الدول أو المناطق الـ35 المذكورة، مشروعات طاقة حرارية أرضية تقع ضمن مناطق نشطة تكتونيًا مع رواسب صخرية عالية الحرارة قريبة نسبيًا من سطح الأرض.

الكاتب غافين ماغواير
الكاتب غافين ماغواير - الصورة من حسابه على منصة "لينكد إن"

آسيا ونصيب الأسد

تطور آسيا معظم سعة الطاقة الحرارية الأرضية عالميًا، تليها أميركا الشمالية، ومن المخطط أن تصبح أفريقيا ثالث أكبر منطقة في تطوير تلك التقنية بعد إنجاز تطوير المشروعات المخططة.

وفي هذا الصدد قال الكاتب غافين ماغواير: "ومع ذلك فإن قرابة رُبع أعداد المناطق ستطور مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية للمرة الأولى، وهو ما يُعدّ دليلًا على الجاذبية المتنامية لتلك التقنية، وملاءمتها لأعداد متزايدة من المناطق".

وفيما يلي الملخص الذي سرده لأهم المواقع الرئيسة المطورة للطاقة الحرارية الأرضية عالميًا، والأسواق الرئيسة التي تترقب توسعًا سريعًا في توليد تلك السعة في السنوات المقبلة:

  • تستأثر 10 بلدان فقط بـ94% من سعة الطاقة الحرارية الأرضية قيد التشغيل حاليًا.

وتضم قائمة تلك البلدان –مرتبة ترتيبًا تنازليًا- ما يلي:

  • الولايات المتحدة
  • إندونيسيا
  • الفلبين
  • تركيا
  • نيوزيلندا
  • المكسيك
  • إيطاليا
  • كينيا
  • أيسلندا
  • اليابان

ووفق "غلوبال إنرجي مونيتور"، تزيد سعة الطاقة الحرارية الأرضية العاملة عالميًا قليلًا على 16 ألف ميغاواط، مع وجود قرابة 15 ألفًا و 200 ميغاواط من تلك الطاقة في أكبر 10 دول منتِجة لها.

توزيع البلدان المنتجة جغرافيًا

تقع البلدان الـ10 الكبرى المنتِجة للطاقة الحرارية الأرضية داخل المناطق النشطة تكتونيًا، والتي تتيح لمطوري تلك الطاقة استغلال المناطق عالية الحرارة تحت سطح الأرض، وسحب تلك الحرارة لإنتاج البخار الذي يدير التوربينات لتوليد الكهرباء.

وقال ماغواير، إنه بفضل الخبرات القائمة في الطاقة الحرارية الأرضية توجد قرابة 75% من المشروعات الجديدة المخططة في تلك الصناعة البالغة سعتها 15 ألفًا و350 ميغاواط، في البلدان الـ10 الكبرى المنتِجة لتلك التقنية.

وتُعدّ الولايات المتحدة أكبر منتِج عالمي للطاقة الحرارية الأرضية من حيث السعة، تليها إندونيسيا والفلبين وتركيا ونيوزيلندا، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتتصدر الولايات المتحدة الصناعة بسعة تلامس نحو 4300 ميغاواط من الطاقة الحرارية الأرضية الجديدة، وهي إمّا قيد الإنشاء أو في مراحل متقدمة من التخطيط.

وتمتلك إندونيسيا وكينيا والفلبين ثاني أكبر خطوط أنابيب لتطوير الطاقة الحرارية الأرضية، تليها تركيا ونيوزيلندا.

وتتصدر الولايات المتحدة قائمة أكثر الدول امتلاكًا لقدرة الطاقة الحرارية الأرضية عالميًا، كما يوضح الرسم البياني أدناه:

أكثر الدول امتلاكًا لقدرة الطاقة الحرارية الأرضية عالميًا

تقنيات الحفر الأميركية

قال كاتب المقال، إنه على الرغم من أن معظم مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية الجديدة تتركز في البلدان التي لديها دراية بتطوير تلك التقنية، وتوجد في مناطق نشطة تكتونيًا، فإن هناك بلدانًا جديدة بدأت تفرض نفسها على المشهد.

وأوضح أنه بفضل التطورات الحاصلة في بناء تقنيات التكسير الأميركية، صار ممكنًا الآن نشر مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية خارج المناطق النشطة تكتونيًا.

وتتيح تقنيات التكسير للمطورين إنشاء خزانات جديدة تحت الأرض في مناطق الصخور الساخنة، قادرة على تخزين المياه أو حتى يمكن تكييفها على أنظمة الأنابيب ذات الحلقة المغلقة القادرة على تشغيل توربينات البخار فوق الأرض.

وتعني القدرة على الحفر بدقة على أعماق أكبر بكثير من السابق كذلك أن طبقات التكوينات الصخرية عالية الحرارة صارت الآن متاحة في البلدان كافة تقريبًا، وليس بالقرب من الينابيع الطبيعية الساخنة فحسب، وفق الكاتب.

وتابع: "ولذا تسهم تلك التقنيات بتطوير مشروعات طاقة حرارية أرضية خارج المناطق الرئيسة في أسواق مثل سلوفاكيا والمملكة المتحدة ولاوس والدومينيكان"، حسب بيانات "غلوبال إنرجي مونيتور".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1.توزيع مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية عالميًا، من مقال منشور في رويترز
2.سعة الطاقة الحرارية الأرضية العالمية، من موقع "إنرجي ديجيتال"

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق