تقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

محللون: خفض انبعاثات الصين 30% ضرورة للوصول لهدف 1.5 درجة مئوية

بكين تتعامل بحذر مع محطات كهرباء الفحم

حياة حسين

يرى محللون أن خفض انبعاثات الصين بنسبة 20% على الأقل من العام الجاري حتى 2035، يمثل عاملًا حاسمًا في الحفاظ على زيادة الحرارة أقل من درجتين مئويتين أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية، و30% للوصول إلى 1.5 درجة مئوية زيادة فقط.

ووفق تقرير تحليلي، طالعته منصة الطاقة المتخصصة؛ فإنه رغم جهود الصين في مجال خفض الانبعاثات مؤخرًا، فإنها أقل من المطلوب وفق اتفاقية باريس للمناخ؛ كونها أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم.

وبلغ حجم انبعاثات الصين من ثاني أكسيد الكربون الناجم عن حرق الوقود الأحفوري 12.6 مليار طن، العام الماضي (2024)، وهي كمية تعادل تقريبًا ثلث إجمالي الانبعاثات العالمية، و3 أضعاف انبعاثات أميركا.

وأعلنت الصين خطة للوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في 2030، قبل 5 سنوات في 2020، إضافة إلى خفض حصة الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة.

وهناك مؤشرات على احتمالات تحقيق ذروة انبعاثات في الصين؛ إذ تراجع ثاني أكسيد الكربون في النصف الأول من العام الجاري (2025) بنسبة 1% على أساس سنوي، وهناك علامات تدل على أن مجمل انبعاثات العام ستكون متراجعة.

تحديث المساهمات الوطنية

تُحدّث 195 دولة وقّعت على اتفاقية باريس للمناخ في 2015، أهدافها المناخية كل 5 سنوات؛ ما يعني حدوث ذلك خلال 2025، ووعد المسؤولون الصينيون بتوسيع نطاق المساهمات المحددة وطنيًا الجديدة، لكن هذا لم يحدث عند إعلانها.

إلا أنه لأول مرة، لن تقتصر هذه المساهمات على ثاني أكسيد الكربون فحسب، بل ستشمل -أيضًا- غاز الميثان، الصادر من مناجم الفحم وحقول الأرز في الصين، إضافة إلى غازات دفيئة أخرى، وفق ما ذكره تقرير تحليلي لمجلة "الإيكونومست".

كما أُدرجت أهداف لجميع صناعات البلاد، بما في ذلك الصناعات الأكثر تلويثًا للبيئة مثل الأسمنت والصلب.

ومع ذلك يستبعد محللون أن تصل انبعاثات الصين إلى المستوى المطلوب، الذي من المفترض ألا يقل عن 20% إذا كان العالم يرغب في كبح جماح الحرارة الزائدة عند درجتين مئويتين، و30% لـ1.5 درجة مئوية.

وفي كلمة ألقاها أمام قمة قادة المناخ التي استضافها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال سبتمبر/أيلول 2025، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، في رسالة فيديو مباشرة من بكين، إن بلاده ستخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 7% إلى 10% من ذروتها بحلول عام 2035.

وكان محلل شركة الأبحاث "آسيا سوسيتي"، الذي يقع مقره في أميركا، لي شو، قد توقع ذلك قبل الإعلان الصيني بأيام، إذ قال إن الصين لن تخفض الانبعاثات بأكثر من 10%.

الرئيس الصيني شي جين بينغ
الرئيس الصيني شي جين بينغ - الصورة من كليمت هوم نيوز

التعامل مع انبعاثات الصين

تتعامل الصين بحذر مع مسألة تغير المناخ، إذ تُعد نفسها دولة نامية -هي ثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد أميركا- وترى أن أزمة تغير المناخ أوجدها الغرب، وعليه علاجها، في وقت يتراجع الاهتمام في دول أوروبا نسبيًا بهذه المسألة، كما انسحب رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب من اتفاقية باريس للمناخ.

وتنظر الصين إلى بُعد آخر متعلق بأمن الطاقة في البلاد، فرغم القفزة الكبيرة في مجال تحول الطاقة وصناعة الطاقة المتجددة التي تهيمن عليها عالميًا؛ فإن الفحم لا يزال يمثل 60% من مزيج الطاقة.

ويخشى صانعو السياسات من التخلص التدريجي السريع من الفحم؛ لأنه قد يضر باستقرار توليد الكهرباء، ويعوق حركة التصنيع الهائلة في البلاد.

واختبرت الصين أزمة انقطاع الكهرباء في أجزاء متفرقة في البلاد في الماضي القريب، إذ تسبب الجفاف في عامي 2021 و2022 في تعطيل تشغيل محطات الطاقة الكهرومائية بتلك المناطق.

لذلك تحرص الصين على الاحتفاظ بقدرة كبيرة من كهرباء محطات توليد الكهرباء بحرق الفحم للاعتماد عليها عند الحاجة، ولهذا السبب بدأت العام الماضي في بناء محطات فحم جديدة بقدرة 100 غيغاواط، تعادل سعة توليد الكهرباء في دولة مثل بريطانيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. لا داعي للقلق بشأن أهداف الصين المناخية من الإيكونوميست.
  2. الصين تقود الدول إلى خطط مناخية جديدة من رويترز.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق