التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

نمو الذكاء الاصطناعي يهدد الالتزامات المناخية للشركات.. ما الحل؟

وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

يتسارع نمو الذكاء الاصطناعي بوتيرة تفوق قدرة مصادر الطاقة النظيفة، ليترك فجوة قد تُسَدّ عبر الوقود الأحفوري، ومن ثم زيادة الانبعاثات.

ورغم الطفرة في مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ستظل الوتيرة غير كافية لتلبية ارتفاع استهلاك مراكز البيانات من الكهرباء، الذي قد يصل إلى 1000 تيراواط/ساعة بحلول 2030، وهو أكثر من استهلاك اليابان، خامس أكبر اقتصاد عالمي، في عام واحد.

وتكمن المعضلة الحقيقية التي تواجه شركات التقنية الكبرى في الوفاء بالتزاماتها المناخية، مثل أهداف خفض الانبعاثات لعام 2030 وما بعدها.

ويتمثل الحل في الاستثمار المبكر بتقنيات إزالة الكربون، الذي يمنح الشركات ميزة تنافسية، ويحوّل السباق نحو الذكاء الاصطناعي من تهديد إلى فرصة، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

غير أن الوضع سيتطلب تدخُّل الحكومات لتقديم قواعد واضحة وبرامج مشتريات عامة، إلى جانب استثمارات في البنية التحتية لنقل الكربون وتخزينه، حتى يتمكن القطاع الخاص من تحمُّل المخاطر.

ويشمل ذلك تمويل مشروعات تجريبية، وتسريع إصدار تصاريح مواقع التخزين، ودمج تقنيات إزالة الكربون ضمن أسواق الامتثال، وليس فقط الأسواق الطوعية.

تداعيات الطفرة في الذكاء الاصطناعي

أظهر التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن الوقود الأحفوري سيؤدي دورًا مهمًا في سباق الذكاء الاصطناعي حال عجز الطاقة النظيفة عن تلبية الطلب.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يوفر الغاز والنفط والفحم أكثر من نصف استهلاك مراكز البيانات من الطاقة بحلول 2030، لينتج أكثر من 300 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

ورغم أن الشركات العملاقة، مثل مايكروسوفت وغوغل وميتا وأمازون، حددت أهدافًا لتحقيق الحياد الكربوني بين عامي 2030 و2040، فإن الانبعاثات ما تزال في ارتفاع، ويضاعف كل طن من الكربون حاليًا كاهل الدين الكربوني، الذي يتعين تعويضه للوصول إلى هذه الأهداف.

ويتجلى أحد أعقد التحديات التي تواجه شركات التقنية في التوازن بين ارتفاع الطلب على الكهرباء الناتج عن الذكاء الاصطناعي، ونقص الإمدادات من الطاقة النظيفة، والأهداف المناخية.

ولا يوجد مثال أوضح من مايكروسوفت، التي تخطط لإنفاق 80 مليار دولار على مراكز البيانات خلال 2025، وعقدت صفقات طاقة نظيفة في 24 دولة، وتراهن على الطاقة النووية التقليدية والاندماج النووي.

ورغم ذلك، أظهر تقرير الاستدامة الأخير للشركة أن استهلاكها للطاقة ارتفع بنسبة 168% منذ 2020، مع استمرار ارتفاع إجمالي الانبعاثات، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويوضح الرسم البياني التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أكبر 10 شركات اعتمادًا على الطاقة المتجددة في مراكز البيانات حتى نهاية 2024:

أكبر 10 شركات اعتمادًا على الطاقة المتجددة في مراكز البيانات

إزالة الكربون

أشار التقرير إلى أن مواجهة التحديات الناجمة عن نمو الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على خفض الانبعاثات، بل تتطلب إزالة الكربون من الغلاف الجوي.

وتؤكد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ضرورة إزالة 5-10 مليارات طن سنويًا بحلول 2050 لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وحتى الآن، اشترت مايكروسوفت -التي استحوذت على نحو 80% من سوق إزالة الكربون العالمية حتى أكتوبر/تشرين الأول 2025- أكثر من 30 مليون طن من حلول إزالة الكربون عالية الجودة.

ويتعين على باقي الشركات الكبرى أن تحذو حذو مايكروسوفت لضمان نمو الذكاء الاصطناعي دون تجاوز الالتزامات المناخية.

وينبع استثمار الشركات في حلول إزالة الكربون من الحاجة إلى تعزيز مرونة أعمالها، لا سيما مع فرض تغير المناخ ضغوطًا على البنية التحتية وارتفاع تكاليف التأمين ورأس المال وتأثُّر سلاسل التوريد، وتمثّل إزالة الكربون درعًا يحمي نمو الشركات من هذه المخاطر النظامية.

وأشار المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الشركات التي ستتحرك الآن ستمتلك زمام تأمين إمدادات عالية الجودة، أمّا من سينتظر سيواجه مخاطر نقص الإمدادات وارتفاع التكاليف ومراجعات عامة حادّة.

وأكد أن العقود طويلة الأجل ستمنح شركات إزالة الكربون القدرة على التطوير وتأمين التمويل وخفض التكاليف، على غرار ما فعلته شركات التقنية قبل عقد وإسهامها في دعم مشروعات الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. تأثير نمو الذكاء الاصطناعي في التزامات الشركات المناخية، من المنتدى الاقتصادي العالمي
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق