مبيعات الوقود البحري منخفض الكبريت تنخفض 13% عكس المتوقع.. عامل تقني يفسر
وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي
 انخفضت مبيعات الوقود البحري منخفض الكبريت عالميًا بنسبة 13% أو ما يعادل 4.5 مليون طن خلال السنوات الـ5 الماضية، رغم حصوله على دعم لوائح الانبعاثات الدولية الجديدة منذ عام 2020.
وبحسب بيانات حديثة صادرة عن إدارة معلومات الطاقة -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- انخفض إجمالي مبيعات وقود السفن منخفض الكبريت إلى 29.58 مليون طن خلال عام 2024، مقارنة بنحو 34.08 مليونًا في 2020.
بينما تراجعت مبيعات الوقود البحري منخفض الكبريت خلال العام الماضي بنسبة 3.6% أو ما يعادل 1.12 مليون طن، مقارنة بمستواها البالغ 30.7 مليون طن خلال عام 2023.
كما انخفضت مبيعات هذا الوقود بنسبة 6% خلال الأشهر الـ8 الأولى من عام 2025، لتصل إلى 18.7 مليون طن، مقارنة بنحو 19.88 مليون طن خلال المدة نفسها من عام 2024.
أسباب انخفاض مبيعات الوقود البحري منخفض الكبريت
قبل تطبيق معيار المنظمة البحرية الدولية (IMO 2020) الذي حدَّد سقفًا لانبعاثات الكبريت من السفن، كان زيت الوقود الثقيل عالي الكبريت هو النوع الأكثر شهرة للوقود البحري.
وكان من المفترض أن يزيد الطلب على وقود السفن منخفض الكبريت (LSFO) بعد تطبيق معيار المنظمة في يناير/كانون الثاني 2020، الذي يستهدف تقليل محتوى الكبريت في وقود السفن من 3.5% إلى 0.5% حسب الوزن.
لكن ما حدث كان ارتفاعًا مؤقتًا ومتفاوتًا في الطلب، مع اتجاه مشغّلي السفن التجارية بصورة متزايدة لتركيب أجهزة تنقية لغاز العادم بدلًا من ذلك؛ ما سمح لهم باستهلاك أنواع الوقود البحري عالي الكبريت الأرخص ثمنًا دون الإخلال بالتزاماتهم بالحدود الجديدة لانبعاثات الكبريت في الوقت نفسه.
ومع مرور الوقت، بدأ الوقود عالي الكبريت يستعيد جزءًا من حصّته في السوق على حساب الأنواع منخفضة الكبريت الأعلى ثمنًا، بفضل تركيب السفن لأجهزة التنقية، حيث شكّل نحو 36% من السوق هذا العام.
وشهدت سوق الوقود البحري في سنغافورة -أكبر مواني التزود بالوقود عالميًا ومؤشر لسوق وقود السفن العالمية- تحولًا جذريًا مع اقتراب تطبيق معايير المنظمة البحرية الدولية.
فقد ارتفعت مبيعات الوقود منخفض الكبريت -قبل تطبيق القواعد- من 1% من إجمالي المبيعات في 2018 إلى نحو 11% في 2019.
وعندما دخلت المواصفات الجديدة حيز التنفيذ في 2020، قفزت مبيعات الوقود البحري منخفض الكبريت لتشكّل 63% من إجمالي المبيعات.
في المقابل، شهدت مبيعات المقطرات ارتفاعًا طفيفًا، من 8% في 2019 إلى 9% في 2020، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبعد أن بلغت ذروتها في 2020، ظلّت المبيعات مستقرة بين 6% و8% من إجمالي المبيعات.

تكلفة الوقود البحري منخفض الكبريت
رغم تصدُّر الوقود البحري منخفض الكبريت منذ تطبيق معايير المنظمة البحرية الدولية، فإنه يتسبب في ارتفاع تكاليف الوقود بالنسبة لمشغّلي السفن.
ويُباع وقود السفن منخفض الكبريت بسعر أعلى من الوقود عالي الكبريت، بسبب تكاليف إزالة الكبريت خلال عمليات التكرير، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة
ولمواجهة ارتفاع التكاليف، بدأ العديد من مشغّلي السفن بتركيب أجهزة تنقية على السفن القائمة والجديدة، للحدّ من الانبعاثات مع الاستمرار في استهلاك الوقود عالي الكبريت.
وانعكس هذا التحول تدريجيًا على أنماط الاستهلاك في ميناء سنغافورة منذ 2020، حيث تراجع إجمالي مبيعات الوقود البحري منخفض الكبريت سنويًا بعد بلوغها الذروة في 2020، بينما ارتفع إجمالي مبيعات وقود السفن منذ 2022.
موضوعات متعلقة..
- تطورات سوق وقود السفن في 3 دول عربية.. الإمدادات والأسعار
 - إطار خفض انبعاثات الشحن البحري العالمي مليء بالثغرات.. والغرامات لا تكفي (تقرير)
 - أهداف الحياد الكربوني في قطاع الشحن البحري على المحك.. تقرير يسرد الأسباب
 
اقرأ أيضًا..
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الثالث (ملف خاص)
 - أكبر 10 دول في تخزين الغاز تحت الأرض عالميًا
 - أسطول ناقلات الغاز المسال عالميًا قد يتوسع 30% بحلول 2030
 
المصدر:
مبيعات الوقود البحري منخفض الكبريت، من إدارة معلومات الطاقة
 
 
 
 




