سلطان الجابر: العالم يحتاج إلى 4 تريليونات دولار استثمارات سنويًا لتأمين إمدادات الطاقة
شدّد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ"أدنوك" الدكتور سلطان أحمد الجابر، على أن جميع المؤشرات تؤكد أن الطلب على الطاقة سيكون قويًا على المدى البعيد، وأن هناك حالة من عدم اليقين بشأنه على المدى القريب.
وقال، خلال كلمته في افتتاح فعاليات أدبيك 2025، إن المؤشرات توضح ضرورة المواءمة بين ضبط التكاليف، والاستثمار الرأسمالي، والتركيز بدقة على رفع الكفاءة، والاستثمار في الكوادر البشرية والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وأضاف، في كلمته التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن): "ربما نواجه ضغوطًا في الأشهر المقبلة، إلا أن التوقعات على المدى البعيد تشير إلى نمو الطلب على جميع أشكال الطاقة وفي كل الأسواق.. وعلينا أن نركز استجابتنا على تلبية هذا الطلب استنادًا إلى الحقائق والبيانات".
وأكد سلطان الجابر الحاجة إلى استثمارات رأسمالية سنوية بقيمة 4 تريليونات دولار في شبكات الكهرباء ومراكز البيانات وكل مصادر إمدادات الطاقة.
وقال إنه "لا يمكن تلبية متطلبات نمو اقتصادات المستقبل بالاعتماد على شبكات كهرباء قائمة على بنية تحتية من الماضي".
الطلب على الطاقة
سلّط سلطان الجابر الضوء على العوامل الرئيسة التي تحرك الطلب على الطاقة حتى عام 2040، قائلًا: "سيستمر الطلب على الكهرباء في الارتفاع حتى عام 2040، بسبب زيادة حاجة مراكز البيانات إلى الكهرباء بـ4 أضعاف، وانتقال 1.5 مليار شخص إلى المدن، وتشغيل أكثر من مليارَي مكيف هواء إضافي".
وأضاف: "سيزدهر قطاع الطيران، مع تضاعف عدد أسطول شركات الطيران العالمية من 25 ألفًا إلى 50 ألف طائرة".
وأشار إلى أنه نتيجةً لذلك، سيزيد إنتاج الطاقة المتجددة بأكثر من الضعف بحلول عام 2040، وسينمو الغاز المسال بنسبة 50%، ووقود الطائرات بأكثر من 30%، وسيستمر إنتاج النفط فوق مستوى 100 مليون برميل يوميًا لما بعد عام 2040، كما سيزداد استعماله بشكل أكبر في تصنيع العديد من المواد وكذلك في التنقل.
وشدد على أنه "في ضوء كل هذه الحقائق، من الواضح أن الموضوع أكثرُ تعقيدًا من الانتقال إلى نوع واحد من مصادر الطاقة، وأن العالم بحاجة إلى تعزيز مصادر الطاقة، وليس استبدال مصدر بآخر".
الذكاء الاصطناعي
أكد سلطان الجابر الدور المحوري للطاقة في تمكين الازدهار العالمي، وأهمية المؤشرات العالمية التي توضح أن "الطاقة تعني خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز النمو والقدرة التنافسية، ودعم الذكاء الاصطناعي".
وأوضح أن ذلك اتفقت عليه القيادات العالمية لقطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتمويل والسياسات الذين اجتمعوا في مجلس ENACT (تفعيل العمل) في اليوم السابق لانطلاق "أديبك 2025"؛ لمناقشة تفعيل دور الطاقة والذكاء الاصطناعي بوصفهما محركين توأمين لدفع عجلة نمو الاقتصادات.
ولفت إلى أن نتائج مناقشات المجلس أفادت بأن نمو الاقتصادات بسرعةٍ تواكبُ الذكاء الاصطناعي يتطلب توفير مصادر موثقة لطاقة الحمل الأساسي بتكلفة مناسبة في ضوء استمرار اعتماد العالم على النفط والغاز لإنتاج الكهرباء التي يحتاج إليها الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: "يوفر الغاز أكثر من ربع طاقة الحمل الأساسي التي تحتاج إليها مراكز البيانات، ويؤدي نقص توربينات الغاز إلى أزمة إمداد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الكهرباء، كما لا تزال البنية التحتية بعيدة جدًا عن المستوى المطلوب، في ضوء الحاجة إلى ما لا يقل عن 6 ملايين كيلومتر من خطوط نقل الكهرباء الجديدة بحلول عام 2050".
وأضاف: "نحتاج كذلك إلى استثمارات رأسمالية ضخمة، وفي ضوء توفر رأس المال، يجب وضع الهياكل التنظيمية المناسبة لتقليل المخاطر وضمان تدفقه إلى المشروعات المناسبة".
واستطرد: "كما نحتاج إلى تحرير رأس المال الخامل المقيَّد في أصول البنية التحتية الحالية للطاقة، وهناك العديد من الفرص والإمكانات الكبيرة المتاحة في هذا المجال، وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يعتمد قطاع الطاقة سياسات تسهم في دعم التقدم، وليس إبطاء النمو".
دور الإمارات
دعا سلطان الجابر القيادات وصناع السياسات العالميين والمستثمرين في قطاع الطاقة إلى تطبيق نموذج عمل الإمارات الذي يركز على صياغة سياسات عمليّة وبناء شراكات طموحة لخلق مزيد من فرص العمل وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي والتنافسية العالمية.
وضمن الكلمة الرئيسة التي ألقاها في حفل افتتاح الدورة الـ41 من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2025"، أكبر حدث لقطاع الطاقة في العالم والذي يقام في أبوظبي، أوضح أن نهج الإمارات العملي يؤكد أن التشريعات واللوائح الواقعية والعملية تبني وتعزز ثقة المستثمرين، وأنه يُعد نموذجًا للسياسات الموثوقة القائمة على التكنولوجيا والمحفِّزة للاستثمار.
وقال إن "الإمارات تطبق نهجًا واقعيًا، يدعم ضمان أمن الطاقة وتنويع مصادرها، وجذب رأس المال، وتعزيز التقدم التكنولوجي، وتبنّى حلول وسياسات عملية بالتنسيق مع قطاع الطاقة، وهذا هو السبب وراء استمرار تدفق رأس المال العالمي إلى هنا؛ لأن المستثمرين يقدِّرون المصداقية والاستقرار والثقة، وهذه من نقاط قوتنا هنا في أبوظبي، وفي جميع أنحاء دولة الإمارات".
وأوضح أن الدرس المُستفاد من النموذج الإماراتي لقطاع الطاقة هو أن "السياسات واللوائح يجب أن تركز على المتطلبات الواقعية والفعلية، ليس على الأداء، ويجب أن تستند إلى الرؤى، وليس إلى الأفكار الأيديولوجية".
وقال: "في أدنوك نستعمل كل التقنيات المتاحة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والروبوتات، لتسريع زمن الإنجاز، وتعزيز القيمة، ومن خلال شركتنا "إيه آي كيو"، نستعمل أكثر من 200 أداة وتطبيق للذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب عملياتنا، من رؤوس الآبار إلى قاعات التداول".
وأشار إلى أنه من المخطط أن يدعم حل "ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل" تحسين دقة التوقعات الإنتاجية بنسبة 90%، وكل هذا هو مجرد بداية؛ إذ نركز بشكل كبير على أن نصبح شركة الطاقة الأكثر استفادة من حلول وأدوات الذكاء الاصطناعي في العالم.
ودعا المسؤولين وصناع السياسات العالميين والمستثمرين في قطاع الطاقة إلى التركيز على المؤشرات الأساسية وتجاهل المؤثرات الجانبية التي تشتت الانتباه عن الأهداف الرئيسة للقطاع.
إنتاج النفط
سلّط سلطان الجابر الضوء على جهود دولة الإمارات لترسيخ مكانتها وجهةً جاذبةً للاستثمار، ومساهمات "أدنوك" في تعزيز الشراكات طويلة الأمد.
وقال: "يُسهم تركيزنا على رفع الكفاءة في إنتاج النفط الأقل من حيث التكلفة، ومن حيث انبعاثات الكربون، وعبر توفير بيئة موثوقة وآمنة لرأس المال، نتمكن من تحقيق أفضل مردود مقابل التكلفة. وبفضل الالتزام بالقوانين، وتطبيق قواعد ومبادئ الحوكمة، نبني شراكات راسخة ونتيح عائدًا مضمونًا على الاستثمار".

وأضاف: "مع استمرار "أدنوك" في التقدم والازدهار محليًا، ننطلق إلى الأسواق العالمية لإيجاد الفرص المناسبة. ومن خلال ذراعنا للاستثمار الدولي إكس آر جي، نجحنا في إبرام اتفاقيات للغاز في كلٍّ من موزمبيق ومصر وتركمانستان وأذربيجان والولايات المتحدة، ونستمر في البحث عن مزيد من الفرص عبر سلسلة القيمة لمجال الغاز".
واستطرد: "نعزز أيضًا حضورنا العالمي بقطاع الكيماويات في 5 قارات، ونستثمر في البنية التحتية وحلول الطاقة الذكية لفتح آفاق جديدة للنمو".
ويبحث أديبك 2025 سبل تلبية الطلب على الطاقة عالميًا، بمشاركة 45 وزيرًا و250 رئيسًا تنفيذيًا، سبل تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة وضرورة بناء منظومة طاقة مرنة وتوسيع نطاق حلولها لضمان تحقيق التقدم للجميع.
موضوعات متعلقة..
- سلطان الجابر يدعو للاستفادة من الغاز والطاقة النووية لتلبية احتياجات مراكز البيانات
- مدير قمة المناخ كوب 28 يدافع عن سلطان الجابر: نحن على الطريق الصحيح
اقرأ أيضًا..
- الموازنة بين الطاقة المتجددة والطبيعة معادلة صعبة.. كيف يصحح قادة الشركات المسار؟
- افتتاح المتحف المصري الكبير.. مبنى أخضر يوفر الطاقة بنسبة 60%
- السعودية و7 دول في أوبك+ تعلن تطورات عاجلة بخصوص إنتاج النفط





