التقاريرتقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

آيرينا: الطاقة المتجددة تحقق طفرة غير مسبوقة في مشروعات الكهرباء الجديدة (تقرير)

نوار صبح

كشفت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" تسجيل مصادر الطاقة المتجددة هيمنة غير مسبوقة على مشروعات الكهرباء الجديدة في مناطق متفرقة من العالم.

أكد ذلك المدير العام للوكالة فرانشيسكو لا كاميرا، خلال مشاركته في اليوم الأول من أسبوع سنغافورة الدولي للطاقة "إس آي إي دبليو" (SIEW).

وأشار "لا كاميرا" إلى أن تحوّل الطاقة العالمي يتسارع، ولا يتباطأ، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي حديثه عن التقدم المُحرَز والتحديات أمام مستقبل مستدام، قدّم "لا كاميرا" بيانات مهمة من أحدث تقرير موازنة للوكالة، وأبدى رأيًا واضحًا بشأن الأدوار المستقبلية للوقود الأحفوري والطاقة النووية.

وقدّم "لا كاميرا" إحصاءاتٍ متميزة توضح أن مصادر الطاقة المتجددة تُمثّل 92% من القدرة الجديدة.

رؤية الوكالة الدولية للطاقة المتجددة

أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، فرانشيسكو لا كاميرا، إلى أنه في العام السابق (2024)، أضاف العالم رقمًا قياسيًا قدره 518 غيغاواط من قدرة الكهرباء الجديدة، مُسجلًا زيادةً بنسبة 15%، ليصل إجمالي القدرة العالمية إلى 4443 غيغاواط.

وكشف "لا كاميرا" أن 92% من إجمالي القدرة الجديدة المُضافة العام الماضي كان من المصادر المتجددة، أمّا الـ 8% المتبقية فكانت "من مصادر متفرقة".

وبالنظر إلى عام 2025، توقَّع إضافة شبكة جديدة تُقارب 700 غيغاواط من القدرة، التي وصفها بأنها "ضِعف القدرة التي أنشأناها خلال 70 عامًا من التطور".

وصرّح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة بأن هذه الأرقام تُشير بوضوح إلى أن تحولًا جذريًا في مجال الطاقة جارٍ، وسيستمر بالتسارع.

وأضاف: "لم نكن أقرب من هذا العام للتوجّه في مسارٍ يتماشى مع تحقيق اتفاق باريس للمناخ".

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة فرانشيسكو لا كاميرا
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة فرانشيسكو لا كاميرا – الصورة من كلين تكنيكا

مخاوف بشأن المسار وفجوات الاستثمار

في مقابلة مع أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ووسائل الإعلام الأسترالية المعنية بالطاقة، أجاب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، فرانشيسكو لا كاميرا، على أسئلة خاصة بالمنطقة.

وحذّر "لا كاميرا" في البداية من أنه على الرغم من النمو القياسي العالمي، فإن الزخم الحالي، على ما يبدو، بطيء في حصاد أشكال أخرى من الطاقة المتجددة، باستثناء الطاقة الشمسية، لا ينبغي عَدُّه ضعفًا، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأردف أنه من المتوقع حاليًا أن يتخلّف العالم بنحو تيراواط واحد عن هدف القدرة الإنتاجية المطلوب لعام 2030.

وأضاف: "للحفاظ على المسار الصحيح، يلزم 1100 غيغاواط من الطاقة المتجددة سنويًا من الآن حتى عام 2030، وهي وتيرة تقارب ضعف مستواها الحالي".

وأشار إلى التفاوت الكبير في التقدم العالمي، حيث تُمثّل آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية أكثر من 85% من القدرة الإنتاجية المُركّبة للطاقة المتجددة.

الطاقة المتجددة في الفلبين

فيما يتعلق بنمو الطاقة المتجددة في الفلبين، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، فرانشيسكو لا كاميرا، إن الطاقة الشمسية ستظل مهيمنة بفضل سهولة تركيبها، وتوافر الأراضي، ووفرة أشعة الشمس، بالإضافة إلى التمويل.

وأوضح أن تقنيات أخرى مثل طاقة الرياح، والطاقة الحيوية، والطاقة الحرارية الأرضية، يجب أن تتسارع لتحقيق أهداف المناخ.

وصرّح "لا كاميرا" لموقع "كلين تكنيكا" (CleanTechnica)بأن "الفلبين بلد غني بالطاقة التي يمكن حصادها بسرعة وسهولة، ولدى الحكومة خطة واضحة للاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، نظرًا لوجود الكثير ما يجري حاليًا في مجال الطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية".

وأشار إلى أن المشكلة الكبرى تكمن في التمويل، إذا أقرّ "لا كاميرا" بأن عام 2024 شهد رقمًا قياسيًا قدره 624 مليار دولار في الاستثمارات العالمية في مجال الطاقة المتجددة.

رغم ذلك، حذّر من أن الاستثمار السنوي يحتاج إلى أكثر من الضعف بين عامي 2025 و2030 لتحقيق أهداف المناخ والطاقة.

وأكد أن هذا يتطلب هيكلًا ماليًا عالميًا جديدًا يدمج أولويات تحول الطاقة، ومعالجة مخاطر التنمية بين القطاعين العام والخاص ضمن استثمارات موازية.

مزرعة كالاتاغان للطاقة الشمسية في مدينة باتانغاس بالفلبين
مزرعة كالاتاغان للطاقة الشمسية في مدينة باتانغاس بالفلبين – الصورة من سولار فلبينز

الوقود الأحفوري والطاقة النووية

كان تعليق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، فرانشيسكو لا كاميرا، على نظام الطاقة ودور الوقود الأحفوري واضحًا: المستقبل هو نظام إنساني يعتمد بشكل كبير على مصادر الطاقة المتجددة.

وأشار إلى أن الأزمات العالمية المختلفة، بما في ذلك جائحة كوفيد-19 وأزمة الطاقة التي تلتها، دفعت بعضهم مرارًا وتكرارًا إلى القول بأن تحول الطاقة آخذ في التباطؤ.

وأشار "لا كاميرا" إلى أن أزمة الطاقة أثبتت أن "نظام الطاقة المركزي القائم على الوقود الأحفوري لا يضمن أمن الطاقة".

في المقابل، افترض أن أمن الطاقة يتحقق بشكل أفضل من خلال نظام موزع، وهو ما تُسهّله مصادر الطاقة المتجددة.

وبالنسبة للطاقة النووية، طرح "لا كاميرا" سؤالًا: "كم عدد المفاعلات المعيارية الصغيرة التي رأيتها تعمل؟ ربما اثنان؟ التكنولوجيا موجودة، ولكن هل هي واسعة الانتشار بما يكفي؟".

تجدر الإشارة إلى أن الطاقة النووية لا تُدرَج ضمن برامج الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، التي تُركّز فقط على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية والطاقة الحيوية وطاقة المحيطات.

وتشير التصريحات الأولية الصادرة عن المديرة العامة المؤقتة للوكالة، هيلين بيلوس، إلى أن الطاقة النووية "عملية طويلة ومعقّدة؛ فهي تُنتج نفايات، وهي محفوفة بالمخاطر نسبيًا"، بما في ذلك المخاوف المتعلقة بالحوادث واسعة النطاق، وإدارة النفايات، والانتشار النووي، والاستهلاك المرتفع للمياه.

من ناحيتها، تروّج الوكالة الدولية للطاقة المتجددة للمصادر المتجددة بصفتها بديلًا أسرع وأقل تكلفة وأكثر استدامة للوقود الأحفوري والطاقة النووية، ما يوفر فوائد اجتماعية واقتصادية وبيئية مُحسّنة.

في هذا الإطار، تُحدد تقارير الوكالة ومبادراتها، مثل تلك الصادرة عن تحالف "آيرينا" للعمل، مساراتٍ لتحقيق نظام طاقة متجددة بنسبة 100% بحلول عام 2050، وتدعو إلى إستراتيجيات واضحة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري والنووي لتحقيق أهداف المناخ العالمية.

وعلى الرغم من أن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "آي إيه إي إيه" (IAEA) في التخطيط العام للطاقة، يهدف هذا إلى تعزيز فعالية جهود بناء القدرات من خلال الاستفادة من الكفاءات التكاملية لكلتا المنظمتين، وليس لتعزيز الطاقة النووية بحدّ ذاتها.

وخلص المدير العام للوكالة إلى أن النظام المستقبلي سيكون متجددًا إلى حدّ كبير، "مُكمّلًا بالهيدروجين، وربما الأخضر، والاستعمال المستدام للوقود الحيوي والطاقة الحيوية والكتلة الحيوية".

على صعيد آخر، تُعدّ البيانات السائدة التي تُظهر أن غالبية قدرات الطاقة الجديدة متجددة حاليًا دليلًا قاطعًا على أن تحول الطاقة يحدث، ويتسارع، وسيستمر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق