تشهد أدنوك الإماراتية تحولًا نوعيًا في مسارها التقني، مع إطلاق حزمة من الاتفاقيات الهادفة إلى دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل أعمالها، بخطوة تحقق رؤية الشركة لقيادة التحول الرقمي في قطاع الطاقة العالمي، وتعزيز مكانتها في مجالات الابتكار والاستدامة.
وبحسب بيانات للشركة الإماراتية، حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وقّعت الشركة اتفاقيات شراكة مع شركات عالمية في مجالات الروبوتات والحلول الرقمية والطاقة النظيفة، من بينها "مصدر" و"مايكروسوفت" و"جيكو روبوتيكس".
ويأتي هذا التوجه في وقت تتصاعد فيه أهمية الذكاء الاصطناعي بوصفه محركًا رئيسًا لنمو الاقتصاد العالمي، مع التزايد الهائل في الطلب على الطاقة من قبل مراكز البيانات وشركات التكنولوجيا الكبرى، ما يدعم خطة الإمارات لتعزيز تكامل الطاقة والتقنيات المستقبلية.
وتشير توجهات السوق إلى أن الشراكات الجديدة تفتح أمام أدنوك الإماراتية آفاقًا واسعة لتطوير حلول ذكية ترفع كفاءة الإنتاج وتقلل الانبعاثات، في الوقت الذي تمضي فيه البلاد نحو تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، لتبدأ مرحلة جديدة من التطور الصناعي المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
منصة الحوار بين الطاقة والتكنولوجيا
استضافت شركة أدنوك الإماراتية في أبو ظبي أعمال مجلس تفعيل العمل "ENACT" بمشاركة أكثر من 100 قيادة بقطاعات الطاقة والتكنولوجيا والاستثمار والحكومات، بمبادرة من أدنوك الإماراتية و"مصدر" و"إكس آر جي" (XRG)، لتعزيز التعاون بين مجالي الطاقة والذكاء الاصطناعي.
وجاءت هذه الخطوة ضمن جهود متكاملة لتبادل الخبرات واستكشاف سبل تطوير البنية التحتية اللازمة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في ظل النمو السريع لمراكز البيانات، التي يُتوقع أن يتضاعف استهلاكها للكهرباء 4 مرات بحلول عام 2040.
وأكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك الإماراتية الدكتور سلطان أحمد الجابر، أن المرحلة القادمة تتطلب استثمارات ضخمة لتلبية احتياجات القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، مشددًا على ضرورة التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص وشركات التكنولوجيا لتحقيق هذا الهدف.
وأشار الجابر إلى أن الطاقة والذكاء الاصطناعي يمثّلان معًا نقطة التقاء أساسية بين التطور الصناعي والتحول الرقمي، بما يعزز القدرة على مواجهة تحديات الأمن الطاقي والنمو السكاني المتسارع عالميًا، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح أن شركة أدنوك الإماراتية تسعى من خلال مجلس تفعيل العمل إلى بناء شراكات فكرية وعملية مع الشركات العالمية، بما يدعم خططها المستقبلية لتطوير حلول مبتكرة توازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية.

اتفاقيات جديدة لتطبيق الذكاء الاصطناعي
أعلنت أدنوك الإماراتية توقيع 3 اتفاقيات جديدة مع شركة "جيكو روبوتيكس" لتوسيع نطاق استعمال حلول الروبوتات والذكاء الاصطناعي في عملياتها التشغيلية، وذلك ضمن جهودها المتواصلة لرفع الكفاءة وتحسين الأداء في قطاع الطاقة.
وتتضمن الاتفاقيات تطبيق تقنيات متقدمة في شركة "أدنوك للغاز"، إلى جانب تطوير برامج تدريبية مشتركة مع "أكاديمية أدنوك الفنية"، بهدف تمكين الكوادر الوطنية من مهارات المستقبل وتعزيز قدراتها في مجالات التحليل الرقمي والروبوتات الصناعية.
وشملت إحدى الاتفاقيات شراكة بين "إيه آي كيو" -المشروع المشترك بين أدنوك و"بريسايت"- وشركة "جيكو روبوتيكس"، لتطبيق نظام التشغيل "كانتيليفر" (Cantilever) على أصول "أدنوك للغاز"، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها في المنطقة.
كما تضمنت الشراكات الجديدة اتفاقًا منفصلًا لاستكشاف فرص تصنيع أنظمة روبوتية داخل دولة الإمارات، بما ينسجم مع توجُّه أدنوك الإماراتية نحو توطين التقنيات المتقدمة وتعزيز مكانة الدولة مركزًا إقليميًا للذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة.
وتُمثّل هذه الاتفاقيات ركيزة أساسية في إستراتيجية أدنوك الإماراتية للتحول الرقمي، إذ تهدف إلى تقليل فترات التوقف في العمليات، وتحسين الصيانة الوقائية، وزيادة الاعتماد على البيانات الضخمة في اتخاذ القرارات التشغيلية.
شراكة مع مايكروسوفت
في خطوة جديدة نحو المستقبل، أعلنت أدنوك الإماراتية ومصدر و"إكس آر جي" ومايكروسوفت اتفاقية إستراتيجية تهدف إلى تسريع نشر الذكاء الاصطناعي عبر سلسلة القيمة لأعمال الشركة، مع تطوير حلول طاقة مستدامة.
وتأتي هذه الاتفاقية تتويجًا لعلاقة تعاون وثيقة بين أدنوك الإماراتية وشركة مايكروسوفت الأميركية، إذ ستعمل الشركتان على تطوير "وكلاء ذكاء اصطناعي" لتعزيز الاستقلال التشغيلي ورفع الكفاءة عبر منظومة الطاقة المتكاملة في الدولة.

وتتضمن الاتفاقية برامج لبناء مهارات الكوادر البشرية وتطوير منظومة الابتكار المشترك بين الطرفين، بما يرسّخ مكانة الشركة الإماراتية في طليعة الشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحسين الأداء التشغيلي وتعظيم القيمة المضافة.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك الإماراتية الدكتور سلطان الجابر، إن الاتفاقية تمثّل "نقلة نوعية" في قطاع الطاقة، بفضل الدمج المتزايد للتكنولوجيا الحديثة في مختلف مراحل الإنتاج والنقل والتوزيع، بما يواكب توجهات الإمارات للتحول نحو اقتصاد رقمي متكامل.
يُذكر أن أدنوك الإماراتية كانت أول شركة طاقة تستعمل مساعد الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت "كوبايلوت" في عام 2023، ونجحت منذ ذلك الحين في تدريب أكثر من 40 ألف موظف على استعماله، مما وفر نحو 70 ألف ساعة إنتاجية شهريًا.
موضوعات متعلقة..
- أدنوك الإماراتية توقع صفقة غاز مسال لمدة 15 عامًا
- أدنوك الإماراتية تبرم صفقة مع شركة نفط صينية
- نقل حصة أدنوك الإماراتية في "أو إم في" النمساوية إلى "إكس آر جي"
اقرأ أيضًا..
- صفقات الحفر العربية تشهد نشاطًا مكثّفًا في 4 دول (مسح)
- رولز رويس تطور المفاعلات المعيارية الصغيرة بمولدات بخارية نووية
- استثمارات الطاقة منخفضة الكربون قد تتجاوز النفط والغاز بفارق 391 مليار دولار
المصدر:





