تركيب أول محطة شمسية على سفينة شحن بحرية في العالم (صور)
محمد عبد السند
رُكبت أول محطة شمسية على سفينة شحن بحرية في العالم، في خطوة تُسهم في تسريع جهود إزالة الانبعاثات من قطاع الشحن البحري، وصولًا لأهداف الحياد الكربوني.
ورُكبت السفينة المسماة "إم في فيرتوم تولا" (MV Vertom Tula)، المطوّرة بوساطة شركة واتلاب (Wattlab) الهولندية لتقنيات الطاقة الشمسية البحرية، على متن سفينة مملوكة لمواطنتها فيرتوم (Vertom).
وتستهدف محطة الطاقة الشمسية الجديدة خفض الانبعاثات على متن السفينة، وتوفير استهلاك الوقود مع إتاحة الطاقة المتجددة النظيفة الموثوقة في البحر.
وتشتمل المحطة الشمسية على 44 حاوية ألواح شمسية مسطحة، تولّد قرابة 79 كيلوواط من الطاقة الشمسية المركبة، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
تسليم المحطة الشمسية
سلّمت شركة "واتلاب" أول محطة شمسية على سفينة شحن بحرية في العالم التي لديها القدرة على العمل بالكهرباء والديزل، وفق بيان رسمي منشور على موقع الشركة.
وبعد تنفيذ تجربتَيْن ناجحتَيْن مع "واتلاب" استغرقتا 3 سنوات، استقرت "فيرتوم" على تجهيز أحدث سفنها بمحطة شمسية سعة 79 كيلوواط، لتصبح أول سفينة بحرية من نوعها تُزوّد بتلك التقنية النظيفة.
وكانت "فيرتوم" قد تسلّمت سفينة الشحن متعددة الأغراض "فيرتوم تولا" في أوائل العام الجاري، ويبلغ وزنها 7 آلاف و280 طنًا، وفق أرقام رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتمثّل محطة الطاقة الشمسية الجديدة "تحولًا تقنيًا كبيرًا، وخطوة مهمة نحو الشحن المستدام".
وسلّمت "واتلاب" 44 حاوية ألواح شمسية مسطحة ستتيح الكهرباء النظيفة إلى الأنظمة الحيوية العاملة على متن السفينة، بما في ذلك الإضاءة والتكييف، ما سيخفّض 20% من الأحمال الكهربائية المستعمَلة لتشغيل تلك العمليات.

اختبار التقنية
لفهم جدوى التقنية الجديدة واختبارها بالإضافة إلى مزاياها، نفّذت "فيرتوم" مشروعَيْن تجريبييْن مع "واتلاب" قبل اتخاذ قرار بتجهيز سفينتها بمحطة الطاقة الشمسية المذكورة.
وبعد الإنتاج والتجميع في شهر سبتمبر/أيلول الماضي في منشآت الإنتاج الجديدة التابعة لشركة "واتلاب" في ميناء روتردام الهولندي، رُكّبت الحاويات الشمسية المسطحة الـ44 على متن السفينة في ميناء هارلينغن الهولندي.
وجرى تمويل مشروع سولار ديك (SolarDeck) التجريبي بصورة مشتركة بوساطة صندوق الانتقال العادل (Just Transition Fund) التابع للاتحاد الأوروبي.
ويُعدّ الصندوق أداة جديدة لما يُطلَق عليها "سياسة التماسك 2021-2027"، بوصفه الركيزة الأولى لآلية الانتقال العادل في سياق الصفقة الخضراء الأوروبية، بهدف تحقيق الحياد الكربوني في دول التكتل بحلول عام 2050.
وقال المؤسس المشارك، الرئيس التنفيذي لشركة واتلاب، بو ساليت: "نشكر فيرتوم على ثقتهم والتعاون السلس معنا في الأعوام الـ3 الماضية، ودون هذه الشراكة، ما كان لنا أن نحقّق هذا الإنجاز".
وأضاف: "نتمنى لسفينة فيرتوم تولا وطاقمها رياحًا مواتية وبحرًا هادئًا! كما نشكر صندوق الانتقال العادل التابع للاتحاد الأوروبي، الذي شارك في تمويل ذلك المشروع".

نتائج الاختبار
قال مدير تطوير الأعمال في "فيرتوم"، توماس فان ميركرك: "خلال التجارب، أظهرت نتائج الاختبار أن محطة الطاقة الشمسية الجديدة قد أبلت بلاءً حسنًا في بيئة الشحن الساحلية الصعبة".
وأضاف: "وعلى أساس نتائج بحثنا وكذلك البحث الذي أجرته منظمة الأبحاث الهولندية المستقلة تي إن أو (TNO) في الشهور الماضية، فإننا ننظر إلى محطة الطاقة الشمسية المذكورة على أنها خيار فاعل لخفض انبعاثات غاز الميثان وكذلك الانبعاثات الملوثة الأخرى".
وتابع: "بالطبع تعتمد جدوى تلك الأشياء على الظروف التي تبحر فيها سفننا، لكن يتضح بوجه عام أن المحطة لديها القدرة على تحقيق عائد إيجابي على الاستثمار والإسهام في تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الشحن البحري".
وكانت "تي إن أو" قد أقرت معايير خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ووقت "العائد على الاستثمار" الخاص بمحطة الطاقة الشمسية الجديدة.

إستراتيجيات إزالة الكربون
تمثّل أول محطة شمسية على سفينة شحن بحرية في العالم خطوة مهمة في تطوير إستراتيجيات إزالة الكربون من قطاع الشحن البحري.
فمع تصاعد الضغوطات التنظيمية وتقلبات أسعار الوقود، يبحث ملاك السفن ومشغلوها عن طرق غير تقليدية لتنويع مزيج الطاقة المستعمَل على متنها.
ويرسي هذا المشروع قواعد مرحلة نشر تلك التقنية على نطاق أوسع عبر القطاع، بهدف خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق وفورات في الوقود وتعزيز مرونة الطاقة، بحسب شركتي "واتلاب" و"فيرتوم".
يُشار إلى أن قطاع الشحن البحري مسؤول عن 3% فقط من إجمالي الانبعاثات الكربونية عالميًا.
موضوعات متعلقة..
- تمويلات قطاع الشحن البحري تتوافق مع أهداف الحياد الكربوني 2050 (تقرير)
- قطاع الشحن البحري يجد ضالته لتحقيق الحياد الكربوني.. آلية واعدة (تقرير)
- إزالة الكربون من قطاع الشحن البحري تتعزز بزيادة كميات الميثانول الأخضر والأمونيا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- نتائج أعمال إكسون موبيل في الربع الثالث 2025.. الأرباح 7.5 مليار دولار (تحديث)
- رولز رويس تطور المفاعلات المعيارية الصغيرة بمولدات بخارية نووية
- سوق ناقلات النفط الخام العملاقة تشهد أقوى صعود لها خلال 5 سنوات (تقرير)
المصدر:
تركيب أول محطة شمسية على سفينة شحن بحرية في العالم من "أوفشور إنرجي" من موقع شركة "واتلاب".





