الهيدروجين في جنوب أستراليا.. صفقة تشترط تشغيل توربينات مشروع مُلغى
لزيادة إمدادات الكهرباء
حياة حسين
رغم بدء العمل في بيع أصول مشروع إنتاج الهيدروجين جنوب أستراليا لصالح إنقاذ مصنع الصلب، فإن سلطات الولاية أكدت أنها ستشترط على مشتري التوربينات تشغيلها في الولاية لتوفير مزيد من إمدادات الكهرباء.
وأعلنت الولاية -أيضًا- نيّتها الاستمرار في دراسة الجدوى التي تنفّذها شركة "زيرو بتروليوم" Zero Petroleum لإقامة منشأة تنتج وقود الطيران المستدام في وايالا، بالتزامن مع العمل على مركز "بورت بونيثون" للهيدروجين، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وفي وقت سابق من العام الجاري (2025)، تقرر إلغاء مشروع ضخم لإنتاج الهيدروجين في جنوب أستراليا، وتردَّد حينها أن السبب هو ارتفاع التكلفة، مقارنة بمصادر الطاقة النظيفة الأخرى.
وتقلّ تكلفة توليد ميغاواط/ساعة من الطاقة الشمسية والرياح في جنوب أستراليا عن 30 دولارًا أستراليًا (19.35 دولارًا أميركيًا)، تزيد بمقدار 3 أضعاف في إنتاج الهيدروجين؛ بسبب الفاقد في مراحل الإنتاج المتعددة، بدءًا بالتحليل الكهربائي، مرورًا بالتخزين، وصولًا إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر.
(الدولار الأسترالي = 0.66 دولارًا أميركيًا).
حساب تكاليف إلغاء مشروع الهيدروجين في جنوب أستراليا
تقوم السلطات حاليًا بحساب تكاليف إلغاء الحكومة لمشروع إنتاج الهيدروجين في جنوب أستراليا، الذي كان من المتوقع أن يمثّل علامة فارقة بإنتاج الصلب الأخضر في مدينة وايالا، وفق تقرير موقع "رينيو إيكونومي".
وفي مايو/أيار 2025، قررت السلطات إلغاء مشروع إنتاج الهيدروجين في جنوب أستراليا بقدرة 200 ميغاواط من الطاقة النظيفة.
وكان المشروع سيضمّ جهاز تحليل كهربائيًا ضخمًا في منطقة (وايالا) مطلع العام المقبل (2026)، في إطار خطة الولاية للاعتماد الكامل على مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2027.
وفي الوقت الذي تقرر فيه إلغاء مشروع الهيدروجين في جنوب أستراليا، خصصت حكومة الولاية 600 مليون دولار أسترالي من أصل 2.4 مليار دولار أسترالي، لحماية مصنع الصلب في وايالا من الانهيار، بعد قرار الاستحواذ عليه في مارس/آذار 2025.
وكانت حكومة الولاية قد اتخذت قرارًا استثنائيًا بتعيين مديرٍ لمالكي شركة "وايالا ستيل ووركس المتعثرة"، بعد الاستحواذ على الشركة التي كانت تسعى إلى الحصول على مالك جديد لضمان مستقبل مدينة الصلب.
وجاء القرار النهائي بشأن الاستحواذ على مصنع الصلب من البرلمان، بعد استدعاء رئيس وزراء الولاية بيتر مالينوسكاس، الأعضاء إلى اجتماعٍ قبل أن يُعلن تعيين كوردا مينثا مديرًا لشركة الصلب المملوكة لشركة جي إف جي أليانس.
وقالت الحكومة، في بيان، حينها: "لم تعد جي إف جي تُدير مصانع الصلب"، مُشيرة إلى أنها "فقدت الثقة" بقدرة الشركة على تأمين التمويل اللازم لاستمرار تشغيل مصانع الصلب.
استرداد كل النفقات
أصدرت ولاية جنوب أستراليا تقريرًا، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2025، أشارت فيه إلى أنها أنفقت 285 مليون دولار على مشروع إنتاج الهيدروجين المُلغى لصالح إنقاذ مصنع الصلب.
وأضافت أنها استعملت هذا المبلغ لشراء 4 مولدات تسعى حكومة الولاية لبيعها حاليًا، مشيرة إلى شطب أصول متضررة قيمتها 85.4 مليون دولار.
وتضم حسابات المشروع المُلغى لإنتاج الهيدروجين في جنوب أستراليا 87 مليون دولار من الالتزامات المُحتملة الناجمة عن عقود البنية التحتية.
وتشمل -أيضًا- 125 مليون دولار من الالتزامات التعاقدية المتبقية، التي تتحمل مسؤوليتها إدارة الطاقة والمعادن في الولاية.
وتوقّع وزير الطاقة في جنوب أستراليا توم كوتسانتونيوس استرداد قيمة التوربينات الأربعة كلّها، خاصة أنها من تصميم شركة "جي إي فيرنوفا"، الأول من نوعه في مجال توربينات الهيدروجين الأخضر.
كما أشار الوزير إلى أن صفقة البيع ستتضمن شرطًا بتشغيل توربينات الهيدروجين في جنوب أستراليا من قبل المشغّل البديل المشتري المحتمل لها، لتوفير مزيد من الكهرباء في الولاية.
وقال: "أثق في أننا سنستردّ جميع المبالغ المدفوعة من عملية البيع، وسنشترط على المشتري تشغيل التوربينات في جنوب أستراليا لزيادة سعة الكهرباء".
موضوعات متعلقة..
- صناعة الصلب الأخضر في أستراليا تترقب انطلاقة.. ما دور الهيدروجين؟ (تقرير)
-
سوق الهيدروجين في أستراليا قد تتخلّف عن السباق العالمي.. و5 مسارات للمنافسة
اقرأ أيضًا..
- سوق الهيدروجين الأخضر ليست في انتكاسة.. و5 دول عربية تملك مفاتيح الريادة (حوار)
-
أكبر الدول المصدرة للوقود إلى لبنان.. شحنات نادرة وغموض حول دولتين (تقرير)
-
مسح يرصد أكبر صفقات الكهرباء في سوريا ودور تاريخي لقطر والسعودية
المصادر:
