طفرة بالشاحنات الكهربائية في أميركا.. وفرصة استثمارية بـ4.6 مليار دولار (تقرير)
خلال العقد المقبل
وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي
من المتوقع أن تشهد الشاحنات الكهربائية في أميركا طفرة غير مسبوقة خلال العقد المقبل، حيث سيساعد التخطيط لتعزيز البنية التحتية للشحن في تسريع تبنّي الشاحنات الكهربائية المتوسطة والثقيلة.
وأظهر تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن القطاع سيسجل معدل نمو سنويًا مركبًا يبلغ 42% خلال العقد المقبل، ليمثّل أحد أبرز التحولات في قطاع النقل التجاري.
وأكد التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي أن التحول إلى الشاحنات الكهربائية في أميركا بحاجة إلى بنية تحتية ضخمة، إذ تمثّل فرصة استثمارية تُقدَّر بـ4.6 مليار دولار على مدى العقد المقبل.
وتعود توقعات نمو القطاع خلال السنوات المقبلة إلى التطور التقني والابتكار والاقتصادات المواتية، فضلًا عن البنية التحتية الإستراتيجية التي ستعيد تشكيل الخدمات اللوجستية في قطاع الشحن البري.
التحول إلى الشاحنات الكهربائية في أميركا
ستبدأ رحلة التحول إلى الشاحنات الكهربائية في أميركا تدريجيًا بقيادة مركبات المسافات القصيرة، التي يُتوقع أن تمثّل 15% من إجمالي النقل قصير المدى بحلول 2035، قبل أن تتسارع النسبة لتصل إلى 52% بحلول 2050.
وسيُعزى هذا الانتشار السريع إلى المزايا الاقتصادية لشركات النقل التي تمتلك مرافق قائمة، والاستفادة من نظام تسعير الكهرباء المخصص للقطاع الصناعي.
وتشير التقديرات إلى الشاحنات الكهربائية في أميركا، سواء المتوسطة أو الثقيلة، ستحتاج بحلول 2035 إلى نحو 57 ألف منفذ شحن سريع بالتيار المستمر و141 ألف منفذ شحن بالتيار المتردد من المستوى 2، موزعة على المدن الكبرى وممرات الشحن الحيوية حيث يكون الطلب الأعلى.
في مقابل ذلك، يمثّل قطاع شاحنات المسافات الطويلة تحديًا وفرصة استثمارية في الوقت ذاته، إذ سيحتاج إلى أكثر من 12 ألف منفذ شحن بالميغاواط لدعم هذا الأسطول بحلول 2040.
وسيكون الانتشار الجغرافي للبنية التحتية متفاوتًا، مع بداية التحول على الساحل الغربي، وسيتبع ذلك الساحل الشرقي والغرب الأوسط وتكساس، مع توزيع متوازن لمحطات الشحن لتغطية عدد أكبر من الطرق والمسارات.
هل تتفوق الشاحنات الكهربائية في أميركا على الديزل؟
كشف تقرير وود ماكنزي أن الشاحنات الكهربائية في أميركا بدأت تُثبت جدواها عبر جميع الفئات، رغم أن الوقت الذي تستغرقه لتحقيق التكافؤ في التكلفة مع الشاحنات العاملة بالديزل يتفاوت حسب نوع التطبيق.
وتحقق شاحنات المسافات الطويلة الكهربائية من الفئة 8 -الفئة تعتمد على الوزن المسموح به- تكافؤًا في التكاليف بعد 4 سنوات، وتصبح تكلفتها الإجمالية أقل بنسبة 13% من نظيراتها العاملة بالديزل بعد 10 سنوات من الملكية.
ويعود ذلك إلى التوفير في تكاليف الطاقة للشركات التي يمكنها الاستفادة من أسعار الكهرباء بالجملة ومحطات الشحن المتخصصة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
أمّا شاحنات المسافات القصيرة فتصل إلى التكافؤ مع الشاحنات العاملة بالديزل بعد 10 سنوات، مستفيدة من تراكم التوفير في استهلاك الطاقة على المدى الطويل، ما يجعلها خيارًا جذابًا للشركات التي تتمتع بأنماط مسارات متوقعة وبنية تحتية ثابتة.
بالإضافة إلى ذلك، تصبح الجدوى الاقتصادية أكثر وضوحًا عند التفكير في الشاحنات الكهربائية ذاتية القيادة، القادرة على قطع ضعف المسافة اليومية للشاحنات التقليدية والتخلص من تكاليف السائقين.
ومع أن هذه الشاحنات ما تزال في بداياتها، فيمكن أن تعجّل بتبنّي الشاحنات الكهربائية وتزيد من مزاياها المالية في جميع فئات النقل بالشاحنات.
بُنية محطات الشحن
سلّط التقرير الضوء على أن أسطول الشاحنات الكهربائية الذي يعود يوميًا إلى قواعده سيعتمد على الشحن في الساحات الخاصة للشركات لتقليل التكاليف.
ومع ذلك، أكد أهمية محطات الشحن العامة، لا سيما مع تطوير محطات شحن التيار المستمر ذات الجهد المتوسط، التي ستحدّ من تكاليف الميل الواحد حتى 82% مقارنة بالديزل عبر زيادة كفاءة النظام والاستفادة من أسعار الكهرباء بالجملة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي المناطق التي يتعذّر ربطها بالشبكة، قد تعتمد الشركات على حلول تجمع بين تخزين الكهرباء والطاقة الشمسية، وتقنيات الشحن المتقدمة.
ويتيح هذا التكامل اعتماد الشاحنات الكهربائية في أميركا حتى مع عدم توفُّر الكهرباء، إلى جانب خفض تكاليف ذروة الطلب عبر إدارة ذكية للأحمال وتحسين الاستهلاك.
موضوعات متعلقة..
- مبيعات الشاحنات الكهربائية الثقيلة ترتفع 80% في 2024
- حصة مبيعات الشاحنات الكهربائية في الصين ترتفع.. هل تسرع ذروة الطلب على النفط؟
اقرأ أيضًا..
- صادرات الجزائر من النفط تصعد خلال 9 أشهر.. وإسبانيا أكبر المستوردين
- صادرات الإمارات من النفط في 9 أشهر.. أحدث الأرقام وكبار المستوردين
- إنتاج مصر من الغاز الطبيعي يستقر فوق 4 مليارات قدم مكعبة يوميًا
المصدر:
