رئيس أرامكو: الطلب على النفط يرتفع رغم عقوبات روسيا.. وهذه خططنا للغاز
أحمد بدر
أكد رئيس أرامكو السعودية، المهندس أمين الناصر، أن الطلب العالمي على النفط ما زال قويًا، رغم العقوبات المفروضة مؤخرًا على شركتي النفط الروسيتين "روسنفط" و"لوك أويل".
في الوقت نفسه، أشار إلى أن الصين ودول الجنوب العالمي تقود في الوقت الحالي نمو استهلاك النفط الخام، إذ إن ما يصل إلى 80% من الطلب على الخام يأتي من هناك.
جاءت تصريحات الناصر -التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (FII9) في الرياض، حيث استعرض خلال جلسة حوارية خطط الشركة التوسعية في مجالات النفط والغاز والتقنية والتحول الرقمي.
وأوضح رئيس أرامكو أن العالم ما يزال بحاجة إلى الإمدادات النفطية والغازية لتلبية احتياجات النمو الاقتصادي العالمي، متوقعًا أن يتراوح نمو الطلب على النفط في العام المقبل 2026 بين 1.1 و1.4 مليون برميل يوميًا.
وأضاف أن النفط والغاز سيظلان جزءًا أساسيًا من مزيج الطاقة العالمي لعقود مقبلة، مؤكدًا أن التحولات السياسية والاقتصادية الأخيرة أعادت الاعتراف بأهمية المصادر الهيدروكربونية في تحقيق أمن الطاقة العالمي.
الطلب العالمي على النفط
قال رئيس أرامكو أمين الناصر، إن الطلب العالمي على النفط ما زال قويًا حتى قبل فرض العقوبات على "روسنفط" و"لوك أويل"، موضحًا أن السوق ما تزال متعطشة للإمدادات لتلبية احتياجات الاقتصادات النامية في آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.
وأشار إلى أن نحو 80% من نمو الطلب العالمي على النفط يأتي من دول الجنوب العالمي، حيث تبقى القدرة على تحمُّل تكاليف الطاقة أولوية، مع استمرار توسُّع النشاط الصناعي والنقل والبنى التحتية في تلك الدول.

وأضاف رئيس أرامكو أن الطلب من الصين يظل في حالة صحية قوية، بدعم من التعافي الصناعي والانتعاش في قطاعي الطيران والنقل البحري، ما يعزز استقرار سوق النفط العالمية رغم التحديات الجيوسياسية.
وبيّن أن التغيرات الجارية في أسواق الطاقة العالمية تدفع الدول المنتجة إلى زيادة استثماراتها في النفط والغاز، إذ يرى أن العالم بحاجة إلى مزيج واقعي من جميع المصادر لتفادي أزمات إمداد جديدة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأكد رئيس أرامكو أن العقوبات المفروضة على الشركات الروسية قد تُحدث تقلبات مؤقتة في السوق، لكنها لن تُضعف الطلب العالمي، موضحًا أن التوازن بين العرض والطلب ما زال هشًا، ويحتاج إلى تعزيز الاستثمارات طويلة الأجل.
وأوضح أن النمو المتوقع في الطلب العالمي يتراوح بين 1.1 و1.4 مليون برميل يوميًا خلال العام المقبل، وهو ما يستلزم توسيع القدرات الإنتاجية وتحسين كفاءة الإمدادات لمواجهة الضغوط المتزايدة على السوق.
ولفت إلى أن سياسات التحول الطاقي ينبغي أن تكون واقعية، مؤكدًا أن النفط والغاز سيبقيان أساس التنمية الاقتصادية العالمية خلال العقود المقبلة، حتى مع توسُّع الاستثمارات في الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة.
نستقبل يوميًا 10 ملايين نقطة بيانات، ونتطلع لتحقيق عائدات بقيمة مليونَي دولار خلال السنوات القادمة من الشركة الرقمية.
رئيس أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر#مؤتمر_مبادرة_مستقبل_الاستثمار_2025#السعودية_الآن pic.twitter.com/MzUtVwZjvc
— السعودية الآن (@Saudia_alaantv) October 28, 2025
خطط أرامكو للغاز والتقنية والتحول الرقمي
كشف رئيس أرامكو أن الشركة تعمل على زيادة أعمالها في قطاع الغاز بنسبة 60% خلال السنوات الـ5 المقبلة، في إطار خطة إستراتيجية تهدف إلى تلبية الطلب المحلي والعالمي المتنامي على الوقود النظيف ومنخفض الانبعاثات.
وأوضح أن شركة أرامكو السعودية تستثمر في بناء قدرات جديدة لتطوير الحقول الغازية وتعزيز البنية التحتية للنقل والمعالجة، بهدف تحقيق الاستدامة في الإمدادات وضمان مرونة المنظومة الطاقية الوطنية.

وأشار المهندس أمين الناصر إلى أن الشركة تخطط لاستثمار ملياري دولار في ذراعها التقنية "أرامكو ديجيتال" خلال السنوات الـ3 المقبلة، لتعزيز الحلول الذكية وتوظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف عملياتها التشغيلية.
وأكد أن أرامكو تحقق قيمة مضافة قوية من استثماراتها في التقنية والرقمنة، موضحًا أنها حققت نحو 6 مليارات دولار خلال العامين الماضيين من مشروعات التحول الرقمي والتقنيات المتقدمة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت رئيس أرامكو إلى أن الشركة تعمل على شراكات تقنية مع شركات عالمية، مثل "هيوماين"، لتسريع الابتكار في مجالات تحليل البيانات والاستكشاف وتحسين كفاءة الإنتاج في قطاعي النفط والغاز.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أسهم في تعزيز قدرات الشركة على جمع البيانات الجيولوجية وتحليلها، ما أدى إلى اكتشاف مزيد من احتياطيات النفط والغاز، رغم امتلاكها أكبر الاحتياطيات عالميًا.
واختتم رئيس أرامكو تصريحاته بتأكيد أن الطلب العالمي على الطاقة سيستمر في النمو، مشيرًا إلى أن مراكز البيانات وحدها ستستهلك بحلول عام 2030 أربعة أضعاف الطاقة التي تستهلكها السيارات الكهربائية، ما يعزز أهمية الغاز في مزيج الطاقة المستقبلي.
موضوعات متعلقة..
- أرامكو: النفط والغاز يؤديان دورًا مهمًا لأمن الطاقة في أوقات الصراع
- رئيس أرامكو ينتقد سياسات تحول الطاقة.. ورسالة أميركية إلى أوبك+
- أمين الناصر متفائل بالطلب على النفط.. ويتحدث عن "ضربة قاصمة"
اقرأ أيضًا..
- طاقة تصدير الغاز المسال العالمية قد ترتفع 300 مليار متر مكعب سنويًا (تقرير)
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الثالث (ملف خاص)
- حقول النفط المشتركة بين إيران والعراق.. لماذا قد تكبد طهران خسائر فادحة؟ (مقال)





