التقاريرانفوغرافيكتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

خريطة صفقات قطر للطاقة في مصر خلال 5 سنوات (إنفوغرافيك)

أحمد بدر

شهدت صفقات قطر للطاقة في مصر خلال السنوات الأخيرة تطورًا متسارعًا، عزّز مكانة الشركة في واحدة من أكثر مناطق الشرق الأوسط جذبًا للاستثمارات النفطية، إذ تمكنت العملاقة القطرية من توسيع وجودها عبر سلسلة من الامتيازات الواعدة في البحرين المتوسط والأحمر.

وبحسب قاعدة بيانات صفقات الطاقة العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن اتفاقيات الشركة القطرية في مصر تمثّل إحدى أبرز قصص التوسع العربي في قطاع النفط والغاز خلال العقد الجاري، إذ ارتفع عدد مناطق الامتياز التي تملك فيها حصصًا تشغيلية واستكشافية إلى 8 مناطق.

ويأتي هذا الحضور المتزايد في إطار إستراتيجية قطر لتنويع أصولها في مناطق بحرية غنية بالهيدروكربونات، وتعزيز الشراكات مع شركات كبرى، مثل شل، وشيفرون، وإيني، وإكسون موبيل، بما يتماشى مع سياسات القاهرة لزيادة إنتاجها من الغاز والنفط.

ويكشف هذا التقرير خريطة صفقات قطر للطاقة في مصر منذ عام 2021 حتى أكتوبر/تشرين الأول 2025، مرتّبة زمنيًا من الأحدث إلى الأقدم، مع رصد تطورات الامتيازات التي عززت حضور الشركة القطرية في السوق المصرية.

استثمارات قطر للطاقة في مصر

على مدى السنوات الأخيرة، تعددت استثمارات قطر للطاقة في مصر، لا سيما في المناطق البحرية الواقعة في البحر المتوسط، والتي تبشر بكميات وافرة من الغاز الطبيعي والنفط الخام، وأهمها:

  • منطقة امتياز شمال رفح البحرية (البحر المتوسط)
  • منطقة امتياز شمال كليوباترا البحرية (حوض هيرودوت)
  • منطقة امتياز شمال الضبعة البحرية (H4)
  • منطقتا المصري والقاهرة البحريتان
  • منطقة امتياز شمال مراقيا البحرية (البحر المتوسط)
  • منطقة امتياز البحر الأحمر (مربع 3 ومربع 4)

استثمارات في شمال رفح وشمال كليوباترا

في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2025، جاءت أحدث صفقات قطر للطاقة في مصر عبر اتفاق مع شركة إيني للاستحواذ على حصة 40% في منطقة شمال رفح البحرية، إذ تمثّل الصفقة إضافة نوعية لجهود الشركة القطرية بتوسيع نطاق أعمالها في شرق المتوسط.

وجاءت الصفقة الجديدة -التي وافقت عليها الحكومة المصرية- ضمن موجة تركيز الشركات العالمية على المناطق الغنية بالهيدروكربونات، إذ احتفظت إيني بنسبة 60% من الامتياز، بينما حصلت قطر للطاقة على 40% لمباشرة أعمال الاستكشاف في مياه تصل أعماقها إلى 450 مترًا.

وقال وزير الدولة لشؤون الطاقة، الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة المهندس سعد بن شريدة الكعبي، إن هذه الصفقة تُعدّ الثانية خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لترفع عدد مناطق عمل الشركة في مصر إلى 8 امتيازات، منها 6 في البحر المتوسط.

وأشار إلى أن استحواذ قطر للطاقة على حصة في شمال رفح البحرية يمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق إستراتيجيتها الطموحة في مجال الاستكشاف الدولي، مؤكدًا تقديره للتعاون الوثيق مع وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية وشركة إيني.

قطر للطاقة

وتقع منطقة شمال رفح البحرية في البحر الأبيض المتوسط قبالة الساحل الشمالي الشرقي لمصر، وتغطي مساحة تقترب من 3 آلاف كيلومتر مربع، وتُعدّ من أكثر الامتيازات الواعدة بالنظر إلى موقعها الجيولوجي المتميز، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أبرمت الشركة صفقة أخرى للاستحواذ على 27% في امتياز شمال كليوباترا البحري، بالشراكة مع شل التي تستحوذ على 36%، وشيفرون (27%)، وثروة للبترول (10%)، ما يعزز موقع قطر للطاقة في حوض هيرودوت الغني بالغاز.

وتبلغ مساحة امتياز شمال كليوباترا نحو 3400 كيلومتر مربع، بعمق يصل إلى 2600 متر، وتُعدّ من أبرز مناطق الاستكشاف الجديدة في شرق المتوسط، إذ تتشارك خصائصها الجيولوجية مع حقول ضخمة مثل حقل ظهر العملاق.

ومن المتوقع أن تسهم الصفقة بتعزيز التعاون بين القاهرة والدوحة في مجال الطاقة، إذ تؤكد صفقات قطر للطاقة في مصر التزام الجانبين بتوسيع آفاق الشراكة في مشروعات النفط والغاز والنفط البحرية، بما يخدم قطاع الطاقة العالمي.

توسُّع تدريجي في البحرين المتوسط والأحمر

في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أعلنت قطر للطاقة استحواذها على 23% من امتياز شمال الضبعة البحرية (H4)، الذي يضم بئر "خنجر 1"، بالشراكة مع شركة شيفرون الأميركية، التي تستحوذ في الامتياز ذاته على نسبة تبلغ نحو 40%.

في الوقت نفسه، تستحوذ شركة وودسايد الأسترالية على نسبة 27% من امتياز شمال الضبعة البحري، وتستحوذ شركة ثروة للبترول على نسبة 10%، إلّا أن نتائج هذه الصفقة جاءت مخيّبة للآمال، رغم أنها كانت مؤشرًا على استمرار صفقات قطر للطاقة في مصر.

وكان الهدف من صفقة الاستحواذ على جزء من بئر "خنجر 1" هو دعم خطط القاهرة في رفع احتياطياتها من الهيدروكربونات، إذ يعزز التعاون مع شيفرون الأميركية الالتزامات تجاه قطاع النفط والغاز في مصر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

بالإضافة إلى ذلك، توسعت الشركة -في مايو/أيار 2024- في البحر المتوسط عبر صفقة مع إكسون موبيل للاستحواذ على 40% من منطقتي "القاهرة" و"مصري" البحريتين، بينما احتفظت إكسون موبيل بنسبة 60%، إذ تمتد المنطقتان على مساحة تتجاوز 11 ألف كيلومتر مربع.

التنقيب عن النفط والغاز في مصر

وبحسب وزير الطاقة القطري -حينها- فإن هذه الشراكة دعمت برنامج قطر للطاقة الطموح للاستكشاف الدولي، والتعاون مع وزارة البترول المصرية والشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس"، في مناطق يُتوقع أن تحقق اكتشافات مهمة في المياه العميقة.

وفي مارس/آذار 2022، عززت الشركة وجودها في البحر المتوسط عبر توقيع اتفاق مع إكسون موبيل للاستحواذ على 40% من منطقة شمال مراقيا البحرية، وهي من أبرز صفقات قطر للطاقة في مصر من حيث الإمكانات الجيولوجية.

وجاءت الصفقة بعد حصول إكسون موبيل على حقوق التنقيب عام 2020، إذ تغطي المنطقة مساحة 4847 كيلومترًا مربعًا في مياه تتراوح أعماقها بين 1000 و2000 متر، ما يجعلها من المناطق الواعدة بالاكتشافات الجديدة شمال الإسكندرية.

يشار إلى أن صفقة شمال مراقيا تعدّ مثالًا واضحًا على التوجُّه القطري نحو بناء شراكات طويلة الأمد مع الشركات الأميركية الكبرى، إذ تسعى الشركة لاستثمار خبراتها الدولية لتعزيز الإنتاج والاستكشاف في شرق المتوسط، لا سيما صفقات قطر للطاقة في مصر.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، دشّنت قطر للطاقة حضورها القوي في مصر من خلال استحواذها على 17% في امتيازين تابعين لشركة شل في البحر الأحمر (بلوك 3 وبلوك 4)، وفق البيانات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وشملت الاتفاقية شراكات مع شل (المشغّل)، وثروة للبترول، وبي إتش بي، ومبادلة الإماراتية، ما أرسى قاعدة متينة لتعاون إقليمي واسع في الاستكشاف البحري، وفتح الطريق أمام استثمارات قطرية متتابعة في السوق المصرية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق