بناء 4 مفاعلات نووية بأكبر مجمع للطاقة والذكاء الاصطناعي في العالم

دينا قدري

2025-10-28

0 282

بناء مفاعلات نووية بأكبر مجمع للطاقة والذكاء الاصطناعي في العالم — أحد المفاعلات النووية التابعة لشركة "هيونداي للهندسة والإنشاءات"

يشهد أكبر مجمع للطاقة والذكاء الاصطناعي في العالم تطورًا مهمًا، بعد توقيع عقود بناء 4 مفاعلات نووية في تعاون أميركي-كوري.

ووفق بيانات صحفية حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة، وقّعت شركة هيونداي للهندسة والإنشاءات (هيونداي إي آند سي) عقد تصميم أساسي مع شركة فيرمي أميركا (Fermi America)، وهي شركة أميركية متخصصة في تطوير الطاقة، لبناء 4 مفاعلات نووية كبيرة في تكساس.

ويأتي هذا المشروع جزءًا مما يُتوقع أن يكون أكبر مجمع متكامل للطاقة والذكاء الاصطناعي في العالم، الواقع على مشارف مدينة أماريلو شمال تكساس، ويهدف إلى إنشاء مركز طاقة خاص قادر على دعم عمليات الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق.

ويمثّل هذا العقد أول مشاركة رسمية لشركة هيونداي للهندسة والإنشاءات في مرحلة التصميم المبكرة للمبادرة، ما يعزز الشراكة المتنامية في مجال الطاقة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

مجمع الطاقة والذكاء الاصطناعي في تكساس

يُطور "مجمع الطاقة والذكاء الاصطناعي المشترك"، المعروف أيضًا باسم مجمع الشبكة الفائقة (HyperGrid complex)، على مساحة تقارب 21.19 مليون متر مربع، حسب بيان أصدرته شركة "هيونداي للهندسة والإنشاءات".

يستضيف الموقع بنية تحتية مستقلة لإمدادات الطاقة بطاقة إجمالية تبلغ 11 غيغاواط، وسيشمل ذلك 4 مفاعلات نووية كبيرة من طراز "إيه بي 1000" تُنتج 4 غيغاواط، ومفاعلات معيارية صغيرة تُنتج 2 غيغاواط، و4 غيغاواط من محطات الكهرباء العاملة بالغاز ذات الدورة المركبة، و1 غيغاواط من أنظمة الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات.

وسيُشغّل هذا الإنتاج المشترك من الطاقة أحد أكبر مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي فائقة السعة في العالم، ما يُنشئ نظامًا بيئيًا متقدمًا يدمج الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة والتقنيات الرقمية.

اتفاقية بناء مفاعلات نووية بأكبر مجمع للطاقة والذكاء الاصطناعي في العالم - الصورة من موقع شركة "هيونداي للهندسة والإنشاءات"

وتقود شركة فيرمي أميركا -التي شارك في تأسيسها وزير الطاقة الأميركي السابق ريك بيري ورائد الأعمال توبي نويغباور- هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار.

وتهدف الشركة إلى توفير مصدر طاقة آمن ومكتفٍ ذاتيًا لعمليات الذكاء الاصطناعي والبيانات المستقبلية، ما يقلل الاعتماد على شبكات الكهرباء العامة.

وبموجب العقد الجديد، ستتولى شركة هيونداي للهندسة والإنشاءات أعمال التصميم الهندسي الأولي (FEED) والتصميم الأساسي؛ وهي المرحلة الأولى في بناء المفاعلات النووية.

مزايا مجمع الطاقة في أميركا

وقّعت هيونداي للهندسة والإنشاءات وفيرمي أميركا مذكرة تفاهم في يوليو/تموز المنصرم، للتعاون في تطوير أنظمة كهرباء هجينة تعتمد على الطاقة النووية والمتجددة.

ومنذ ذلك الحين، أجرى الجانبان مناقشات متواصلة شملت التصميم وتخطيط المشروعات والتعاون المستقبلي في مجال الهندسة والتوريد والبناء.

ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يتمتع المشروع بموقع إستراتيجي عند ملتقى العديد من أكبر خطوط أنابيب الغاز في البلاد، ويقع على قمة أحد أكبر حقول الغاز الطبيعي المعروفة في البلاد، ويوفر إمدادات غاز وفيرة ومستقرة ونظيفة الاحتراق وفاخرة.

ويعزز قرب مجمع الطاقة من بانتكس -المنشأة النووية الرئيسة في البلاد التي أدارت بنجاح الترسانة النووية الأميركية منذ عام 1951- المكانة الإستراتيجية لـ"فيرمي" في بناء طاقة نووية جديدة نظيفة وآمنة لجيل الذكاء الاصطناعي القادم في أميركا.

كما يضم الموقع بعض أسرع البنى التحتية للألياف الضوئية في البلاد، بالإضافة إلى موارد طاقة شمسية أساسية. ومن المتوقع أن توفر الشبكة الفائقة (HyperGrid)، المصممة خصوصًا للذكاء الاصطناعي والبيانات، طاقة حمل أساسية نظيفة وموثوقة للغاية على نطاق غير مسبوق.

شراكة قوية في مجال الطاقة

برزت فيرمي أميركا بسرعة بوصفها لاعبًا قويًا في قطاع الطاقة الأميركي، بعد أن أدرجت أسهمها في بورصتي ناسداك ولندن خلال 9 أشهر من تأسيسها.

وتؤمن هيونداي للهندسة والإنشاءات بأن الجمع بين خبرتها العالمية في المشروعات النووية واسعة النطاق وأهداف فيرمي أميركا الطموحة في مجال الذكاء الاصطناعي وتكامل الطاقة سيخلق فرصًا جديدة في سوق أميركا الشمالية.

توقيع اتفاقية التعاون في مجال الطاقة النووية - الصورة من موقع شركة "هيونداي للهندسة والإنشاءات"

يقول ممثل باسم شركة هيونداي للهندسة والإنشاءات: "نتوقع أن نتعاون مع فيرمي أميركا، التي أظهرت زخمًا قويًا بإدراجها في بورصتي ناسداك ولندن بعد 9 أشهر فقط من تأسيسها في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، بريادة سوق بناء محطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة".

وأضاف أن "هذا العقد يعدّ إنجازًا كبيرًا يثبت أننا شريك موثوق في مجال الطاقة النووية في سوق الطاقة العالمية، وسنسعى إلى إيجاد سبل عملية لتعزيز التعاون".

وتشمل مسؤوليات الشركة وضع مخططات الموقع، ومراجعة أساليب نظام التبريد، وإعداد حسابات الميزانية والعمليات، فإن مرحلة التصميم لن تشمل التفاصيل الهيكلية أو الوظيفية للمعدّات الأساسية، مثل المفاعلات ومولدات التوربينات.

وسيجري التعامل مع هذه العناصر في مراحل لاحقة، بمجرد الحصول على الموافقات التنظيمية الأميركية؛ إذ تقوم هيئة التنظيم النووي الأميركية (NRC) حاليًا بمراجعة طلب الترخيص المتكامل للمشروع بأكمله.

وبينما تستمر هذه العملية، ستواصل شركة هيونداي للهندسة والإنشاءات مهام التصميم والتحضير لمرحلة البناء الرئيسة؛ إذ تخطط الشركتان لإتمام عقد الهندسة والتوريد والبناء (EPC) بحلول النصف الأول من العام المقبل (2026).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: