ارتفاع انبعاثات الميثان من النفط والغاز عالميًا.. والعراق يسجل زيادة 50%
في الربع الأول من 2025
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي
- انبعاثات الميثان من حقول النفط والغاز البرية شهدت ارتفاعًا حتى الربع الأول من 2025
- انبعاثات الميثان العالمية شهدت انخفاضًا مستمرًا منذ 2020
- انبعاثات الميثان في الصين ارتفعت بنحو الثلث على أساس سنوي
- الولايات المتحدة سجلت ارتفاعًا في انبعاثات الميثان بنسبة 4%
شهدت انبعاثات الميثان من النفط والغاز، وتحديدًا من الحقول البرية خلال عمليات الاستكشاف والإنتاج، ارتفاعًا مفاجئًا في أواخر عام 2024 وبداية 2025، لتكسر بذلك الاتجاه التنازلي الذي استمر منذ عام 2020.
فقد رصدت الأقمار الصناعية نحو 45 ألف سحابة ميثان خلال الربع الأول من العام الجاري، بزيادة قدرها 14 ألفًا مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي.
وتشير التقديرات إلى أن هذه الانبعاثات تعادل نحو 45 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، أي بارتفاع يناهز 40% على أساس سنوي، وفق تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ويتركز أغلب أعمدة الميثان المكتشفة في مناطق تشمل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وروسيا وأميركا الشمالية.
ويمثّل قطاع المنبع (الاستكشاف والإنتاج) بقطاع النفط والغاز المصدر الرئيس لأكثر من 20% من إجمالي تسرّب الميثان الناتجة عن الأنشطة البشرية.
اتجاهات انبعاثات الميثان من النفط والغاز
كشف التقرير الصادر عن شركة الأبحاث ريستاد إنرجي أن انبعاثات الميثان من النفط والغاز باتت تتبع نمطًا موسميًا في معظم الدول، ويمكن تفسيرها بعدّة أسباب:
- تأثير الطقس البارد بالعمليات والطلب.
- الاختلاف بين المناطق وتوقيت جهود الحدّ من الانبعاثات
- العوامل الجوية التي تؤثر في قياسات الأقمار الصناعية، مثل الغيوم والرياح والرطوبة.
وإقليميًا، أظهر التقرير تباينًا واضحًا، حيث تسجل بعض الدول ارتفاعًا في إجمالي انبعاثات الميثان من النفط والغاز، لكن كثافة الميثان منخفضة نسبيًا بفضل ارتفاع حجم الإنتاج.
في المقابل، تعاني دول آسيا الوسطى وشمال أفريقيا من بنية تحتية متقادمة في مرافق المعالجة ومحطات الضغط والآبار؛ ما يؤدي إلى ارتفاع في بصمة الميثان مقارنة بحصّتها من الإنتاج العالمي للهيدروكربونات.
وتتمثل أكبر التحديات في رصد تسرب الميثان، غير أن أغلبها يمكن معالجته عند اكتشافه، بخلاف ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج عن الحرق ويصعب الحدّ منه.
ونتيجة لذلك، أصبح الحدّ من انبعاثات الميثان أولوية لشركات الطاقة، خاصة أن الميثان يتمتع بعمر أقصر في الغلاف الجوي، لكنه أكثر تأثيرًا في الاحترار العالمي من ثاني أكسيد الكربون.
ويتطلب ذلك التحول من الخطط طويلة الأمد إلى اتخاذ إجراءات فورية للحدّ من التسرب، لا سيما أن الكثير من الحوادث الكبرى يُدرَج ضمن تقارير شركات الاستكشاف والإنتاج، ما يستدعي التصدّي لها.

انبعاثات الميثان من النفط والغاز حسب المناطق
أشار التقرير إلى أن الصين تسجل أعلى انبعاثات ميثان من إنتاج النفط والغاز خلال العام الجاري، حيث تبلغ ذروتها في أوائل الشتاء وتنخفض في الصيف بما يتماشى مع دورات إنتاج الغاز الطبيعي.
وفي أواخر عام 2024 حتى الربع الأول من 2025، ارتفعت انبعاثان الصين بنحو الثلث على أساس سنوي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم أن إنتاج الغاز ارتفع بنسبة 50% منذ عام 2018، فإن الانبعاثات المرصودة بالأقمار الصناعية تراجعت بنسبة 30%، ما يعكس تحسنًا في كفاءة التشغيل.
ويرجع ذلك إلى البرامج التي أطلقتها شركتا النفط المملوكتان للدولة، شركة النفط الوطنية الصينية (CNPC) وسينوبك (Sinopec)، عامي 2019 و2020، الهادفة إلى خفض انبعاثات الميثان.
أمّا انبعاثات الميثان من النفط والغاز في أميركا، فقد شكّلت محورًا رئيسًا في النقاش السياسي، حيث أقرّت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في أواخر 2024 "رسوم انبعاثات النفايات"، لكنها لم تشمل الانبعاثات المرصودة بالأقمار الصناعية، قبل إلغائها في فبراير/شباط الماضي.
ومنذ أواخر 2024 حتى الربع الأول من العام الجاري، ارتفعت الانبعاثات في أميركا بنسبة 4%.
وتشير التقديرات إلى أن صناعة النفط الصخري ستواصل خفض كثافة الانبعاثات، مستندة إلى التحسينات الملحوظة في 2023.
وتؤكد البيانات الأولية لعام 2024 من الولايات الـ48 المجاورة أن انبعاثات الميثان ستظل مستقرة مقارنة بعام 2023، حتى مع استمرار الإنتاج.
أمّا انبعاثات الميثان من النفط والغاز في روسيا، فقد تراجعت خلال الربع الأول بنسبة 5%، نتيجة انخفاض الإنتاج بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

انبعاثات الميثان في العراق وجنوب آسيا
منذ عام 2019، شهدت انبعاثات الميثان من النفط والغاز في العراق انخفاضًا مع تراجع إنتاج النفط والزيادة في إنتاج الغاز، وسط خطط طموحة للتوقف عن حرق الغاز خلال 3 سنوات.
ومع ذلك، سجلت الانبعاثات ارتفاعًا بنسبة تقارب 50% خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالمدة نفسها من العام السابق؛ وهو ما يُعزى إلى أنشطة الإنتاج وحرق الغاز المصاحب في حوض زاغروس، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
أمّا في جنوب آسيا ووسطها، فقد سجلت كل من الهند وأوزبكستان وباكستان انخفاضًا في الانبعاثات بين 2022 و2024، قبل أن ترتفع في الربع الأول من 2025 إلى مستويات قريبة من أوائل 2023.
ففي أوزبكستان، أسهم تشغيل حقل الغاز توليبتيبا (Tolibtepa) خلال 2023 في ارتفاع الانبعاثات مع زيادة الإنتاج.
بينما في الهند وباكستان تبرز أنماط موسمية واضحة، إذ تكاد تنعدم الانبعاثات خلال الصيف، ولا يرتبط ذلك بمعدلات الإنتاج.
وعلى الجانب الاخر، بدأت الهند تعزيز إدارة الميثان عبر تطوير نظام وطني، في خطوة نحو تتبُّع أكثر شمولًا ومنهجية للغازات الدفيئة.
موضوعات متعلقة..
- تقنية مبتكرة لخفض انبعاثات الميثان وثاني أكسيد الكربون
- أدنوك تستعين بصمامات حديثة لخفض انبعاثات الميثان.. أول شركة في العالم
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي يرتفع 890 مليون متر مكعب
- أكبر الدول المصدرة للوقود إلى لبنان.. شحنات نادرة وغموض حول دولتين (تقرير)
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الثالث (ملف خاص)
المصدر:





