التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

مشروعات المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا.. طفرة متوقعة بقيادة 4 دول

أفريقيا قد تبدأ إنتاج المعادن الأرضية النادرة في 2027

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • أفريقيا قد تبدأ إنتاج المعادن الأرضية النادرة عام 2027، وتنضم لنادي الكبار بحلول 2034
  • أفريقيا ستمثّل 7% من الإنتاج العالمي للمعادن الأرضية النادرة
  • جنوب أفريقيا مرشّحة لتصبح أكبر منتجة للعناصر النادرة في القارة والسابعة عالميًا
  • إجمالي إنتاج جنوب أفريقيا المتوقع بحلول 2034 يبلغ 12 ألف طن سنويًا

يتهيّأ قطاع المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا خلال السنوات المقبلة لوضع القارة السمراء في مصاف المنتجين الرؤساء، بعدما تحولت مواردها إلى ورقة محورية في سباق التقنيات النظيفة.

وأوضح تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن عددًا من الدول الأفريقية، بقيادة جنوب أفريقيا وتنزانيا وأنغولا ومالاوي، قد يبدأ أول إنتاجه التجاري بحلول 2027.

وبفضل تسارع وتيرة تطوير العديد من مشروعات المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا، قد تستحوذ القارة على نحو 7% من إنتاج المناجم العالمي، و16% من الإنتاج، باستثناء الصين، بحلول 2034.

وتمثّل هذه النسبة -وإن بدت محدودة- تحولًا في موازين القوى العالمية، إذ تأتي في وقت يسعى فيه الغرب لفكّ الارتباط التدريجي عن الهيمنة الصينية، ومحاولات بكين المتكررة لتشديد قيود صادرات المعادن النادرة.

وتعدّ الصين أكبر منتج للمعادن الأرضية النادرة في العالم، حيث تستحوذ على 70% من عمليات تعدين هذه العناصر، و90% من عمليات المعالجة.

والعناصر الأرضية النادرة مجموعة من 17 عنصرًا تشكّل العمود الفقري لصناعات التقنيات النظيفة، بداية من توربينات الرياح والسيارات الكهربائية إلى الإلكترونيات، ووصفها بالندرة يرجع إلى صعوبة استخراجها وتعقيد عملية فصلها.

خريطة مشروعات المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا

تستعد جنوب أفريقيا لتصبح المحرك الإقليمي لإنتاج المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا، مع استضافة البلاد 3 مشروعات رئيسة ستدخل حيز الإنتاج قبل عام 2030، وهي:

  • مشروع زاندكوبسدريفت (Zandkopsdrift):

تطور شركة فرونتير رير إيرثز (Frontier Rare Earths) المشروع، وأدرجته المفوضية الأوروبية في يونيو/حزيران 2025 ضمن 13 مشروعًا إستراتيجيًا خارج الاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في النصف الثاني من عام 2028.

وتبلغ احتياطيات المشروع المؤكدة والمحتملة 789 ألف طن، بمتوسط تركيز 1.92%، ويستهدف إنتاج 17 ألف طن سنويًا من العناصر الأرضية النادرة، بينها 4 آلاف طن من المعادن المغناطيسية، خلال 45 عامًا من عمر المنجم.

  • مشروع ستينكامبسكرال (Steenkampskraal):

يقوم المشروع على رواسب غنية بمعدن المونازيت، ويحتوي على نحو 87 ألف طن من أكاسيد العناصر الأرضية النادرة، مصنّفة بين موارد مؤكدة ومحتملة.

ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في النصف الثاني من 2025، بقدرة أولية 5.4 ألف طن سنويًا من مركزات المزنازيت، مع خطط لإطلاق المرحلة الثانية عام 2026، تليها المرحلة الثالثة في 2027، بإنشاء وحدة فصل لإنتاج 2.7 ألف طن سنويًا.

  • مشروع فالابوروا (Phalaborwa):

يضم احتياطيات تُقدَّر بـ35 مليون طن بتركيز 0.44%، ويستهدف إنتاج 1.9 ألف طن سنويًا من العناصر النادرة المستعملة في صناعة المغناطيس، بما في ذلك النيوديميوم والبراسيوديميوم.

وبحلول 2034، سيبلغ إنتاج جنوب أفريقيا من المعادن الأرضية النادرة نحو 12.4 ألف طن سنويًا، لتصبح أكبر منتج في القارة والسابع عالميًا، بحسب التقرير الصادر عن وحدة "بي إم آي" التابعة لمؤسسة "فيتش سوليوشنز".

جانب من عمليات تطوير أحد مشروعات المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا
جانب من عمليات تطوير أحد مشروعات المعادن الأرضية النادرة - الصورة من أفريكا بريس

وتشمل مشروعات المعادن الأرضية النادرة الأخرى:

  • أنغولا:

مشروع لونغونجو (Longonjo): من المتوقع أن ينتج المشروع 20 ألف طن سنويًا من كربونات العناصر الأرضية النادرة المختلطة، ثم تسليمها إلى منشأة معالجة بريطانية لإنتاج 12.5 ألف طن سنويًا من أكاسيد العناصر النادرة المغناطيسية، ومن المقرر بدء التشغيل في النصف الثاني من 2026، مع خطط للتوسع في مرحلة ثانية لرفع الإنتاج إلى 40 ألف طن سنويًا.

وخلال عام 2027، سيصل إنتاج البلاد إلى 3 آلاف طن سنويًا، ليرتفع إلى 11.1 ألفًا بحلول 2034، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

  • مالاوي:
  1. مشروع كانغانكوندي (Kangankunde): من المتوقع أن يُنتج 8.3 ألف طن سنويًا من أكاسيد العناصر الأرضية النادرة، منها 1.61 ألف طن من النيوديميوم والبراسيوديميوم اللازمين في صناعة المغناطيسات عالية الأداء، على أن يبدأ الإنتاج في الربع الأول من عام 2026.
  2. مشروع سونغوي هيل (Songwe Hill): سينتج نحو 6 آلاف طن سنويًا من أكاسيد العناصر الأرضية النادرة في صورة كربونات مختلطة، ثم إرسالها إلى منشأة فصل في بولندا لإنتاج 1.9 ألف طن سنويًا من أكاسيد النيوديميوم والبراسيوديميوم.

أمّا الإنتاج في مالاوي، فسيسجل 8 آلاف طن سنويًا بحلول 2034، ارتفاعًا من 1000 طن في 2027.

  • تنزانيا:

مشروع نغوالا (Ngualla): من المتوقع أن يُنتج 16.2 ألف طن سنويًا من مركزات العناصر الأرضية النادرة عالية الجودة، تتضمن 3.6 ألف طن من النيوديميوم والبراسيوديميوم، ويمتدّ العمر التشغيلي للمنجم إلى نحو 24 عامًا.

وسيبلغ إنتاج تنزانيا من المعادن الأرضية النادرة نحو 3 آلاف طن سنويًا خلال 2027، قبل أن يسجل 10.9 ألفًا في 2034، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

  • أوغندا:

مشروع مكونتو (Makuutu): يقع المشروع على رواسب طينية من نوع الامتزاز الأيوني تشبه تلك الموجودة في جنوب الصين وميانمار، وهي توفر إمدادات من مصادر العناصر الأرضية النادرة الثقيلة.

  • موزمبيق:

مشروع مونتي موامبي (Monte Muambe): يُتوقع أن ينتج نحو 15 ألف طن سنويًا من كربونات العناصر الأرضية النادرة المختلطة على مدى 18 عامًا، وكشفت أعمال التنقيب وجود عناصر إضافية، مثل الغاليوم والفلويت.

جانب من عمليات تطوير أحد مشروعات المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا
جانب من عمليات تطوير أحد مشروعات المعادن الأرضية النادرة - الصورة من الغارديان
  • مدغشقر:

مشروع أمباسيندافا (Ampasindava): تعكف شركة هارينا ريسورسز (Harena Resources) -حاليًا- على تطوير دراسة الجدوى الأولية للمشروع.

  • ناميبيا:

مشروع لوفدال (Lofdal): تمتلك شركة ناميبيا كريتيكال ميتالز (Namibia Critical Metals) رخصة تعدين لمدة 25 عامًا، وتعمل على دراسة الجدوى الأولية لاستخراج العناصر الأرضية النادرة الثقيلة.

  • زامبيا:

مشروع كيسيا (Kesya): ما يزال في مرحلة الاستكشاف الأولية، وتنتظر شركة أنتلر غولد (Antler Gold) الحصول على رخصة تطوير.

قطاع المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا

من جهة أخرى، توقّع التقرير نمو قطاع المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا تدريجيًا، نتيجة ارتفاع الطلب العالمي على العناصر النادرة المغناطيسية، مثل النيوديميوم، والبراسيوديميوم.

ومؤخرًا، توقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب العالمي على المعادن الأرضية النادرة المستعملة في صناعة المغناطيسات بنسبة 35%، ليصل إلى 123 ألف طن بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات 2024.

وتدخل هذه العناصر في صناعة المغناطيسات عالية الأداء اللازمة في تصنيع المحركات القوية ببعض الصناعات، وفي مقدّمتها السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح.

وتشير التوقعات إلى أن جنوب أفريقيا وأنغولا ومالاوي وتنزانيا ستتحول بحلول عام 2034 إلى مراكز إنتاج رئيسة رغم التحديات.

غير أن القارة ما تزال تفتقر إلى قدرات المعالجة، ومن ثم ستُنقل مواردها للمعالجة في الصين وأوروبا وأميركا الشمالية، حيث تتوافر الخبرة والتقنيات المتقدمة.

ومع تزايد أهمية هذه العناصر، يُتوقع أن تشهد أفريقيا زيادة في الاستثمارات الأجنبية خلال العقد المقبل، وسط مساعي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تنويع مصادرهما بعيدًا عن الهيمنة الصينية.

الخلاصة:

تشهد أفريقيا نموًا ملحوظًا في قطاع المعادن الأرضية النادرة، مع توقعات ببدء أول إنتاج تجاري بحلول عام 2027 من دول، مثل جنوب أفريقيا وتنزانيا وأنغولا ومالاوي، لتستحوذ القارة على نحو 7% من الإنتاج العالمي، و16% من الإنتاج، باستثناء الصين، بحلول 2034.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. خريطة مشروعات المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا، من فيتش سوليوشنز
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق