مسح يرصد أكبر صفقات الكهرباء في سوريا ودور تاريخي لقطر والسعودية
أحمد بدر

تشهد أكبر صفقات الكهرباء في سوريا خلال الأشهر الـ9 الأولى من 2025 تحولًا جذريًا في توجهات البلاد نحو إعادة بناء منظومتها الطاقية بعد سنوات من الحرب، إذ سعت دمشق إلى جذب الاستثمارات الإقليمية والدولية لتعزيز البنية التحتية للكهرباء.
وبحسب بيانات قطاع الطاقة السوري لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الصفقات الأخيرة مثّلت انطلاقة جديدة نحو تنويع مصادر الكهرباء في سوريا، عبر مشروعات ضخمة تتوزع بين التوليد التقليدي، والربط الإقليمي، والطاقة المتجددة.
وتشير هذه التحركات إلى أن الحكومة السورية باتت أكثر انفتاحًا على التعاون مع شركات من الشرق الأوسط وأوروبا، مستفيدةً من الدعم المالي والتقني الموجّه نحو تطوير محطات حديثة وتدشين مشروعات ضخمة، بدعم قطري وسعودي.
كما أظهرت النتائج الأولية لتلك الصفقات بوادر انتعاش تدريجي في قطاع الكهرباء في سوريا، خصوصًا في المناطق التي عانت انقطاعات مزمنة وتراجعًا في كفاءة الشبكات.
وفي هذا السياق، أجرت منصة الطاقة مسحًا لأهم وأكبر صفقات الكهرباء في سوريا خلال الأشهر الـ9 الماضية، بداية من أول يناير/كانون الثاني، وصولًا إلى نهاية سبتمبر/أيلول، وجاءت على النحو الآتي:
أكبر صفقة كهرباء في تاريخ سوريا - مايو 2025
جاءت أكبر صفقة كهرباء في تاريخ دمشق لتدعم تصدُّر قطاع الطاقة قائمة أكبر صفقات الكهرباء في سوريا، خلال شهر مايو/أيار 2025، بعد توقيع اتفاق بين وزارة الطاقة السورية ومجموعة "أورباكون" العالمية، ومقرّها قطر.
وبموجب الصفقة التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يُستثمر نحو 7 مليارات دولار لتوليد 5 آلاف ميغاواط، عبر تطوير 4 محطات كهرباء بتوربينات غازية تعمل بالدورة المركبة في دير الزور، ومحردة، وزيزون، وتريفاوي.
وتبلغ سعة هذه المحطات 4 آلاف ميغاواط، ومن المقرر أن تُستعمل فيها تقنيات أميركية وأوروبية حديثة، إلى جانب إنشاء محطة طاقة شمسية بسعة 1000 ميغاواط في منطقة وديان الربيع جنوب سوريا، لتكون خطوة حاسمة في تحديث الكهرباء الوطنية.

صفقة كهرباء مع تركيا - مايو 2025
احتلّت صفقة الكهرباء مع تركيا المرتبة الثانية ضمن أكبر صفقات الكهرباء في سوريا خلال مايو/أيار 2025، وتهدف إلى استكمال ربط خط 400 كيلو فولت بين البلدين، بما يسهم في دعم استقرار الشبكة الوطنية.
ومن المتوقع تشغيل خط الربط بحلول نهاية العام الحالي، لتوفير نحو 1000 ميغاواط من الكهرباء التركية المورّدة إلى الأراضي السورية، ضمن اتفاق طويل الأمد لتعزيز أمن الإمدادات.
وتعزّز الصفقة موقع سوريا في سوق الكهرباء الإقليمية، إذ تتضمن تزويدها بنحو 6 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا من أنقرة، ما ينعكس على تراجع انقطاعات الكهرباء وتحسين مستويات الإنتاج المحلي.
مبادرة إحياء الكهرباء في سوريا - يونيو 2025
تُعدّ مبادرة "إحياء الكهرباء في سوريا" واحدة من أكبر صفقات الكهرباء في سوريا لعام 2025، إذ تشارك فيها شركات عالمية مثل "كاليون إنرجي" و"جنكيز إنرجي" و"باور إنترناشيونال"، بهدف دعم مشروعات الطاقة المتجددة.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة أورباكون، رامز الخياط، إن هذه المبادرة ستوفر أكثر من 50 ألف فرصة عمل مباشرة و250 ألف فرصة غير مباشرة، ما ينعش الاقتصاد السوري ويحفّز الطلب المحلي على الطاقة.
كما أعرب الخياط عن امتنانه للرئيس السوري أحمد الشرع، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الأميركي دونالد ترمب، لدورهم في خلق البيئة السياسية المناسبة لإبرام مثل هذه الصفقات الحيوية.

مشروع طارئ لدعم سوريا - يونيو 2025
انتعشت قائمة أكبر صفقات الكهرباء في سوريا في يونيو/حزيران 2025، بفضل المشروع الطارئ الممول من البنك الدولي بقيمة 146 مليون دولار لإعادة تأهيل شبكة الكهرباء الوطنية.
وبحسب الوثائق التي اطّلعت عليها منصة الطاقة، يتضمن المشروع إصلاح خطوط النقل المتضررة والمحطات الفرعية، وتقديم الدعم الفني لبناء القدرات المؤسسية وتطوير الهيكل الإداري لقطاع الكهرباء.
كما يشمل المشروع إعادة تأهيل خطوط الجهد العالي بقدرة 400 كيلو فولت، التي تضررت خلال الصراع، لإعادة الربط الكهربائي الإقليمي مع الأردن وتركيا، وتعزيز استقرار منظومة الإمداد الوطنية.
مشروع مهم مع السعودية - أغسطس 2025
شهد شهر أغسطس/آب 2025 توقيع مشروع سعودي سوري يُعدّ من أكبر صفقات الكهرباء في سوريا خلال العام، إذ يتضمن إعداد دراسات فنية لتطوير محطات الطاقة الشمسية وأنظمة تخزين الكهرباء بسعة تصل إلى 1000 ميغاواط.
وتستهدف الشركة السعودية تطوير مشروعات طاقة الرياح بطاقة إنتاجية تصل إلى 1500 ميغاواط، ضمن خطة شاملة لتحسين مزيج الطاقة في سوريا وتخفيف الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي.

وتتضمن الاتفاقية تقييم المحطات القائمة، وتقديم العروض الخاصة بإعادة تأهيلها أو تطويرها أو تشغيلها، إضافة إلى تنفيذ دراسة فنية لتحديد مزيج الطاقة الأمثل وتحسين كفاءة إنتاج الكهرباء في البلاد.
وبهذا، يظهر المسح أن أكبر صفقات الكهرباء في سوريا خلال الأشهر الـ9 الماضية تُمثّل نقطة تحوّل في إعادة بناء المنظومة الكهربائية، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستثمارات، تحقق الاستدامة وتضمن أمن الطاقة الوطني.
نرشح لكم..
- تغطية خاصة لمستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية.
- ملف خاص عن مشروعات الطاقة الشمسية في الدول العربية.
- خريطة المناجم في الدول العربية.. كنوز واحتياطيات ضخمة
المصادر:





