طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

هل تقلص مشروعات الطاقة المتجددة مساحة الأراضي الزراعية في أستراليا؟ تقرير يرد

محمد عبد السند

يتزايد القلق إزاء آثار مصادر الطاقة المتجددة في تقليص الرقعة الزراعية في أستراليا، وانعكاسات ذلك على الأمن الغذائي في البلاد، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتزامن هذا القلق مع صدور بيانٍ صحفي عن زعيم حزب الوطنيين ديفيد ليتلبراود في 30 سبتمبر/أيلول الماضي بعنوان "تقرير صادم عن الطاقة المتجددة يدق أجراس الخطر".

واتّهم ليتلبراود في البيان حكومة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز بأنها لم تكن صادقة مع الشعب بشأن التكاليف الحقيقية لإستراتيجية الطاقة المتجددة التي تتبنّاها، والتي تزيد حاليًا على 1.33 تريليون دولار.

ووجد البيان أن ثورة الطاقة المتجددة في أستراليا أظهرت أن استعمال تلك المصادر النظيفة بشكل متزايد سيَشغَل مساحة نزيد على مساحة مدينة سيدني، عبر نشر 25 ألف برج رياح و250 مليون لوح شمسي.

ويمثّل هذا -بالطبع- كارثةً بالنسبة للمجتمعات المحلية ونظام الكهرباء والبيئة الطبيعية عمومًا.

جدل ساخن

أثارت مصادر الطاقة المتجددة جدلًا ساخنًا في أستراليا لآثارها في تقليص مساحة الأراضي الزراعية وتقويض قدرة المزارعين على زراعة المحاصيل الغذائية التي لا غنى عنها لإطعام السكان، وفق ما ورد في مقال لمدير قسم التحليلات والاستشارات في مؤسسة "غرين إنرجي ماركيتس" تريستان إديس.

مدير قسم التحليلات والاستشارات في مؤسسة غرين إنرجي ماركيتس تريستان إديس
مدير قسم التحليلات والاستشارات في مؤسسة غرين إنرجي ماركيتس تريستان إديس - الصورة من Green Energy Markets

وركّز الكاتب على البيان الصحفي الصادر عن زعيم حزب الوطنيين ديفيد ليتلبراود الذي استعان فيه الأخير بخريطة إلكترونية لمشروعات الطاقة المتجددة العاملة والمقترحة المنشورة بوساطة منظمة رينفورست ريزيرفيس أستراليا (Rainforest Reserves Australia) -وهي منظمة تطوعية أسترالية تدافع عن الغابات المطيرة والنظم البيئية المهمة.

وقال ليتلبراود: "الآثار البيئية والزراعية الناتجة عن خطط الطاقة المتجددة التي يتبنّاها حزب العمال، والواردة في البيان، حقيقية، مع تدمير أكثر من 400 ألف هكتار من الأراضي، ونسف العديد من الموائل الأصلية والأراضي الزراعية".

*(الهكتار = 10 آلاف متر مربع).

وأضاف: "نحن لا نهدد الأمن الغذائي في أستراليا فحسب، بل نهدد -أيضًا- الشيء الذي نسعى جميعًا لحمايته، وهو البيئة الطبيعية".

خريطة إلكترونية

تُظهِر الخريطة الإلكترونية مساحاتٍ شاسعةً من الأرض مليئة ببقع صفراء وبرتقالية وخضراء، التي تُمثّل على ما يبدو مساحة الأرض التي تشغلها محطات طاقة الشمس والرياح، العاملة والمقترحة.

وقال كاتب المقال تريستان إديس: "في تقديري أن هذا سيثير قلق الكثيرين".

وأشار إلى أن الشيء الباعث على القلق -أيضًا- هو أن توربينات الرياح لن تُدمِّر المزارع فحسب، بل ستُدمّر -كذلك- المدن الإقليمية الكبرى التي يقطنها عشرات الآلاف من السكان.

وستنتشر البقع الصفراء الدالة على مزارع الرياح، على ما يبدو، في مدن بورت أوغوستا في ولاية جنوب أستراليا، وبانبوري في ولاية أستراليا الغربية، ووارنامبول وبورتلاند وميلدورا في ولاية فيكتوريا، وأرميدال في ولاية نيو ساوث ويلز، وجلادستون في ولاية كوينزلاند.

وقال إديس: "ومع ذلك، فإنه بالنسبة للسكان الذين يقطنون في تلك المدن، يمكنك الشعور بالاطمئنان؛ نظرًا لأن هناك خطأ مضللًا في أداة رسم الخرائط تلك؛ إذ إنها تبالغ بشكل كبير في مساحة الأرض المخصصة للعديد من مشروعات الطاقة المتجددة".

خريطة مشروعات الطاقة المتجددة
خريطة مشروعات الطاقة المتجددة - الصورة من reneweconomy

حرية المزارعين

يتمتع المزارعون بحرية كاملة بشأن رغبتهم في استضافة مشروعات طاقة شمسية أو رياح على أراضيهم، حسب كاتب المقال.

وتسهم الأموال التي يتقاضونها نظير استضافة تلك المشروعات بتغيير حياة الكثيرين منهم في حالات عديدة؛ إذ تزيد تلك الأموال مرّات عدّة على أيّ شيء قد يخسرونه جراء فقدان أراضيهم الزراعية.

ووفق مجلس الطاقة النظيفة الأسترالي، تتراوح قيمة الأموال التي يحصل عليها المزارع نظير استضافة توربين رياح على أرضه بين 5500 و6500 دولار لكل ميغاواط سنويًا، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتلامس سعة التوربينات التقليدية حاليًا نحو 5 ميغاواط، أي ما يعادل من 27 ألفًا و500 دولار إلى 32 ألفًا و500 دولار سنويًا لكل توربين.

ولن تتأثر الغالبية العظمى من أراضي المزارعين نتيجة بناء مشروعات الطاقة المتجددة عليها؛ ما يسمح لهم بمواصلة إدارة مشروعاتهم الزراعية.

آبار الغاز ومناجم الفحم

على غرار مشروعات الطاقة النظيفة، يحصل المزارعون -كذلك- على أموال نظير حفر آبار الغاز ومناجم الفحم الموجودة في أراضيهم، لكن القوانين الأسترالية لا تكفل لهم التفاوض على قيمة تلك الأموال، وفق كاتب المقال.

واستدرك: "ثمة فرق جوهري، إذ لا يحقّ لمالكي الأراضي الزراعية رفض مشروعات الوقود الأحفوري تلك بالكلّية؛ لأن القوانين تنظر إلى الموارد الموجودة في باطن الأرض بأنها ملك أصيل للدولة، وليس لمالك العقار".

واختتم الكاتب مقالته بقوله، إن تشغيل أستراليا بالكامل بالكهرباء المولدة بالطاقة المتجددة لا يتطلب سوى نسبة ضئيلة جدًا من الأراضي الزراعية.

واستشهد بأستاذ هندسة الطاقة المتجددة في الجامعة الوطنية الأسترالية أندرو بليكرز الذي يرى أن 99.97% من الأراضي الزراعية في البلاد ستبقى مخصصة للزراعة حتى في حال استبدال الطاقة المتجددة بشكل كامل بالوقود الأحفوري المستهلَك في أستراليا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:
1.تفنيد الرأي القائل إن الطاقة المتجددة تقلص مساحة الأراضي الزراعية في أستراليا، من مقال منشور في "رينيو إيكونومي"

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق