أزمة إلغاء صفقة سفينة تركيب توربينات الرياح البحرية تتفاقم.. ما علاقة ترمب؟
هبة مصطفى
تثير سفينة تركيب توربينات الرياح البحرية الجدل، منذ ما يقرب من أسبوعين، بعد فشل تسليمها للمشتري وتصاعد النزاع مع الشركة المطورة حتى وصل بها المطاف إلى "التحكيم".
وكانت شركة "ميرسك أوفشور ويند Maersk Offshore Wind" الدنماركية قد فاجأت شركة بناء السفن "سيتريوم Seatrium" -التي تتخذ من سنغافورة مقرًا لها- بامتناعها عن استلام السفينة.
واكتنف الغموض أسباب إلغاء الصفقة، لكن تقديرات تُشير إلى تداعيات قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب على قطاع الرياح البحرية، خاصة أن السفينة كان من المقرر توجيهها لتركيبات في مشروع "إمباير ويند 1".
وفي أحدث حلقات النزاع، أعلنت "سيتريوم" أنها تلقّت إخطارًا بالتحكيم أمام الجهة المختصة بالنظر في الخلافات البحرية في لندن، وفق بيان على موقعها الإلكتروني.
من الإلغاء إلى التحكيم
خاضت سفينة تركيب توربينات الرياح البحرية رحلة لافتة للانتباه؛ إذ بدأت بتعاقد على البناء وتعثرت لاحقًا لأسباب غير واضحة.

ويُشير الإطار الزمني لرحلة التطوير إلى محطات عدة، نذكر منها:
- مارس/آذار 2022.. توقيع عقد السفينة بين ميرسك وسيتريوم (سيمبكورب مارين سابقًا).
- أكتوبر/تشرين الأول 2022.. الاحتفال بقطع أول فولاذ في السفينة إيذانًا ببدء البناء.
- مايو/أيّار 2025.. حفل إطلاق السفينة في حوض "تواس بوليفارد" التابع لـ"سيتريوم" في سنغافورة.
- 9 أكتوبر/تشرين الأول 2025.. تلقي "سيتريوم" إخطار "ميرسك" بإلغاء الصفقة والاستلام.
- 12 أكتوبر/تشرين الأول.. رد الشركة السنغافورية برفض الإلغاء واحتفاظها بحقوقها.
- 20 أكتوبر/تشرين الأول.. تلقي "ميرسك" إخطار باستلام السفينة نهاية يناير/كانون الثاني 2026.
- 22 أكتوبر/تشرين الأول.. إخطار "سيتريوم" بإحالة النزاع بين طرفي العقد إلى هيئة التحكيم المختصة.
كواليس الأزمة
تفاقمت أزمة سفينة تركيب توربينات الرياح البحرية خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، رغم أن بناءها اكتمل بنسبة 98.9% حتى الآن.
ولم يُحدد الإخطار موعد انعقاد جلسة التحكيم أو الإجراءات المتوقعة، لكن "سيتريوم" ترى أن إشعار التحكيم يعكس تصاعد النزاع بين الطرفين إلى حد النظر فيه بلندن.
وجاء ذلك رغم عدم تطرق الإشعار إلى تفاصيل الخلاف أو قيمة التسويات النقدية المطلوبة، خاصة أن قيمة الصفقة المتفق عليها تصل إلى 475 مليون دولار.

ورهنت "سيتريوم" الحديث عن التداعيات المالية إلى ما بعد انتهاء الأزمة، متعهدة بتقديم التوضيحات اللازمة لمساهميها والمستثمرين وفق موقع ريفييرا ماريتايم ميديا.
ولم تعلن شركة "ميرسك" بصورة واضحة أسباب رفض استلام السفينة، سوى بالإشارة إلى بعض التأخيرات في الجداول الزمنية للبناء والتسليم.
وخططت "ميرسك" لتوظيف سفينة تركيب توربينات الرياح البحرية في مشروع مزرعة "إمباير ويند 1"، التي تعرضت لضغوط من الرئيس الأميركي مؤخرًا لإلغائها.
ولم يعلن أي من الأطراف إذا كات محاولة ترمب إلغاء المزعة سببًا في تراجع "ميرسك" عن استلام سفينة التركيبات أم لا.
ويشن ترمب حربًا على الطاقة المتجددة ومشروعاتها في أميركا، وألغى امتيازات وإعفاءات عدة؛ ما سبّب حالة من الارتباك للكثير من المطورين والمرافق.
موضوعات متعلقة..
- إطلاق سفينة لتركيب توربينات الرياح البحرية.. أسرع بنسبة 30%
- فشل صفقة بناء سفينة تركيب توربينات الرياح البحرية.. اكتملت بنسبة 98.9%
- نقص سفن تركيب توربينات الرياح البحرية يهدد مستقبل الصناعة.. ما الحل؟
اقرأ أيضًا..
- نقل الغاز الإسرائيلي إلى مصر.. صفقة تدعم بناء خط أنابيب جديد
- مشروع طاقة ضخم للتخزين في كهوف ملحية.. تجربة غير مسبوقة
- حقل ظهر جديد في مصر.. شركة عالمية تترقب اكتشافًا ضخمًا
المصادر..
- مرحلة تقطيع الفولاذ وبدء البناء في 2022، من فور سي أوفشور.
- إطلاق السفينة في حوض تواس بوليفارد في سغافورة مايو/أيّار الماضي، من رينيوز.
- إخطار "سيتريوم" بالتحكيم في لندن، من موقع الشركة الإلكتروني.
- تدرج الخلاف بين "ميرسك" و"ستريوم"، من ريفييرا ماريتايم ميديا.





