التقاريرتقارير الغازتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةروسيا وأوكرانياغازكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

قطاع الطاقة في أوكرانيا ما زال هشًا مع دخول الشتاء.. والرهان على الغاز (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • قدرة التوليد في أوكرانيا كانت تتجاوز 38 غيغاواط قبل الحرب
  • الهجمات الروسية المستمرة منذ 2022 قضت على 55% من القدرة
  • 3 محطات طاقة نووية تشكّل 50% من القدرة المتبقية العاملة في البلاد
  • استيراد الكهرباء من أوروبا منذ 2022 أنقذ كييف من مصير الظلام الكامل
  • مخزونات الغاز في أوكرانيا صمام أمان لتلبية الطلب على التدفئة والكهرباء
  • كييف تستقبل أولى شحنات الغاز المسال الأميركية وتنتظر المزيد قبل 2025

تعرّض قطاع الطاقة في أوكرانيا لضربات متتالية وقاسية منذ عام 2022، مع تزايد الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة والكهرباء في إطار حرب تدمير المرافق التعجيزية المتبادلة بين البلدين.

ورغم تلقّي قطاع الطاقة الأوكراني مئات الهجمات الروسية خلال السنوات الماضية شملت معظم مرافقه، فإن البنية التحتية للغاز الطبيعي والكهرباء في البلاد ما زالت معرّضة لمخاطر الاستهداف بالهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة هذا الشتاء، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وقطعت الحكومة أشواطًا لتعزيز قطاع الطاقة في أوكرانيا خلال فصلي الربيع والصيف الماضيين، عبر محاولاتها استعادة البنية التحتية المتضررة من الهجمات، لكن الوضع ما يزال هشًا.

كما أن احتمالات حدوث اضطرابات واسعة النطاق ما تزال قائمة إذا ما كثفت روسيا هجماتها الموجهة أو انخفضت درجات الحرارة في الأشهر المقبلة أكثر من المتوقع، بحسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية.

تطورات خسائر قطاع الطاقة في أوكرانيا

قبل عام 2022، كانت قدرة توليد الكهرباء المتاحة القابلة للتوزيع في أوكرانيا عند 38 غيغاواط، وبلغت الخسائر في السنة الأولى للحرب وحدها -بسبب الاحتلال والدمار أو الأضرار- قرابة 19 غيغاواط.

وبعد هجمات مركّزة إضافية في ربيع عام 2024، انخفضت القدرة إلى 12 غيغاواط فقط، لكن الجهود الحكومية نجحت في استعادة 3 غيغاواط من القدرة قبل الشتاء الماضي (2025/2024)، كما تواصلت جهود إصلاح البنية التحتية المتضررة وإضافة مزيد من القدرات خلال العام الماضي.

جانب من الدمار الذي خلفته الهجمات الروسية على إحدى محطات الطاقة في أوكرانيا
جانب من الدمار الذي خلّفته الهجمات الروسية على إحدى محطات الطاقة الكهرومائية في أوكرانيا - الصورة من france24

وما يزال مزيج الكهرباء في أوكرانيا يعتمد بصورة كبيرة على محطات الطاقة النووية الـ3 المتبقية العاملة غرب البلاد ووسطها، حيث تمثّل مجتمعة قرابة 50%، أو ما يعادل 7.7 غيغاواط من القدرة المتبقية العاملة، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.

كما تعتمد كييف بصورة متزايدة على استيراد الكهرباء من الشبكة الأوروبية التي تمّ الربط معها في مارس/آذار 2022، بعد إعلان الغزو الروسي؛ ما أسهم في مساعدة البلاد، ليس فقط على تجاوز أوقات ذروة الطلب، بل وتحقيق بعض الإيرادات عبر التصدير عندما يكون التوليد المحلي كافيًا.

واستورد قطاع الطاقة في أوكرانيا رقمًا قياسيًا من الكهرباء خلال العام الماضي بلغ 4 آلاف و436 غيغاواط/ساعة؛ ما يعكس الأضرار الجسيمة التي لحقت بقدرات التوليد الوطنية.

ورغم ذلك، فقد انخفضت مستويات الاستيراد خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2025، مع تعافي قدرة التوليد تدريجيًا، بل تحولت البلاد إلى مصدر صافٍ للكهرباء خلال المدة من يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول 2025، مع نجاحها في تصدير 635 غيغاواط/ساعة في سبتمبر/أيلول وحده، وهو أعلى مستوى شهري منذ الغزو الروسي للبلاد.

ومع ذلك، فإن هذا الاتجاه لم يستمر طويلًا، مع تحوّل أوكرانيا إلى الاستيراد بصورة أكبر خلال معظم شهر أكتوبر/تشرين الأول 2025، وسط تزايد عدد وشدة الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة.

توقعات وزارة الطاقة الأوكرانية للشتاء

زادت الهجمات الروسية -مؤخرًا- في إطار نمط موسمي متكرر قبل الفصول التي تشهد زيادة في الطلب، إذ شنّت روسيا في 7 و8 سبتمبر/أيلول الماضي أكبر هجوم جوّي لها على الإطلاق على أوكرانيا منذ الحرب؛ ما أثّر في البنية التحتية للطاقة.

وبحسب بيانات وزارة الطاقة، فقد تعرَّض قطاع الطاقة في أوكرانيا لأكثر من 3 آلاف و100 انقطاع بسبب الهجمات الروسية خلال المدة من مارس/آذار إلى سبتمبر/أيلول 2025.

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، استهدف هجوم ضخم آخر البنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء أوكرانيا؛ ما تسبَّب في أضرار جسيمة بمحطات الطاقة الحرارية في كييف، وترك 800 ألف منزل دون كهرباء.

محاولات إخماد حريق نشب في إحدى محطات الطاقة في أوكرانيا بسبب الهجمات الروسية
محاولات إخماد حريق نشب في إحدى محطات الطاقة في أوكرانيا بسبب الهجمات الروسية - الصورة من The Moscow Times

وتوقعت وزارة الطاقة الأوكرانية، في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وصول قدرة التوليد العاملة في البلاد إلى 17.6 غيغاواط قبل موسم التدفئة الذي يوشك على البدء.

وكانت ذروة الطلب قد وصلت إلى 18 غيغاواط خلال شتاء (2024/2023)، لكنها انخفضت إلى 16.5 غيغاواط خلال الشتاء الماضي (2025/2024)؛ بسبب انخفاض درجات الحرارة بصورة رئيسة.

ومع ذلك، فقد يؤدي شتاء أبرد من المتوسط لارتفاع الطلب على الكهرباء في أوكرانيا إلى 18 غيغاواط أو أكثر خلال الشتاء الحالي، بحسب تقديرات وكالة الطاقة.

قطاع الطاقة في أوكرانيا يراهن على الغاز

تراهن وكالة الطاقة الدولية على أن الغاز الطبيعي سيؤدي دورًا مهمًا بقطاع الطاقة في أوكرانيا خلال الشتاء المقبل، سواء على مستوى تأمين التدفئة أو الكهرباء.

وتعرضت البنية التحتية للغاز للهجمات الروسية بشدة أوائل عام 2025؛ ما أدى إلى خسارة كبيرة في الإنتاج المحلي بنسبة 40%، واضطرار البلاد إلى زيادة الواردات لتغطية الطلب المتوقع في موسم الشتاء.

وتعتمد أوكرانيا على تخزين الواردات في مستودعات كبيرة، وكانت شركة نفتوغاز الوطنية للنفط والغاز قد أعلنت بداية الصيف الماضي هدف تخزين يصل إلى 13.2 مليار متر مكعب لعام 2025، مقارنة بنحو 12.8 مليارًا عام 2024؛ ما جعلها بحاجة إلى استيراد 4.6 مليار متر مكعب حدًا أدنى للوصول إلى هذا الهدف.

ورغم أن مستوى المخزونات في أبريل/نيسان الماضي كان أقل بنسبة 80% عن عام 2024، فإن عمليات التخزين الصافي ارتفعت بنسبة 70% حتى سبتمبر/أيلول 2025؛ ما أدى إلى اقتراب المخزون من الهدف مع وصول الكميات المخزّنة إلى 13 مليار متر مكعب حتى 16 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

وتستورد أوكرانيا معظم الغاز من المجر وبولندا وسلوفاكيا، لكنها بدأت البحث -مؤخرَا- عن استيراد الغاز المسال من الولايات المتحدة، واستقبلت البلاد نحو 400 مليون متر مكعب من الغاز المسال الأميركي في سبتمبر/أيلول الماضي عبر ليتوانيا وبولندا.

ومن المقرر شحن كميات إضافية بحلول نهاية 2025، ما سيشكّل عاملًا إضافيَا لتعزيز قطاع الطاقة في أوكرانيا خلال الشتاء المقبل، وربما يمنحها فرصة أكبر لتنويع وارداتها من الغاز خلال 2026.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

تقييم حالة قطاع الطاقة في أوكرانيا قبل دخول الشتاء، من وكالة الطاقة الدولية

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق