9 مليارات دولار لدعم الفحم في تركيا.. تناقض صارخ مع أهداف الطاقة المتجددة
وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي
أصبح دعم الفحم في تركيا محل جدل واسع، لا سيما مع تعهُّد الحكومة بدعم المحطات العاملة بالفحم المحلي بقيمة 8.7 مليار دولار على مدى 4 سنوات، في وقت أصبحت فيه حلول الطاقة المتجددة خيارًا أرخص وأسرع بتحقيق أهداف تحول الطاقة.
وأشار تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، إلى إمكان إعادة توجيه هذا الدعم نحو تحديث شبكة الكهرباء للإسهام في تسريع تحقيق أهداف تركيا للوصول إلى 120 غيغاواط من القدرة المركبة للطاقة الشمسية والرياح بحلول 2035.
وكشف التقرير أن العقد الماضي شهد انخفاض تكاليف تركيب محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بنسبة 77% و40% على التوالي؛ ما أدى إلى انخفاض تكلفة الكهرباء، لكن دعم الفحم في تركيا مستمر، مع تقديم حوافز بالدولار الأميركي للمحطات المحلية، رغم أن نفقاتها بالليرة التركية.
وحاليًا، تعاني شبكة الكهرباء في تركيا من قيود على السعة، وتمثّل محطات الطاقة الشمسية غير المرخصة 90% من إجمالي القدرة المركبة لهذا المصدر المتجدد.
دعم الفحم في تركيا يفوق موازنة تحديث الشبكة
أظهر التقرير الصادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة إمبر، الثلاثاء 21 أكتوبر/تشرين الأول (2025)، أن موازنة تحديث الشبكة وبناء محطات فرعية جديدة للمدة (2024-2028) تبلغ نحو 5.7 مليار دولار، في حين إن المبلغ المخصص لدعم الفحم في تركيا أعلى بنسبة 53%.
فقد أعلنت الحكومة منح محطات الكهرباء العاملة بالفحم المحلي ضمان شراء بقيمة 75 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة، يغطي 60% من الإنتاج حتى عام 2030، أي لمدة 4 سنوات ابتداءً من 2026، ويزيد ذلك 12% على متوسط سعر البيع البالغ 67 دولارًا لعام 2024.
وتبلغ تكلفة إنتاج الكهرباء بمحطات الفحم الحالية ما بين 32 و86 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة، في حين تصل في المحطات الجديدة إلى 90 دولارًا، أي أعلى بنسبة 109% من تكلفة إنتاج الكهرباء في محطات الطاقة الشمسية الجديدة البالغة 43 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة.
وذكر التقرير أن دعم الفحم في تركيا يشمل المحطات المعتمدة على مزيج من الفحم المحلي والمستورد، موضحًا أن اعتمادها على الفحم المحلي بنسبة 10% من إنتاجها السنوي سيرفع إجمالي الدعم إلى قرابة 9.8 مليار دولار.
ومنذ عام 2018، تتلقى المحطات العاملة بالفحم المحلي مدفوعات بموجب آلية السعة لضمان أمن الإمدادات حتى عند توقّفها عن الإنتاج، وتغطي هذه الآلية التكاليف الثابتة والمتغيرة للمحطات، وتُعدَّل شهريًا وفقًا لسعر الصرف والتضخم ورسوم النقل.
تكلفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في تركيا
في المقابل، انخفضت تكاليف تركيب الطاقة الشمسية، وأسهم ذلك في تراجع تكلفة الكهرباء المستوية للمحطات الجديدة بنسبة 69% خلال العقد الأخير، لتصل إلى 43 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة.
وهبطت تكلفة الكهرباء المستوية لطاقة الرياح 20%، لتبلغ 64 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ونتيجة لذلك، أصبحت تكلفة الكهرباء من محطات الطاقة الشمسية الجديدة أقل بـ15% من تكلفة المحطات العاملة بالفحم المستورد، وأقل بـ21% من تكلفة المحطات العاملة بالفحم المحلي.
وبدءًا من 2025، باتت الطاقة الشمسية أرخص مصادر توليد الكهرباء في تركيا.
كما أظهرت مناقصات طاقة الرياح والطاقة الشمسية لعام 2025 أن أسعار ضمان الشراء كانت أقل من نصف السعر المقدَّم للفحم المحلي، بل إن المستثمرين دفعوا للبلاد 220 مليون دولار مقابل 2 غيغاواط من السعة المطروحة.
وبحلول سبتمبر/أيلول المنصرم، بلغت القدرة المركبة للطاقة الشمسية في تركيا 24.1 غيغاواط، لكنها بعيدة عن هدف 76.9 غيغاواط بحلول عام 2035، إذ يتعين على البلاد تركيب نحو 5.3 غيغاواط سنويًا خلال العقد المقبل.
إمكانات الطاقة الشمسية في تركيا
كشف التقرير أن استغلال إمكانات الطاقة الشمسية في تركيا يسهم في تلبية الطلب واستقرار الشبكة.
ويمكن تحقيق ذلك عبر:
- تركيب محطات الطاقة الشمسية إلى جانب محطات الطاقة الكهرومائية.
- دمج الطاقة الشمسية مع حلول التخزين، وتمتلك البلاد -حاليًا- مشروعات رياح وطاقة شمسية مدمجة بأنظمة تخزين بقدرة 33.1 غيغاواط.
- إمكانات الطاقة الشمسية على الأسطح، إذ تشير التقديرات إلى إمكان تركيب نحو 120 غيغاواط من الألواح على الأسطح.
ويرى التقرير أن تحقيق أهداف الطاقة المتجددة يستلزم تحرير شبكة الكهرباء من القيود الحالية، وتنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية المتنوعة بدلًا من مواصلة دعم الفحم.
كما خلص إلى أن توجيه الدعم المخصص لمشروعات الفحم في تركيا نحو تحديث الشبكة وبناء محطات فرعية جديدة سيتيح استيعاب هذه المشروعات، ما يعزز تلبية الطلب على الكهرباء دون الحاجة إلى الفحم.
موضوعات متعلقة..
- مناجم الفحم في تركيا تتحول إلى محطات شمسية.. خريطة المشروعات الجديدة
- قطاع الطاقة المتجددة في تركيا يترقب إضافة 2 غيغاواط
اقرأ أيضًا..
- أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في أفريقيا خلال الربع الثالث من 2025
- خريطة قدرة تصنيع توربينات الغاز في 2025.. السعودية ضمن الكبار
- أكبر الدول المصدرة للغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي.. هذه حصة الجزائر وقطر
المصدر:
