رئيسيةتقارير النفطنفط

مشروع مصفاة تكرير ببصمة إماراتية يمهد لثورة بخطوط الأنابيب

محمد عبد السند

يفتح مشروع مصفاة تكرير نفطي في أوغندا الباب أمام ثورة محتملة في سوق خطوط أنابيب الخام في شرق أفريقيا.

وتعوّل أوغندا على مصفاة هويما (Hoima) في التحول من بلد مستورد للمنتجات النفطية، إلى مصدّر لها ذي ثقل في سوق الطاقة الإقليمية.

وتمثّل المصفاة المطورة بوساطة شركة النفط الوطنية الأوغندية وألفا إم بي إم إنفيستمنتس (Alpha MBM Investments) الإماراتية، تحولًا جذريًا في إستراتيجية أفريقيا بشأن إدارة مواردها الهيدروكربونية.

ومن المقرر أن تدخل مصفاة تكرير "هويما" حيز التشغيل بحلول نهاية عام 2030، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

بناء وحدة تكسير

تقترب أعمال بناء وحدة تكسير محفزات السوائل المتبقية في مصفاة تكرير "هويما" من الانتهاء؛ إذ تعوّل أوغندا على هذه الوحدة في خفض الاعتماد على منتجات الوقود المستوردة، ووضع أساس متين لنمو سوق تشغيل وصيانة البنية التحتية المتوقعة لنقل النفط والغاز.
وحقّقت أعمال تنفيذ المشروع تقدمًا في شهر مارس/آذار الماضي، حينما أبرمت وزارة الطاقة وتطوير المعادن الأوغندية وشركة النفط الوطنية الأوغندية والشريك في المشروع المشترك "ألفا إم بي إم إنفستمنتس"، اتفاقية تنفيذ دشنت مرحلة جديدة لتنفيذ مشروع معالجة الخام والبنية التحتية ذات الصلة.

ويفتح البناء المقترح للمشروع البالغة قيمته 4 مليارات دولار، وسعة 60 ألف برميل يوميًا، نافذة أمل في أن يُسهم بناء نظام خطوط الأنابيب المرتبط بالمشروع -بما في ذلك خطوط التغذية وشبكة خط أنابيب إنتاج وحقن- بتعزيز الشركات التي من المرجح أن تعتمد على المكون المحلي مثل لحام الأنابيب والطلاءات الواقية.

وفور توقيع اتفاقية التنفيذ، بدأ العمل على تصميم المصفاة وبنائها وتشغيلها التي تحتضنها مدينة كاباليغا الصناعية الواقعة في منطقة هويما.

منشأة نفطية في أوغندا
منشأة نفطية في أوغندا - الصورة من apanews

مشروع "تيلينغا"

دُمِجت المصفاة المقترحة في مشروع تيلينغا (Tilenga) الأوسع الذي تديره شركة توتال إنرجي للاستكشاف والإنتاج نيابةً عن شركاء المشروع المشترك، بما في ذلك توتال إنرجي نفسها والمؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري "سينوك"، وشركة النفط الوطنية الأوغندية، التي تمتلك حصصًا بنسبة 56.67%، و28.33%، و15% على التوالي.

وينصبّ تركيز مشروع "تيلينغا" على نشر منشآت لدعم إنتاج النفط من 6 من حقول النفط البرية الـ9 الواقعة في المتنزه الوطني موريشيون فالز وفي منطقة جنوب النيل، وفق ما قالته شركة النفط الوطنية الأوغندية.

ويشتمل جزء من مشروع "تيلينغا" على أعمال حفر برية لـ426 بئرًا باستعمال 3 منصات حفر خلال مدة تتراوح من 4 إلى 6 سنوات.

وتحوي حقول النفط التابعة لمشروع "تيلينغا" قرابة 5.8 مليار برميل من النفط، مع موارد قابلة للاستخراج تلامس نحو 874 مليون برميل، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وستُنقَل السوائل، بما في ذلك النفط والغاز والماء، من تلك الآبار البرية إلى منصة معالجة مركزية عبر سلاسل من خطوط الأنابيب والكابلات.

وتقدّر "توتال إنرجي للاستكشاف والإنتاج" طول الشبكة كلها بنحو 180 كيلومترًا.

وفي تلك المنصة التي تتألّف من خزانات وأنظمة أنابيب، يُعالَج النفط المنتَج والغاز المصاحب لإزالة المخاليط غير المرغوب فيها مثل الماء والرمال.

وتُدفن خطوط أنابيب الحقن على أعماق تتراوح بين 0.8 مترًا ومترين، لنقل المياه من منشأة المعالجة المركزية إلى منصات الآبار الـ31 لإعادة الحقن.

ويُقترَح عبور خطوط أنابيب الحقن عبر نهر فيكتوريا؛ إذ ستُدفَن على عمق يصل إلى 15 مترًا أسفل قاع النهر، وفق "توتال إنرجي للاستكشاف والإنتاج".

موقع حفر آبار نفط في أوغندا
موقع حفر آبار نفط في أوغندا - الصورة من موقع هيئة النفط في أوغندا

خط أنابيب تغذية

سيُبنى خط الأنابيب المغذّي لمشروع "تيلينغا" بطول 95 كيلومترًا وصولًا إلى نقطة تسليم في كابالا -وهي موقع مصفاة التكرير الجديدة، التي سيُوزع من عندها الخام إما إلى منشأة معالجة الخام المقترحة وإما إلى خط أنابيب تصدير النفط الخام إلى شرق أفريقيا إي إيه سي أو بي (EACOP).

و"إي إيه سي أو بي" مشروع خط أنابيب لنقل النفط الخام من حقول بحيرة ألبرت في أوغندا إلى ميناء تانغا في تنزانيا، ويمتد بطول 1445 كيلومترًا، وتلامس سعته القصوى 246 ألف برميل يوميًا.

كما يُقترَح بناء خط أنابيب منتجات نفطية جديد بطول 210 كيلومترات لربط مصفاة تكرير بمحطة تخزين وتوزيع مقترحة في ناموابولا في منطقة مبيغي بالقرب من العاصمة الأوغندية كمبالا.

ومن المرجح أيضًا دمج خط أنابيب المنتجات النفطية المقترح "هويما-كمبالا" مع خط أنابيب المنتجات النفطية المكررة إلدوريت-كمبالا-كيغالي (Eldoret-Kampala-Kigali) الذي وافقت عليه حكومات كينيا وأوغندا ورواندا في ديسمبر/كانون الأول (2024).

وقالت البلدان الـ3 إن خط المنتجات النفطية المقترح يستهدف "تسهيل نقل المنتجات النفطية المكررة من غرب كينيا بسلاسة وبصورة صديقة للبيئة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1. مشروع مصفاة تكرير هويما وآثرها في سوق خطوط الأنابيب في شرق أفريقيا من "بايبلاين أند غاز جورنال".
2.موعد دخول المصفاة حيز التشغيل من "أفريكان ليدرشيب".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق