إنتاج الأمونيا الخضراء في الصين يحظى بدعم حكومي (تقرير)
رغم تحديات التسويق
نوار صبح

- نحو 70% من الأمونيا المنتجة عالميًا يُستعمل في صناعة الأسمدة النيتروجينية.
- الأمونيا قادرة على أداء دور متزايد الأهمية في معالجة تغير المناخ.
- معظم مشتري الأمونيا لصنع الأسمدة الزراعية غير راغبين في دفع علاوة.
- توسيع سوق الكربون في الصين ليشمل الصناعة الكيميائية يُحسّن الجدوى الاقتصادية للأمونيا الخضراء.
على الرغم من أن إنتاج الأمونيا الخضراء في الصين يحظى بدعم حكومي؛ فإنه يواجه تحديات التسويق وضعف الطلب.
ويُستعمل نحو 70% من الأمونيا المنتجة عالميًا في صناعة الأسمدة النيتروجينية، ويدخل المتبقي في الصناعات الدوائية والمنسوجات والتعدين، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
تجدر الإشارة إلى أن الأمونيا الخضراء في الصين يمكنها أن تؤدي دورًا متزايد الأهمية في معالجة تغير المناخ.
ويمكن استعمال الأمونيا الخضراء، المصنوعة من الطاقة المتجددة، بوصفها وقودًا محايدًا كربونيًا للسفن أو توليد الكهرباء، بالإضافة إلى كونها "ناقلًا" للهيدروجين.
الأمونيا الخضراء في الصين
يُعد إنتاج الأمونيا الخضراء في الصين أكثر تكلفة من النوع التقليدي؛ إذ يتطلب هيدروجينًا مُنتَجًا بشكل مستدام وإمدادات مستقرة من كهرباء الطاقة المتجددة.
في مقال حديث لها، أشارت المحررة المساعدة لدى مؤسسة "ديالوغ إيرث" الصحفية (Dialogue Earth)، مقرّها لندن، نيو يوهان، إلى أن المشترين الأجانب أبدوا استعدادهم لدفع علاوة خضراء للشركات الصينية مقابل المنتج.

يأتي ذلك رغم وجود اتجاه عالمي لإلغاء مشروعات الأمونيا الخضراء بسبب ضعف الطلب وتزايد التكاليف.
وأكدت نيو يوهان أن العديد من مشروعات الأمونيا الخضراء في الصين لا تزال حبرًا على ورق.
وعلى الرغم من أن معظم مشتري الأمونيا لصنع الأسمدة الزراعية غير راغبين في دفع علاوة؛ فإن الطلب على المنتج قد يزداد من قطاع الشحن العالمية الذي يحتاج إلى خفض انبعاثاته، وفقًا لما ذكره الخبراء لمنصة ديالوغ إيرث.
وأضافوا أن توسيع سوق الكربون في الصين لتشمل الصناعة الكيميائية من شأنه أن يُحسّن الجدوى الاقتصادية للأمونيا الخضراء.
جهود لتعزيز إنتاج الأمونيا الخضراء في الصين
في يوليو/تموز الماضي، بدأ مصنع الهيدروجين والأمونيا الخضراء في الصين، تابع لشركة "إنفيجن إنرجي" (Envision Energy)، العمل في مدينة تشيفنغ، بمنغوليا الداخلية.
وذكرت قناة "سي سي تي في نيوز" الصينية أن هذا المصنع، القادر على إنتاج 320 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا، يُمثل تحولًا في الصين من المشروعات التجريبية إلى الإنتاج التجاري واسع النطاق.
وقالت المحررة المساعدة لدى مؤسسة "ديالوغ إيرث" نيو يوهان: إن الصين تشجع، منذ عام 2022، على التحول إلى إنتاج منخفض الكربون للأمونيا للمساعدة في تحقيق أهدافها المتعلقة بالكربون.
وأوضحت نيو يوهان أنه بعد أكثر من أسبوعين بقليل من بدء تشغيل مشروع تشيفنغ، بدأ مصنع مماثل العمل في مدينة دان آن بمقاطعة جيلين.
وأشارت إلى أنه يمكن لهذا المصنع، المملوك لشركة استثمارات الطاقة الحكومية، إنتاج ما يصل إلى 180 ألف طن من الأمونيا الخضراء في الصين سنويًا.
وبحلول نهاية عام 2024، كانت هناك قرابة 100 مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء في الصين، إما مخطط لها وإما قيد الإنشاء.
وفي حال بنائها جميعًا، فسيبلغ إجمالي إنتاجها 20 مليون طن سنويًا؛ أي ما يعادل 48% من الإنتاج العالمي الحالي، وأكثر من أي دولة أخرى، وفقًا لبيانات صادرة عن معهد روكي ماونتن "آر إم آي" (RMI)، وهو مؤسسة غير ربحية تُركز على الطاقة النظيفة.
من ناحيتها، صرحت الممثلة الرئيسة المديرة العامة لمعهد روكي ماونتن في الصين لي تينغ، بأن قطاع الأمونيا الخضراء في الصين بدأ يتبلور، لكنه لم ينطلق بعد.
وأضافت أن المرحلة الحالية تُمثل "معركة حاسمة"، وهي فرصة لإثبات فعالية التكنولوجيا ونموذج العمل، ولوضع السياسات والمعايير وآليات السوق.
تكاليف الأمونيا الخضراء
أشارت المحررة المساعدة لدى مؤسسة "ديالوغ إيرث" نيو يوهان، إلى أن الصين تُعَد أكبر منتج ومستهلك للأمونيا في العالم، حيث أنتجت 73 مليون طن في عام 2024؛ منها 78% كانت "أمونيا بنية" مصنوعة من الفحم.
وقالت نيو يوهان: "في عام 2020، انبعث من إنتاج الأمونيا في الصين 220 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، أي نحو 2.2% من الانبعاثات الوطنية".
وتُصنَع الأمونيا، عادةً، عن طريق دمج الهيدروجين مع النيتروجين الجوي في غرف تفاعل عالية الحرارة والضغط.
وتعتمد كمية الكربون المنبعث على مصادر كل من الكهرباء المستَعملة والهيدروجين، ويُعرف الغاز المنتج باستعمال الوقود الأحفوري باسم الهيدروجين الرمادي، وعند التقاط الكربون المنبعث، يتحول الهيدروجين الرمادي إلى هيدروجين أزرق.
وعند إنتاج الغاز عن طريق التحليل الكهربائي للماء باستعمال الطاقة المتجددة، يكون هيدروجينًا أخضر.
تتشابه ألوان الأمونيا، والنوع المثالي هو النوع الأخضر، الذي لا يستعمل أي وقود أحفوري على الإطلاق.

أهداف الصين المتعلقة بالكربون
سيُسهم التخلص التدريجي من الأمونيا البنية لصالح الهيدروجين الأخضر إسهامًا مهمًا في تحقيق أهداف الصين المتعلقة بالكربون.
في المقابل، لا يُمكن إنتاج الأمونيا الخضراء دون الهيدروجين الأخضر، كما أن ارتفاع تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر يعوق ذلك.
تُدمج معظم مصانع الأمونيا الخضراء حاليًا مع إنتاج الهيدروجين الأخضر في الموقع.
وقد قدّمت بعض المقاطعات دعمًا للهيدروجين الأخضر، ما يُسهم في خفض تكلفة الأمونيا الخضراء في الصين.
رغم ذلك؛ فإن فرض قيود على الدعم في معظم الحالات يُقلل من استعماله في مصانع الأمونيا الأكبر حجمًا.
وتُعد الكهرباء أكبر تكلفة لإنتاج الأمونيا الخضراء؛ حيث تتراوح بين 70% و80% من الإجمالي، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
لذا، يكمن مفتاح انخفاض تكلفة الإنتاج في توفير إمدادات الكهرباء الخضراء بأسعار معقولة؛ ما يعني بناء منشأة تتوافر فيها وفرة من طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية.
من ناحية ثانية، حسب معهد روكي ماونتن فإن تكلفة إنتاج الأمونيا الخضراء في الصين، حتى مع افتراض ثبات طاقة الرياح، تتراوح بين 1.2 و2.1 ضعف تكلفة إنتاج الأمونيا البنية.
في الواقع، تتقلب مصادر الطاقة المتجددة. إزاء ذلك، يمكن للمصنعين إما اختيار الربط بالشبكة وشراء الكهرباء عند الحاجة وإما البقاء خارج الشبكة وشراء أنظمة تخزين الطاقة، وكلا الخيارين يزيد من التكاليف.
موضوعات متعلقة..
- أول سفينة حاويات تعمل بالأمونيا الخضراء في العالم تحقق إنجازًا جديدًا
- قطاع الكهرباء في آسيا يفتح الطريق لحرق الأمونيا رغم التحديات
- دور الهيدروجين والأمونيا الخضراء في خفض الانبعاثات الكربونية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- هل ينجح لبنان في استيراد الغاز والكهرباء؟.. أسرار لأول مرة (تغطية خاصة)
- أين يذهب النفط السوداني بعد حظره في الإمارات؟.. قائمة بأكبر المستوردين
- كنز نفط مهجور في العراق.. عمره 65 عامًا
المصدر..
- "هل يمكن للأمونيا الخضراء الصينية أن تتكيف مع تباطؤ إنتاج الهيدروجين الأخضر؟" من منصة "ديالوغ إيرث"