أمين عام أوبك: العالم يحتاج إلى كل مصادر الطاقة

جدّد أمين عام أوبك هيثم الغيص التأكيد بأن العالم يحتاج إلى جميع مصادر الطاقة، لتأمين احتياجاته المتزايدة، مع تنامي عدد السكان.
وقال الغيض خلال مشاركته في "منتدى الشباب الثامن للطاقة" والاجتماع السنوي لمجلس البترول العالمي للطاقة، إن مستقبل الطاقة ليس قائمًا على إقصاء مصدر للطاقة كالنفط والغاز، بل على الاستثمار في جميع مصادر الطاقة.
وشدد أمين عام أوبك على أن العالم يحتاج إلى نهج شامل يجمع بين جميع مصادر الطاقة، بما فيها النفط والغاز والطاقة المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، والتقنيات الحديثة، لتلبية احتياجات جميع الشعوب في السنوات المقبلة.
وأشار إلى أن صناعة النفط تسهم في الحفاظ على أمن الطاقة العالمي وخفض الانبعاثات، وتعدّ محورًا أساسًا في مستقبل الطاقة، داعيًا الشباب إلى حمل هذه الرسالة والإسهام في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي سُمعَت مؤخرًا بأن النفط ينتمي إلى الماضي، وأنه لا حاجة للاستثمار في مشروعات النفط والغاز الجديدة.
الطلب على النفط
أشار أمين عام أوبك في كلمته إلى تقرير آفاق النفط العالمية 2025 الذي أصدرته المنظمة مؤخرًا خلال الندوة الدولية الـ9، والذي توقّع ارتفاع الطلب على معظم أنواع الوقود حتى عام 2050 مع زيادة إجمالي الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 23%.
وتوقّع الغيص أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى نحو 123 مليون برميل يوميا بحلول عام 2050، ليظل النفط صاحب الحصة الكبرى في مزيج الطاقة بنسبة تقارب 30%.
وأوضح أن ذلك يعود إلى عوامل عدّة، منها النمو السكاني والاقتصادي وارتفاع معدلات التحضر وظهور صناعات جديدة كثيفة الاستهلاك للطاقة، إلى جانب الحاجة إلى توفير الطاقة للمليارات ممن ما يزالون محرومين منها.

وكشف أن هذا التوسع يستدعي استثمارات ضخمة، إذ تُقدَّر احتياجات قطاع النفط وحده بنحو 18.2 تريليون دولار بحلول 2050.
وقال الغيض: "إلى جانب هذه الاستثمارات، نحتاج إلى شباب طموح ومخلص للعمل في هذه الصناعة والإسهام في صناعة المستقبل".
وأضاف أن مستقبل صناعة النفط سيقوده جيل الشباب، مؤكدًا أهمية تمكينهم واستثمار طاقاتهم ليكونوا هم القادة الذين ينهضون بهذه الصناعة ويقودون مسيرتها نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة.
ويجمع المنتدى نخبة القيادات والخبراء والكوادر الشابة من نحو 60 دول لمناقشة مستقبل صناعة الطاقة واستشراف تحولات الأسواق العالمية، بتنظيم من وزارة النفط الكويتية ومجلس البترول العالمي للطاقة.
صناعة النفط في الكويت
قال أمين عام أوبك، إن الاستثمار في قدرات الشباب أمر حاسم، ليس فقط لصناعة النفط في الكويت، بل على الصعيد العالمي، مشيرًا في رسالته للشباب: "أنتم الأساس الذي يقوم عليه مستقبل صناعتنا، وأنتم الركائز التي ستمكّنها من الاستمرار والازدهار".
وأضاف: "هنا في الكويت كان شباب الأمس هم من قادوا مسيرة هذه الصناعة، منذ أن منحت أول امتيازات لشركة نفط الكويت عام 1934، ثم اكتُشف النفط في حقل برقان العملاق عام 1938، وتبعه تصدير أول شحنة من الخام عام 1946".

وأوضح أنه على مدار السنين "حظيتُ بفرص مميزة قُدتُ من خلالها فرق التسويق في الكويت، كذلك من مكاتبنا في بكين ولندن، وسعيت لتحقيق الأهداف الطموحة لتطوير قطاع النفط وتعزيز الاقتصاد الوطني".
وقال: "قادني هذا المسار إلى الانخراط في منظمة أوبك، التي تُعدّ الكويت من أعضائها المؤسسين، ثم إلى تولّي منصب الأمين العام للمنظمة في 2022".
وبيَّنَ الغيص أنه انطلاقًا من التجربة "أُدرك تمامًا أهمية تمكين الكفاءات الشابة وصقل مهاراتها وتزويدها بالمعرفة اللازمة لتبدع وتبتكر وتتفوق وتتصدر القيادة".
وأكد أن بناء جيل جديد من قادة الطاقة يعدّ مسعى ملهمًا بكل المقاييس، "كما أن تجربتي بصفتي أمين عام أوبك زادت من قناعتي بأن مستقبل هذه الصناعة مشرق، وأنها ستظل تؤدي دورًا أساسيًا في حياة مليارات البشر لعقود قادمة".
احتجاز الكربون
قال أمين عام أوبك: "تعمل دول أوبك -وفي طليعتها الكويت- على الريادة في مجال الاستدامة من خلال الاستثمار في تقنيات متقدمة مثل احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه، التي تهدف إلى جمع غاز ثاني أكسيد الكربون من مصادر الانبعاثات الصناعية وعزله أو توظيفه في الصناعات، إضافة إلى تقنيات التقاط الهواء المباشر التي تستخلص هذا الغاز من الغلاف الجوي نفسه، بما يسهم في تقليل الانبعاثات وتعزيز التوازن البيئي".
وبيَّن أنه حاليًا يجري التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة لتكامل الجهود نحو مستقبل طاقة أنظف وأكثر استدامة، "ويكفي أن ننظر إلى مدينة الشقايا للطاقة المتجددة لنلمس طموحات وطننا في هذا السياق".

ويعدّ منتدى الشباب الثامن للطاقة أكبر فعالية عالمية لمشاركة الشباب في قطاع الطاقة، إذ يُعقَد تحت شعار "تمكين المستقبل: ربط الشباب بالأفكار والمعرفة"، ويرتكز برنامجه على 3 محاور:
- الشباب بصفتهم صانعي تغيير.
- الابتكار الذكي والمستدام.
- القيادة الإستراتيجية في مجال الطاقة.
وتستمر فعالياته حتى يوم غد الخميس، ويتضمن العديد من الجلسات وورش العمل المتخصصة التي يشارك فيها المتخصصون والقياديون النفطيون من الكويت والعالم لمناقشة أبرز قضايا الطاقة ومواكبة تحولاتها المستقبلية.
موضوعات متعلقة..
- أمين عام أوبك يناقش استثمارات النفط والغاز في أسبوع الطاقة الأفريقي 2025
- أمين عام أوبك يكشف عن التكلفة الخفية للطاقة المتجددة.. أرقام صادمة
اقرأ أيضًا..
- قطاع الكهرباء وتحولاته في 8 دول عربية.. بلدان ناجحة وأخرى في خطر (حوار 1/2)
- صفقة لنقل الغاز القبرصي إلى مصر.. خطوة لاستغلال 3.2 تريليون قدم مكعبة
- 9 مليارات دولار لدعم الفحم في تركيا.. تناقض صارخ مع أهداف الطاقة المتجددة