منشأة لتحويل النفايات إلى هيدروجين.. وتجربة عُمانية في الطريق
دينا قدري

أكملت شركة أميركية بناء منشأة لتحويل النفايات إلى هيدروجين، في خطوة رئيسة نحو التحول إلى الطاقة النظيفة، وهو ما يدعم جهود توفير وقود موثوق به وبتكلفة تنافسية.
ووفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أعلنت شركة "إن إن تك" (InEnTec) أن منشأتها "كولومبيا ريدج" بولاية أوريغون الأميركية قد أنجزت أعمال البناء الميكانيكية لمصنع إنتاج الهيدروجين وتوسعته، بتكلفة 8 ملايين دولار.
وتدخل المنشأة حاليًا مرحلة تشغيل تستغرق من 8 إلى 12 أسبوعًا، مع بدء إنتاج الهيدروجين المُصنّع بتقنية خلايا الوقود في وقت لاحق من العام.
وسيُسهم الهيدروجين المُنتَج من كولومبيا ريدج في عملية التحول إلى الطاقة النظيفة، بما يتماشى مع المبادرات الحكومية والفيدرالية لإزالة الكربون من قطاعَي النقل والصناعة وتوليد الكهرباء.
منشأة تحويل النفايات إلى هيدروجين في أميركا
يقول الرئيس التنفيذي لشركة إن إن تك، جيف سورما: "يُمثل إكمال الأعمال الميكانيكية لمنشأة الهيدروجين في كولومبيا ريدج نقطة انطلاق رئيسة لشركة إن إن تك. فهو يُثبت صحة عقود من العمل لتطوير تقنيتنا، ويُثبت أن تحويل النفايات إلى هيدروجين يُمكن أن يُوفر وقودًا موثوقًا به ومنخفض الكربون على نطاق واسع".
وتابع: "يُعد الهيدروجين عنصرًا أساسيًا في اقتصاد خالٍ من الكربون، وتُثبت إن إن تك أن تحويل النفايات إلى هيدروجين يُوفر مسارًا موثوقًا به ومجديًا تجاريًا".
وبمجرد تشغيله بكامل طاقته، سيُنتج مصنع كولومبيا ريدج في البداية ما بين 600 و1100 كيلوغرام من الهيدروجين يوميًا، حسب المواد الخام، وتكفي هذه الكمية لتشغيل المركبات العاملة بخلايا الوقود لمسافة تصل إلى 80 ألف ميل يوميًا.
وسيؤدي التوسع المُخطط له في المنشأة في نهاية المطاف إلى زيادة إنتاجها بأكثر من الضعف، ما يُلبي الطلب المتزايد على وقود النقل النظيف في السوق الصناعية بمنطقة شمال غرب المحيط الهادئ.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تعتمد هذه العملية على تقنية التغويز المعروفة باسم الصهر المُحسَّن بالبلازما (PEM) الحاصلة على براءة اختراع من "إن إن تك"، والتي تُحوِّل ما يقرب من 100% من المواد العضوية الواردة إلى غاز مُركَّب يُستعاد منه الهيدروجين النقي.
وجرى التحقق من صحة تقنية التغويز على مواد خام متنوعة، بما في ذلك النفايات الصلبة البلدية، والكتلة الحيوية، والنفايات الإلكترونية، والبلاستيك غير المُعاد تدويره، والبولي فينيل كلوريد (PVC)، والمنسوجات، وبقايا آلات تقطيع السيارات، والنفايات الصناعية.
وعلى عكس التحليل الكهربائي الذي يتطلب كميات كبيرة من الكهرباء، تستهلك عملية الصهر المُحسَّن بالبلازما من "إن إن تك" جزءًا ضئيلًا من تلك الطاقة لكل كيلوغرام من الهيدروجين المُنتَج.
وستستهلك العمليات المبكرة نحو نصف طاقة التحليل الكهربائي، ومن المتوقع أن تُخفِّض عمليات التطوير المُخطط لها في النظام استهلاك الكهرباء إلى الربع تقريبًا.
هذه الميزة من حيث الطاقة تجعل من تحويل النفايات إلى هيدروجين حلًا عمليًا وتنافسيًا من حيث التكلفة لتلبية الحاجة المتزايدة إلى الهيدروجين النظيف.
تحويل النفايات إلى هيدروجين في سلطنة عمان
كانت سلطنة عمان أحدث المنضمين إلى تطبيق تقنية الصهر المُحسّن بالبلازما من "إن إن تك"، في إطار دعم جهود الاقتصاد الدائري من خلال تحويل النفايات إلى هيدروجين.
وأعلنت "هيدروجين يوتوبيا إنترناشونال" (Hydrogen Utopia International) توقيع شراكة إستراتيجية مع رائدَي الأعمال العُمانيَّيْن شهاب أحمد ومحمد المير، بهدف إدخال تقنياتها المتقدمة لتحويل النفايات إلى هيدروجين في السوق العمانية.
ووفقًا للاتفاقية، يعتزم الطرفان التعاون لتقييم إمكانات استعمال تقنية تحويل النفايات إلى هيدروجين داخل سلطنة عمان، تمهيدًا لإنشاء مشروعات مشتركة قادرة على دعم التوجه الوطني نحو الطاقة الخضراء وتقليل البصمة الكربونية.
وتعتمد الشركة البريطانية على تقنية التغويز المحسّن بالبلازما من "إن إن تك"، التي تُعدّ من أكثر التقنيات تطورًا في العالم لتحويل النفايات إلى مصادر طاقة نظيفة.
وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة هيدروجين يوتوبيا إنترناشونال، ألكسندرا بينكوسكا: "لقد تعاقدنا مع شريك قوي آخر في منطقة الخليج، ما يمنح الشركة حليفًا محليًا موثوقًا يتمتع بعلاقات حكومية وطيدة وخبرة عملية في مجالات الطاقة والنفايات والصناعة".
وأضافت: "تُعدّ سلطنة عمان خيارًا مثاليًا لتقنية الصهر المُحسّن بالبلازما من إن إن تك، لا سيما في قطاعَي الصلب والإسمنت، إذ يوجد طلب كبير على حلول تقلل النفايات والانبعاثات".
وشدّدت على أن التقنية الجديدة ستُسهم أيضًا في إنتاج الهيدروجين محليًا بكميات تجارية، بما يعزّز مكانة سلطنة عمان مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة.
وبحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، ستركّز المرحلة الأولى من التعاون على صناعات محورية مثل الصلب والإسمنت، إذ يمثّل خفض الانبعاثات ومعالجة النفايات أولوية إستراتيجية.
موضوعات متعلقة..
- سلطنة عمان تتبنى مبادرات لتحويل النفايات إلى هيدروجين
- محطة تحويل النفايات إلى هيدروجين تتعرض لانتكاسة جديدة في هولندا
- تحويل النفايات إلى هيدروجين بتقنية مبتكرة
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات نمو الطلب على النفط في 2025
- واردات مصر من الغاز المسال تقفز 144%.. و4 دول توفر كل الشحنات
- وزير الطاقة السعودي: تأمين الطاقة لتحقيق النمو أولوية قبل قضايا المناخ
- سياسات ترمب تدفع جنرال موتورز لإعادة تقييم خطط السيارات الكهربائية
المصادر:
- اكتمال بناء مصنع تحويل النفايات إلى هيدروجين في أميركا، من موقع شركة "إن إن تك"
- خطط تحويل النفايات إلى هيدروجين في سلطنة عمان، من منصة الطاقة