قمة المناخ كوب 30.. هل حضور ترمب أو غيابه يؤثر في المشهد؟ (تقرير)
حياة حسين

لم تحسم إدارة البيت الأبيض بقيادة دونالد ترمب -حتى الآن- مسألة المشاركة في قمة المناخ كوب 30، التي تُعقَد في البرازيل خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكن الكثير يرى أن كلا الأمرين سيؤثّران سلبًا في الأهداف المرجوّة.
لم يكفّ ترمب عن تكرار وصفه لمسألة تغير المناخ بـ"الخدعة"، كما انسحب من اتفاقية باريس للمناخ بمجرد تولّيه رئاسة البلاد للمرة الثانية في يناير/كانون الثاني 2025، والأمر نفسه فعله في ولايته الأولى، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعقَد قمة كوب 30 في البرازيل، التي تناصب الولايات المتحدة رئيسها اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، العداء، بسبب محاكمة الرئيس السابق الموالي لأميركا جايير بولسونارو، وحُكم عليه بالسجن 27 عامًا بعد إدانته بالتخطيط لانقلاب، في 11 سبتمبر/أيلول 2025.
وكانت محاكمة الرئيس السابق سببًا في فرض ترمب تعرفات جمركية كبيرة تصل إلى 50%، على الواردات من السلع البرازيلية، في تصرّف يتّسق تمامًا، وسلوكه مع الدول المختلفة في مسألة الرسوم الجمركية وغيرها.
مشاركة الدول في قمة المناخ كوب 30
حددت كل حكومات دول العالم تقريبًا الوفود الممثلة لها في قمة المناخ كوب 30 في مدينة بيليم بغابات الأمازون، لبحث ومشاركة الجهود لمكافحة تغير المناخ.
والعديد من الدول تواجه قرارات مصيرية بشأن كيفية التحرك نحو الإبقاء على انبعاثات غازات الدفيئة في حدود مستهدفات اتفاقية باريس للمناخ، التي انسحب منها دونالد ترمب في مدَّتي ولايته.
وتستهدف اتفاقية باريس للمناخ المُوقّعة عام 2015 الحفاظ على الزيادة في درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية.
مشاركة أميركا في قمة المناخ كوب 30
لم يحدد البيت الأبيض مشاركة أميركا في قمة المناخ كوب 30 من عدمه، لكن أيّ قرار تتخذه، سيكون له دور مؤثّر بشدة في قرارات القمة، وفق خبراء.
تقول المسؤولة في مركز التنوع البيولوجي، جين سو: "إن أميركا قد تحرص على المشاركة في القمة بأقل تمثيل ممكن لإحباط جهود الدول الأخرى".
وأضافت: "ليس من المجدي مشاركة إدارة ترمب في القمة إذا أردنا علاج مسألة الوقود الأحفوري بجدّية، فهم قادرون على إفساد أيّ قرار يمكن للقمة اتخاذه".
وانسحاب ترمب من اتفاقية باريس للمناخ لن يدخل حيز التنفيذ قبل العام المقبل (2026)، ما يعني أن إدارة البيت الأبيض لديها فرصة لحضور كوب 30، لكن هناك دلائل على نهج أميركا المنحاز للنفط والغاز.
فمنذ وصول ترمب إلى البيت الأبيض، يناصب الطاقة المتجددة العداء، خاصة مزارع الرياح التي يصفها بالقبيحة، ويقدّم الدعم إلى صناعة الوقود الأحفوري، كما رفض التوقيع على بيان البنك الدولي لمكافحة تغير المناخ.

إزالة الغابات
بينما تكثر التكهنات حول مشاركة أميركا في قمة المناخ كوب 30، دعت منظمة "غرينبيس" إلى ضرورة التوصل لخطّة عمل تقضي على أزمة إزالة الغابات نهائيًا بحلول عام 2030.
تقول المديرة التنفيذية للمنظمة في البرازيل كارولينا باسكوالي: "على الرغم من التحديات الدولية الكبيرة، تشهد المدة السابقة لانعقاد قمة المناخ اهتمامًا ملحوظًا على عدّة مستويات، سياسية من الأحزاب، ومظاهرات شعبية حاشدة من المجتمع المدني وحركة السكان الأصليين، ما عزّز الآمال في تحقيق القمة لنتائج جيدة".
وأضافت: "نحتاج إلى أن يسمع قادة العالم أصوات الشعوب ويتوصلوا إلى نتائج تغير المسار.. نترقّب إشارة قوية بأن القمة ستحقق هدف الحدّ من زيادة درجة الحرارة وإعطاء مسألة إزالة الغابات الاهتمام الواجب في مفاوضات المناخ".
بينما أكد الخبير العالمي بسياسات التنوع البيولوجي في "غرينبيس" الدولية آن لامبريشتس، أن التوقف عن تدمير الغابات يمثّل عنصرًا أساسيًا في الحدّ من ارتفاع درجة الحرارة، لذلك يجب أن تقدّم قمة المناخ كوب 30 خطة لتحقيق هذا الهدف، "وليس هناك وقت أفضل من قمة تُعقد في غابات الأمازون المطيرة لتحقيق ذلك"، وفق قوله.
وتمثّل الغابات 40% من مساحة البرازيل، ويتردد أنها تزوّد العالم بنحو 20% من الأكسجين، لكنها تتعرض لحرائق هائلة سنويًا في الأعوام الأخيرة، بسبب تغير المناخ.
موضوعات متعلقة..
- قمة المناخ كوب 30.. سفير البرازيل: بلادنا محظوظة بالطاقة المتجددة (حوار)
-
استضافة كوب 30 في "غابات الأمازون" يثير مخاوف.. هل تشتت الانتباه عن هدف القمة؟ (تقرير)
-
رئيس قمة المناخ كوب 30 يحذر من توترات بشأن هدف الـ1.5 درجة مئوية
اقرأ أيضًا..
- صادرات الغاز المسال العربية تهبط في 3 أشهر.. ما الدولة الأكثر انخفاضًا؟
-
قصة حقل الزبير العراقي وماذا حدث منذ اكتشاف 4 مليارات برميل نفط
-
واردات المغرب من المنتجات النفطية ترتفع 5%.. والسعودية ضمن أكبر المصدرين
المصادر:
- غرينبيس تحث على خطة للتوقف عن إزالة الغابات والحد من ارتفاع الحرارة، من الموقع الإلكتروني للمنظمة
- تأثير إدارة ترمب كبير في قمة المناخ كوب 30 حال المشاركة أو عدمها، من ذا جابان تايمز