صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا قد تتوقف في 2026
موقف غامض بشأن المجر وسلوفاكيا
حياة حسين

من المحتمل أن تتوقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا في 2026، بعد موافقة وزراء طاقة الاتحاد على التوقف تدريجيًا عن الاستيراد بدءًا من يناير/كانون الثاني المقبل، في إطار خطة التكتل لإضعاف موارد موسكو التي تستعملها في حربها ضد أوكرانيا.
جاء ذلك باجتماع في لوكسمبورغ، عُقد اليوم الإثنين 20 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بحسب مجلس الاتحاد الأوروبي، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتعتمد الخطة التي تستهدف وقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا على عدّة مراحل، تبدأ بالتعاقدات الجديدة، من أول العام المقبل، تليها التعاقدات قصيرة الأجل في الشهر نفسه، ثم التعاقدات طويلة الأجل في يناير/كانون الثاني 2028.
ورغم اتفاق معظم أعضاء الاتحاد منذ مدة طويلة على زيادة الضغط على روسيا من خلال التوقف الكامل عن استيراد الغاز، فإن المجر وسلوفاكيا عارضتا هذا الأمر، بسبب الاعتماد الكثيف على روسيا.
ولم توافق الدولتان على حزمة العقوبات الأوروبية رقم 18 على روسيا، التي أُقِرَّت في يوليو/تموز 2025، إلّا بعد ضمانات من التكتل بتوفير مصادر طاقة رخيصة بديلة للّتي تحصلان عليها من موسكو، لكن تقريرًا أشار إلى أن الاتحاد بصدد قطع واردات الغاز الروسي عن الدولتين، سواء وافقتا أو رفضتا القرار.
وقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا يرفع الأسعار في المجر وسلوفاكيا
أكدت المجر وسلوفاكيا مرارًا أن إجبارهما من قِبَل الاتحاد الأوروبي على قطع واردات الغاز الروسي عنهما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين، لكن كثيرًا من الخبراء يشككون في مدى صحة ذلك، خاصة أن حكومتي الدولتين مواليتان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال وزير طاقة ليتوانيا زيغيمانتاس فايتشيوناس: "في الوقت الذي تكثّف فيه روسيا هجماتها على منشآت الطاقة الأوكرانية، تدفع سلوفاكيا والمجر مليارات من اليورو لموسكو لتمويل حربها ضد كييف".
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، يتخذ الاتحاد إجراءات عديدة بشأن واردات الطاقة من موسكو، إذ حظر التكتل واردات النفط المنقولة بحرًا إلى دوله، ووضع سقفًا لسعر برميل خام موسكو عند 47.6 دولار، وهو أقل من السعر العالمي، كما خفض حصة الغاز الروسي في أسواقه من 45% إلى 13%.
وقال المسؤول في الشؤون الروسية بمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، إسحاق ليفي: "المجر وسلوفاكيا ترفعان قيمة مشترياتهما من الوقود الأحفوري الروسي باستمرار".
وأضاف أن الدولتين أنفقتا على واردات الوقود الأحفوري من روسيا خلال 2025، 5.58 مليار يورو، مقابل 5.56 مليار يورو في 2024.

طريق مسدود أمام المفوضية للتوافق
بعد محاولات فاشلة من المفوضية لإيجاد حل يوفّق بين أوضاع الدول الأعضاء بشأن صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، خاصة بالنسبة للمجر وسلوفاكيا، قررت في يونيو/حزيران 2025 تعديل الاتجاه، مُعلنة مقترحًا قانونيًا يفرض حظرًا على واردات الغاز من موسكو بدءًا من العام المقبل للعقود قصيرة الأجل، والعام التالي (2027) للعقود طويلة الأجل.
وتتطلب العقوبات إجماعًا من أعضاء الاتحاد لإقرارها، لذلك استطاعت الدولتان تعطيل اتخاذ قرار بشأن الحزمة رقم 18 عدّة أشهر، لكن مقترح القانون الذي يؤدي لحظر صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، يمكن تمريره دون موافقة المجر وسلوفاكيا، بوصفه قرارًا تجاريًا.
وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي -طلب عدم كشف هويته- لموقع "بوليتيكو"، قبل موافقة وزراء الطاقة بحظر صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، بدءًا من العام المقبل: "سنتوصل إلى اتفاق رغم معارضة الدولتين.. الأمر ليس سهلًا، لكننا سننجح".
غير أن تصريحات الدبلوماسي الأوروبي تُخالف ما قاله رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو، في تصريحات يوم 12 يوليو/تموز 2025، تعليقًا على مفاوضات حزمة العقوبات، إذ قال: "نستهدف التوصل إلى اتفاق مع أوروبا، في 15 يوليو/تموز 2025، يضمن أننا لن نعاني جراء إنهاء إمدادات الغاز الروسي في حزمة العقوبات الجديدة التي ترغب أوروبا في فرضها على موسكو".
وأضاف: "نريد أن نربح شيئًا في هذه المعركة؛ لذلك لن تكون النتيجة 100 مقابل صفر. نحن نريد ضمانات سياسية من الشركاء والمفوضية بأن هذه المشكلة لن تبقى قابعة على كاهل سلوفاكيا بمفردها".
وبعد تلك التصريحات وافقت سلوفاكيا مع المجر على حزمة العقوبات رقم 18 على روسيا، ما يعني أن المفوضية قدّمت ضمانات للدولتين بشأن صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، ولهما على وجه الخصوص.
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط والغاز الروسيين إلى أوروبا تنخفض في 2025.. أزمة تترقبها القارة العجوز (مقال)
-
الغاز الروسي إلى أوروبا.. هل تتشبع أسواق القارة العجوز وتنخفض الأسعار؟ (مقال)
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- أوروبا توافق على حظر واردات الغاز الروسي تدريجيًا بدءًا من أول يناير المقبل، من رويترز
2- أوروبا تتحرك لقطع إمدادات الغاز الروسي إلى المجر وسلوفاكيا، من بوليتيكو