الصين تقيّد صادرات بطاريات الليثيوم.. هل تكون الهند بديلًا عالميًا؟
هبة مصطفى

تقترب الصين من توجيه ضربة قوية لسوق بطاريات الليثيوم العالمية، بفرضها قيودًا على حزمة صادرات متنوعة ذات صلة بالصناعة.
وبوصف أكبر الاقتصادات الآسيوية أبرز المصدرين للبطاريات ومكوناتها، فإن ثمة اضطراب متوقع في سلاسل التوريد مع التقييد المرتقب الشهر المقبل، رغم محاولة إظهار هذه الخطوة في ثوب "الالتزام العالمي بتنويع الموارد"، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقد تمتد قواعد التصدير الجديدة إلى عدد من أنواع البطاريات، سواء الليثيوم أو غيرها، بالإضافة إلى مكونات التصنيع وبعض المعادن الحيوية.
وتتقلص حصة البطاريات الصينية في السوق العالمية في ظل هذه القواعد، لكن مقابل ذلك قد تظهر فرص لدول أخرى تقود الصناعة مثل الهند.
قواعد الصين لتصدير بطاريات الليثيوم
من المقرر أن تدخل قواعد الصين لتصدير بطاريات الليثيوم حيز التنفيذ في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وفق تفاصيل نشرها موقع بي في ماغازين.
وتعود هذه الخطوة إلى تلبية الالتزامات والتعهدات الدولية بمنع الانتشار، وتنظيم الصادرات الحيوية التي يمكن توظيفها في أكثر من تطبيق، فضلًا عن تركيز بكين على حماية الأمن القومي.
وتغطي هذه القيود أنواعًا من بطاريات الليثيوم، ومكونات تصنيع وإنتاج، وبعض المعادن المستعملة.

وتشمل تفصيليًا:
- طلب استصدار ترخيص لصادرات خلايا بطاريات الليثيوم أيون بسعة تخزين 300 واط/كيلوغرام.
- إخضاع بعض معدّات التصنيع والتقنيات المتعلقة بها للرقابة، مثل:
1) مواد الكاثود (مثل: فوسفات حديد الليثيوم، وهيدروكسيد النيكل والكوبالت والألومنيوم والمنغنيز)، ومعدّات إنتاج هذه المواد.
2) مواد الأنود خاصة الغرافيت (سواء أنود الغرافيت الاصطناعي، أو تقنيات إنتاجه وطلائه)، ومعدّات إنتاج هذه المواد.
- إلزام مصدّري المواد والمكونات السابق ذكرها بالحصول على موافقة وزارة التجارة الصينية (رخصة تصدير).
- تحديد توصيف المواد والمكونات في إقرار التصدير (ذات استعمال مزدوج، أو مشمولة في الرقابة).
- إلزام المصدرين بتوضيح توصيف المواد في البيانات الجمركية.
- إرفاق علامة موضحة على المنتجات غير الخاضعة للرقابة.
- منح الجمارك الصينية سلطة (تأخير أو منع الشحنات) في حالة عدم الالتزام أو الشكوك في تطبيق هذه القواعد.
سلسلة التوريد العالمية
قد يؤدي فرض الصين قواعد جديدة لتصدير بطاريات الليثيوم إلى التأثير سلبًا في سلسلة التوريد العالمية، خاصة بالنسبة لصناعات الطاقة النظيفة المعتمدة عليها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أدفانسد كاربون كومباني (تي إيه سي سي TACC) الهندية، أنكور خيطان، إن القيود المرتقبة تشكّل "علامة فارقة" في مصير صناعة البطاريات العالمية، متوقعًا تقلّبات قصيرة الأمد في أسعار مواد ومكونات البطاريات.
وأضاف "خيطان" أن التأثير قد يمتد إلى خطط تصنيع السيارات الكهربائية المعتمدة على الاستيراد من الصين.
وأوضح أن صادرات البطاريات الصينية ستشهد انخفاضًا الآونة المقبلة، ما ينعكس على التكلفة العالمية للمكونات والمواد المستعملة.
ومن شأن هذه الخطوة أن تشعل فتيل المنافسة، لكنها تمهّد الطريق للإنتاج (غير الصيني) على المدى الطويل.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة ريبلاس إنجيتك Replus Engitech الهندية أيضًا، هيرين برافين شاه، أن عددًا من الشركات والمحللين وذوي الصلة بالصناعة يتبنّون حاليًا إستراتيجية (الصين بلاس وان)، التي تعزز تنويع مصادر الموارد بجانب بكين.
وقال، إنه رغم المحاولات -مثل الإستراتيجية السابق ذكرها- فإن بكين ما تزال صاحبة التأثير الأكبر في سلسلة التوريد العالمية، متوقعًا أن تكون السنوات الـ5 المقبلة حاسمة في عمر الصناعة.

فرص الهند
لا تسيطر الدولة الآسيوية على إنتاج المواد والمكونات اللازمة لتصنيع البطاريات فقط، بل إنها تملك الأساس اللازم لذلك (احتياطيات المعادن النادرة والضرورية لعملية التحول).
وتتنوع الخبرات الصينية لتشمل عددًا من صناعات الطاقة النظيفة والسيارات وغيرها، مثل: 70% من سلسلة توريد تقنيات الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات، والرقائق.
ومن جانب آخر، قد تستفيد شركات الجارة الآسيوية -الهند- من القيود الصينية، إذ ينظر تنفيذيّو بعض هذه الكيانات إلى "تحجيم الصادرات من بكين" بوصفه "تغييرًا كبيرًا" ومجال للتنويع.
وبجانب التحديات المحتملة في سلسلة التوريد العالمية، يرى مسؤولو الشركتين الهنديتين السابق ذكرهما دورًا مهمًا لبلادهما في عملية التحجيم المرتقبة لصادرات البطاريات الصينية.
وأشار "أنكور خيطان" إلى تمتُّع الهند بميزات كبرى تؤهّلها لدور مهم في صناعة البطاريات، ويمكن البناء على هذه الميزات لإحداث تطور لافت وسريع في الوقت ذاته لمنافسة بكين.
وأورد أن حكومة نيودلهي تتبنّى برامج تصنيع، وتعزّز ذلك بالمبادرات اللازمة، كما تقدّم حكومات الولايات الدعم اللازم لشركات مواد البطاريات.
فشركة "تي إيه سي سي" -على سبيل المثال- متخصصة في تطوير صناعات الغرافيت والكربون وأنود البطاريات منذ ما يقرب من 60 عامًا.
وعلى المدى الطويل، قد تعدّ التكلفة المنخفضة في الهند أحد أبرز العوامل الجاذبة لتعويض تداعيات القيود الصينية، بالإضافة إلى تحسين طرق الإنتاج من خلال البحث والابتكار.
موضوعات متعلقة..
- كيف تعيد الصين كتابة قواعد اللعبة في نظام الطاقة العالمي؟ (مقال)
- تحالف من 4 دول لتطوير تدوير البطاريات لكسر هيمنة الصين على المعادن النادرة
- هل تغير الطاقة المتجددة في الهند مستقبل الصناعات الثقيلة؟
اقرأ أيضًا..
- أكبر 10 دول مستوردة للغاز المسال عالميًا.. مصر تحجز موقعًا ضمن القائمة
- تحويل النفايات إلى كهرباء.. خبراء يرشحون 4 دول عربية للريادة (تقرير)
- واردات المغرب من المنتجات النفطية ترتفع 5%.. والسعودية ضمن أكبر المصدرين
المصادر..