التقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

قطاع النفط والغاز في بريطانيا يترقب تعديل ضريبة أرباح الطاقة الاستثنائية (تقرير)

نوار صبح

يتطلع قطاع النفط والغاز في بريطانيا إلى تعديل ضريبة أرباح الطاقة الاستثنائية التي تسببت في انخفاض أنشطته المحلية.

وأكد هذا القطاع أنه يستطيع الاستمرار بدفع ضريبة أرباح الطاقة الاستثنائية، وفي الوقت نفسه، إتاحة مليارات الجنيهات للاستثمار في مدينة أبردين بإسكتلندا، ولكن فقط إذا كان رئيس وزراء المملكة المتحدة، كير ستارمر، مستعدًا لتغيير مساره.

ويرى محللون أن العرض يبدو بسيطًا: إصلاح ضريبة أرباح الطاقة مقابل أن تستثمر الشركات الكبرى مبلغًا ضخمًا قدره 41 مليار جنيه إسترليني (55.06 مليار دولار)، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

تجدر الإشارة إلى أنّ تراجُع أنشطة قطاع النفط والغاز في بريطانيا أدى إلى فقدان الوظائف واستيراد الوقود من الخارج.

تأثير ضريبة أرباح الطاقة

ترى هيئة الطاقة البحرية البريطانية "أوفشور إنرجيز يو كيه" (Offshore Energies UK) أن السياسة الضريبية الحالية -ضريبة أرباح الطاقة- ستقضي على هذا قطاع النفط والغاز في بريطانيا في غضون 5 سنوات.

وأشارت الهيئة إلى إنه إذا كانت وزيرة الخزانة راشيل ريفز مستعدة لإجراء التعديلات، فإنها ستحصل على 12 مليار جنيه إسترليني (16.12 مليار دولار) من الضرائب الإضافية لإنفاقها على المدارس والمستشفيات وتعزيز الاقتصاد بحلول عام 2050.

(الجنيه الإسترليني = 1.34 دولارًا أميركيًا)

مرزعة رياح بحرية في إسكتلندا
مزرعة رياح بحرية في إسكتلندا – الصورة من صحيفة إندبندنت

المناطق المعتمدة على الطاقة

قد يعني استثمار مبلغ الـ55.06 مليار دولار الكثير لمدينة مثل أبردين، ولمنطقة أوسع تعتمد على الطاقة، خصوصًا قطاع النفط والغاز في بريطانيا.

من ناحية ثانية، يعني هذا الاستثمار عشرات المشروعات البحرية الجديدة لتعزيز أمن الطاقة المحلي، وهذا بدوره يدعم الوظائف البرية في قطاعات التصنيع، وسلسلة التوريد، والحفاظ على استمرار الخدمات، بما في ذلك خدمات تقديم الطعام، والتدريب على الصحة والسلامة.

ويترتب على ذلك أن المتاجر تظل مفتوحة في أبردين ومدن التنقل، وأن سيارات الأجرة ما تزال تجذب الزبائن، وأن المدينة تتمتع بمستقبل آمن، كل ذلك في الوقت الذي يحاول فيه القطاع الصناعي زيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة.

بدورهم، يقول منتقدو ضريبة الأرباح الاستثنائية -التي فُرضت عندما كانت الأسعار أعلى بكثير-، إنها مسؤولة عن المخاطرة بفقدان 1000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة شهريًا، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتُسجّل شركات سلسلة التوريد خسائر في الوظائف حاليًا، 100 وظيفة في شركة "بيم" (Beam) في ويست هيل، و45 وظيفة فيشركة "ويلسيف سوليوشنز" (Well-Safe Solutions)، و250 وظيفة في شركة "هاربور إنرجي" (Harbour Energy)، جميعها حدثت مؤخرًا.

وفي رسائل موجّهة إلى رئيس الوزراء ووزير المالية، قال الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة البحرية البريطانية "أوفشور إنرجيز يو كيه"، ديفيد وايتهاوس: "نشهد اليوم انخفاضًا متسارعًا بنشاط النفط والغاز في بريطانيا، وتحديدًا القطاع البحري المحلي".

وأوضح أن "هذا يُقوّض قيمة أحد الأصول الوطنية الإستراتيجية وقدرات سلسلة التوريد اللازمة لمستقبل ناجح للطاقة المحلية".

وأضاف: "انخفض إنتاج النفط والغاز في بريطانيا بنسبة 40% في السنوات الـ5 الماضية، وهو في طريقه إلى الانخفاض إلى النصف مرة أخرى بحلول عام 2030".

ويُعدّ هذا انخفاضًا متسارعًا مدفوعًا بالسياسات المتّبعة، حيث تتمحور التدخلات حول توجهات موازنة المملكة المتحدة في 26 نوفمبر/تشرين الثاني.

إحدى منصات الحفر في بحر الشمال البريطاني
إحدى منصات الحفر في بحر الشمال البريطاني – الصورة من ماركت ووتش

موازنة المملكة المتحدة

ستُضطر وزيرة الخزانة رتشيل ريفز إلى اتخاذ قرارات حاسمة بشأن موازنة الضرائب والإنفاق.

ويُعدّ هذا الأمر نقطة خلاف سياسية، حيث تُمارس أحزاب المعارضة، وحكومة الحزب الوطني الإسكتلندي في مدينة هوليرود، ضغوطًا.

في المقابل، توجد مطالب متضاربة لحزب العمال لتجاهل الأصوات المُدافعة عن حقوق القطاع في أبردين.

بدورها، تقول جماعات حماية البيئة، إن تشجيع المزيد من استخراج النفط والغاز في بريطانيا يُرسل إشارات خاطئة.

ويُشيرون إلى المعركة على حقل روزبانك للنفط والغاز قبالة سواحل شتلاند، ومطالبهم بالمحاسبة على جميع انبعاثات الكربون المرتبطة بكل قطرة نفط مُستخرجة".

في معرض حديثه عن الخطط المُعدّلة لحقل روزبانك يوم الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قال الزعيم السابق لحزب الخضر، باتريك هارفي: "سيكون ذلك بمثابة تخريب مناخي صارخ".

ويريد الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة البحرية البريطانية "أوفشور إنرجيز يو كيه"، ديفيد وايتهاوس، هيكلًا ضريبيًا أكثر ديمومة الآن، وليس في عام 2030، ليكون واضحًا بالنسبة للشركات، ويستجيب للأسعار المرتفعة بشكل غير عادي.

يأتي تدخُّله بعد يوم واحد من توجيه أكثر من 100 شركة توريد رسالة إلى الحكومة تُحذِّر فيها من تأثير استمرار فرض ضرائب الأرباح الاستثنائية في الشركات من شتلاند إلى أبردين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق