طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا تنتعش بالتوربينات العائمة (تقرير)
نوار صبح

من المرتقب أن تتعزز طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا بالتوربينات العائمة وجهود المطورين الموثوقين الذين يسعون إلى تحقيق إنجازات متميزة.
شكّلت جولة تأجير الرياح البحرية "سكوت ويند ScotWind" لعام 2022 وجولة تأجير الابتكارات والنفط والغاز المستهدفة (INTOG) التي تلتها لحظةً فارقةً في قطاع طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا وفي جميع أنحاء العالم.
وللمرة الأولى، لوحظ دخول كميات كبيرة من طاقة الرياح العائمة إلى مراحل المشروع إلى جانب طاقة الرياح الثابتة، مع وجود مطورين موثوقين ووعدٍ بتبوُّؤ إسكتلندا مكانةً رائدةً عالميًا في قطاع صناعي جديد، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتوقّعًا للمشروعات المهمة المقبلة، تستثمر المواني الرئيسة على ساحل إسكتلندا ملايين الأموال العامة والخاصة، استعدادًا لموجة من الطلبات، التي لم تأتِ بعد.
تغيّر النظرة إلى طاقة الرياح البحرية
تغيّرت النظرة إلى طاقة الرياح البحرية بشكل كبير، في المملكة المتحدة، وفي جميع أنحاء العالم. أبرزت جولات المزادات الفاشلة، والتغييرات السياسية، والتخلّي عن المشروعات، تحدّي ارتفاع التكاليف وزيادة المخاطر.
وألقى فشل جولة التخصيص الخامسة "إيه آر 5" (AR5) والتحديات الأخيرة في الدنمارك وألمانيا، واليابان بظلالها السلبية، حيث خلّفت فراغًا في جداول تسليم مشروعات 2027/2028 لسلسلة توريد طاقة الرياح البحرية.
وأصبح من غير المرجّح أن يلتزم المطورون بالإنفاق قبل قرار الاستثمار النهائي (FID) مقارنةً بما كانوا عليه قبل عام.

جولة التخصيص السابعة
مع بدء جولة التخصيص السابعة (AR7) لعقود الفروقات (CfD) الحاسمة، من الواضح أن إسكتلندا والمملكة المتحدة بحاجة إلى تحقيق إنجازات متميزة إذا أرادتا إعادة الثقة في سلسلة توريد جاهزة للانطلاق.
بالنسبة للتوربينات العائمة، حيث يُعدّ جزء كبير من سلسلة التوريد موجودًا حاليًا - فإن المشغّلين الرؤساء من المستوى الأول معتادون على بناء هياكل ضخمة في بحر الشمال.
في المقابل، يحتاج قطاع طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا إلى مشروعات ثابتة، أولًا، لدعم البنية التحتية للمواني وقدرة سلسلة التوريد، وتمكينهم من الاستعداد لمشروعات المواني العائمة التي ستليها.
إذا حصلت شركات المستوى الأول والثاني على طلبات، فسوف تتدفق هذه الطلبات إلى الشركات الأصغر في السلسلة، وسيبدأ قطاع طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا بالوفاء بوعده بتوفير وظائف محلية.
وإلّا فإن شركات المستوى الأول ستتجه إلى أماكن أخرى، وبدلًا من "أزمة السعة" التي كانت تُخشى سابقًا -حيث لا تملك البلاد مساحة موانٍ كافية لدعم الصناعة، فقد تواجه العكس- مع تنافس المرافق الفارغة على الطلبات.
الخطر الآخر الذي يزيد من حالة الغموض حاليًا هو تكاليف الربط بالشبكة، التي يمكن أن يكون لها تأثير أوسع بمشروعات طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا على وجه الخصوص.
أهمية جولة التخصيص السابعة
تخلّى وزير الطاقة البريطاني، إد ميليباند، عن التسعير المناطقي، وأطلق جولة التخصيص السابعة المصممة لمساعدة القطاع على تأمين العقود اللازمة لتقديم الطلبات.
تُعدّ قدرة قياسية تبلغ 25 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية ثابتة القاع مؤهلة لدخول سباق الحصول على صفقة عقود الفروقات من الخيار الثالث، في حين إن ذلك مدعوم بما يقرب من 9 غيغاواط من المشروعات التي لم تُوافق على تخطيطها.
في الوقت نفسه، يُعدّ أكثر من 450 ميغاواط من طاقة الرياح العائمة مؤهلًا لدخول الخيار الرابع، حيث يتوفر سعر تنفيذ أقصى يبلغ 271 جنيهًا إسترلينيًا (359.42 دولارًا)/ميغاواط ساعة.
تعهدت إسكتلندا بتوليد 11 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية لتحقيق أهداف المملكة المتحدة لعام 2030.
ومع تشغيل نحو نصف هذه القدرة فقط حاليًا، فإن المنطق السليم يُملي أن كلًا من المشروعين العملاقين المتفَق عليهما غرب أوركني، بقدرة 2 غيغاواط، ومشروع بنك بيريك بقدرة 4.1 غيغاواط، سيكونان حيويّين لمعالجة هذا العجز، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تأثير تكلفة رأس المال في جولة التخصيص السابعة
تُشكّل تكلفة رأس المال عنصرًا بالغ الأهمية في تكلفة مشروعات الطاقة المتجددة، حيث تُؤثّر تكاليف الاقتراض طويل الأجل تأثيرًا كبيرًا في اقتصادات المشروع، خصوصًا تكلفة الدين والإيرادات المرتبطة بالرفع المالي.
انخفضت المؤشرات الاقتصادية بشكل طفيف في الأسابيع القليلة الماضية، لكنها ما تزال تُظهر ارتفاعًا في تكاليف الاقتراض طويل الأجل، مع انخفاض سعر الفائدة الأساس من 5% في بداية سبتمبر/أيلول 2024 إلى 4% في بداية سبتمبر/أيلول 2025.
من ناحية ثانية، ارتفع سعر الفائدة على سندات الخزانة البريطانية لأجل 30 عامًا من 4.56% إلى 5.64%.
وتُمثّل تكاليف التمويل الأساسية عنصرًا مهمًا في تكاليف العطاءات، ولكن لا يمكن للمطورين إدارتها، وهذا سيؤثّر في تسعير العطاءات، ويمكن للمطورين وضع نموذج لخفض السعر في أيّ عرض لعقود الفروقات، ولكن ذلك سيكون محفوفًا بالمخاطر.
موضوعات متعلقة..
- طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا تشغّل منصات النفط والغاز ببحر الشمال
- طاقة الرياح البحرية تهدد بفقدان أكثر من نصف مناطق الصيد في إسكتلندا
- تخزين معدات مشروع رياح بحرية يثير أزمة في إسكتلندا.. ما القصة؟
اقرأ أيضًا..
- أسهم شاومي تسجل أكبر تراجع في 3 أعوام بسبب حوادث سيارات كهربائية
- تغير المناخ يهدد كوكب الأرض.. هل تنقذه بقرة؟
- هل ينجح لبنان في استيراد الغاز والكهرباء؟.. أسرار لأول مرة (تغطية خاصة)
المصدر..