التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

الغاز المسال ودوره في تحول الطاقة.. كيف ينافس المصادر المتجددة؟ (تقرير)

نوار صبح

يؤدي الغاز المسال دورًا حيويًا في تحول الطاقة وتوليد كهرباء موثوقة بأسعار مقبولة للقطاعات السكنية والتجارية والصناعية.

وعلى الرغم من أن النقاش حول الطاقة غالبًا ما يُركّز على توسيع نطاق المصادر المتجددة أو التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري؛ فإن المقياس الحقيقي للتقدم يتمثل في مدى حصول الأفراد والشركات على كهرباء موثوقة وبأسعار مقبولة.

وستؤدي إعادة النظر في الغاز ودوره دورًا حاسمًا في هذا، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويرى محللون أن الموثوقية والاستدامة ليستا منفصلين، وأنهما مترابطتان، وإذا لم يكن من الممكن الاعتماد على الكهرباء، فلا يمكن وصفها بالاستدامة.

الحصول على الطاقة

لا يقتصر الحصول على الطاقة على تشغيل مصباح كهربائي، بل يشمل تمكين الصناعات من العمل تنافسيًا، وتزويد المستشفيات بالكهرباء، ودعم البنية التحتية الرقمية، والارتقاء بالمجتمعات، لأن الكهرباء الموثوقة أساس الحداثة.

ووفقًا للاتحاد الدولي للغاز، من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على الكهرباء بنسبة 3.4% سنويًا حتى عام 2030، مدفوعًا بالاقتصادات النامية ومراكز البيانات.

من ناحية ثانية، تواجه إضافات القدرة المتجددة -على الرغم من أنها جديرة بالملاحظة وستتجاوز 500 غيغاواط في عام 2023- تحديًا أساسيًا، فمن دون الرياح والشمس، ستصبح الشبكة مظلمة.

محطة كهرباء تعمل بالغاز في مدينة ميدلوثيان بولاية تكساس الأميركية
محطة كهرباء تعمل بالغاز في مدينة ميدلوثيان بولاية تكساس الأميركية – الصورة من تكساس تريبيون

بديل لأنظمة الطاقة المتجددة

النقطة الأساسية هي التقلبات، مع استعمال الغاز بديلًا لأنظمة الطاقة المتجددة، وصرّح مدير الإستراتيجية والتأييد لدى الاتحاد الدولي للغاز، مارك ماكروري: "الغاز قابل للنقل، ويمكنه مواجهة هذه التقلبات، ونشهد حدوث ذلك في جميع أنحاء العالم".

إن مشكلة التقطع ليست نظرية، وحسبما سيناقش قادة الطاقة في الدورة المقبلة من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك" (ADIPEC)، أكبر حدث عالمي في مجال الطاقة، فإن تحدي الموازنة بين أمن الطاقة والاستدامة أصبح أكثر إلحاحًا من أيّ وقت مضى.

في أوروبا، أجبرت فترات انخفاض توليد طاقة الرياح -المعروفة بالألمانية باسم "دنكلفلوت"- الدول على البحث عن كهرباء احتياطية.

في المقابل، تُظهر حالات انقطاع التيار الكهربائي المتكررة في كاليفورنيا خلال موجات الحر أنه حتى المناطق الغنية ذات الاستثمارات الكبيرة في الطاقة المتجددة تُعاني عندما يعجز العرض عن تلبية الطلب.

وبالنسبة للدول النامية التي تسعى إلى التصنيع، فإن هذا الاختلال في الموثوقية يتجاوز كونه إزعاجًا، إنه مُدمّر اقتصاديًا.

تنوع مصادر الطاقة

تُعدّ مصادر الطاقة المتجددة أساسية للنمو النظيف، ولذلك يجب أن تكون الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية محورية في مزيج طاقة متنوع، إلّا أن انقطاعها وقيود تخزينها تعنيان أنها لا تضمن حتى الآن إمدادًا على مدار الساعة، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتشهد تكنولوجيا البطاريات تحسنًا، لكنها تواجه صعوبة في مواكبة التوسع على نطاق الشبكة في معظم الأسواق.

وقد تكون تقنيات التخزين الأخرى، مثل تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ أو الهواء المضغوط، واعدة، لكنها تواجه صعوبة في التوسع على المدى القريب.

ويُعدّ الغاز والغاز المسال شريكين أساسين، وليسا منافسين للمصادر المتجددة.

ألواح الطاقة الشمسية في صحراء موهافي بولاية كاليفورنيا
ألواح الطاقة الشمسية في صحراء موهافي بولاية كاليفورنيا – الصورة من الغارديان

الغاز المسال وتحول الطاقة

فيما يتعلق بالغاز المسال وتحول الطاقة، فإن التوليد بالغاز يوفر كهرباء مرنة عند الطلب، ما يضمن تحويل الطاقة المتجددة إلى كهرباء موثوقة للجميع.

وتتميز توربينات الغاز ذات الدورة المفتوحة بانخفاض تكلفتها، ويمكن زيادة -أو خفض- توليدها بسرعة، ما يوفر الاستجابة السريعة اللازمة لموازنة إنتاج الطاقة المتجددة المتغير.

في الولايات المتحدة، أدى توسيع نطاق استعمال الغاز والطاقة المتجددة إلى خفض انبعاثات قطاع الكهرباء بنحو 40% منذ عام 2005، مع الحفاظ على موثوقية الشبكة.

سيكون هذا النهج العملي لإعادة النظر في الغاز -موازنة إزالة الكربون مع أمن الطاقة- محورًا رئيسًا في مؤتمر "أديبك".

بتركيزه على النفط والغاز والغاز المسال والطاقة النووية والهيدروجين والأمونيا والميثانول والطاقة النظيفة، سيجمع المؤتمر قادة الطاقة العالميين لتحديد الحلول والتقنيات ومزيج الطاقة القادرة على تلبية احتياجات العالم من الطاقة بشكل موثوق ومستدام.

دور الغاز المسال

لا يتوفر إمكان الوصول إلى الغاز في جميع الدول، ولكن الغاز المسال يمكن أن يُسهم في معالجة هذه المشكلة.

تستعمل دول مثل مصر وبنغلاديش واردات الغاز المسال لتوليد الكهرباء الأساسية، مع سعيها لتوسيع نطاق قدراتها في مجال الطاقة الشمسية.

وفي غياب احتياطي من الغاز، سيعجز جزء كبير من هذا الاستثمار في الطاقة المتجددة عن توفير كهرباء موثوقة.

يتجاوز دور الغاز المسال مجرد الكهرباء الاحتياطية، إذ يُمكنه مساعدة الاقتصادات الناشئة التي تسعى إلى تحقيق أمن الطاقة.

ويتوقع تقرير التوقعات العالمية لعام 2025 الصادر عن شركة إكسون موبيل الأميركية (ExxonMobil) أن يُلبي الغاز الطبيعي 25% من الطلب العالمي على الكهرباء بحلول عام 2050، حتى في ظل سيناريوهات إزالة الكربون الطموحة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق