اشتعلت النيران في ناقلة غاز نفط مسال غامضة، كانت ترفع علم الكاميرون قبالة السواحل الجنوبية لليمن، وسط اشتباه في إصابتها بصاروخ مجهول في خليج عدن، ويُرجِّح البعض تعرُّض السفينة لحريق داخلي.
وبحسب بيانات موقع "تانكر تراكرز" المتخصص في تعقب السفن، التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)؛ فقد وقع الحادث على بُعد نحو 60 ميلًا بحريًا جنوب مديرية أحور.
وأدى الحادث إلى اندلاع حريق واسع في ناقلة غاز نفط مسال، من المرجح أنها إيرانية، وسط جهود إنقاذ عاجلة لعشرات البحارة العالقين داخلها، وفق ما أعلنت وكالات أمن بحري وقوة "أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي.
وأشارت بعض البيانات إلى تعرض ناقلة غاز نفط مسال تُدعى "فالكون" (9014432)، كانت قد غادرت ميناء عسلوية الإيراني في 25 سبتمبر/أيلول 2025، كانت في طريقها لميناء رأس عيسى اليمني، لمقذوف مجهول
تفاصيل الحادث والإنقاذ
أشارت هيئة العمليات التجارية البحرية البريطانية (UKMTO) إلى أن ناقلة غاز نفط مسال "فالكون" وجّهت نداء استغاثة بعد الانفجار مباشرة، مشيرة إلى أن مقذوفًا مجهولًا أصاب جسم السفينة وأدى لاشتعال النيران في أحد خزاناتها الرئيسة.
وذكرت شركة الأمن البحري البريطانية "أمبري" أن طاقم الناقلة أبلغ عن نيته إخلاء السفينة بعد أن أصبحت السيطرة على الحريق مستحيلة، مؤكدة أن عمليات الإنقاذ والبحث جارية بمشاركة عدد من السفن التجارية القريبة.
من جهتها، أوضحت قوة "أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي أن الحريق أتى على معظم أجزاء الناقلة، مشيرة إلى إنقاذ 24 من أفراد الطاقم البالغ عددهم 26، فيما ما يزال أحدهم مفقودًا وآخر عالقًا على متن السفينة.
وتحدثت تقارير أولية عن أن الانفجار كان ناتجًا عن هجوم محتمل، رغم أن السفينة لم تكن مدرجة ضمن الأهداف المعتادة للحوثيين في البحر الأحمر أو خليج عدن، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية تصاعد أعمدة الدخان الكثيف من موقع الحادث، في حين تواصل سفن الإنقاذ الأوروبية والإقليمية عملياتها وسط مخاوف من تسرب الغاز إلى المياه الإقليمية.
ويُعتقد أن السفينة الهندية البالغة من العمر 31 عامًا، والتي رُفعت تحت علم الكاميرون، كانت بلا تأمين معتمد أو إدارة واضحة، وهي الناقلة نفسها التي احتُجزت سابقًا في إسطنبول مطلع العام الجاري بسبب أعطال فنية خطيرة.
ناقلة غاز نفط مسال غامضة
تُثير حادثة احتراق ناقلة غاز نفط مسال غامضة، التي تحمل اسم "فالكون" شبهات حول مسارات نقل غاز النفط المسال الإيراني إلى مناطق النزاع.
وينبع غموض السفينة، من كونها مدرجة -في السابق- من جانب منظمة "متحدون ضد إيران النووية" الأميركية عام 2022 ضمن قائمة السفن التي تلتف على العقوبات.

وكانت الناقلة متجهة -بحسب بيانات "تانكر تراكرز"- من ميناء صحار في سلطنة عمان إلى جيبوتي، قبل أن تغيّر مسارها نحو الساحل اليمني، وهو ما عزز الشكوك بشأن ارتباطها بعمليات تهريب لصالح الحوثيين.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، غير أن الحادث يأتي خلال وقت يشهد فيه الممر البحري الحيوي توترات متصاعدة بسبب الهجمات الحوثية المتكررة على السفن التجارية منذ اندلاع الحرب في غزة.
وقد يمثل الهجوم على ناقلة غاز نفط مسال في هذا التوقيت، مؤشرًا على استمرار استهداف خطوط الإمداد في البحر الأحمر وخليج عدن، رغم التحركات الدولية لتأمين الممرات البحرية.
موضوعات متعلقة..
- ناقلة غاز نفط مسال عملاقة تصل إلى العراق.. وشحنة جديدة تستعد للتصدير
- ناقلة غاز نفط مسال مرتبطة بحزب الله اللبناني تبحر في البحر المتوسط.. ما وجهتها؟
اقرأ أيضًا..
- هل ينجح لبنان في استيراد الغاز والكهرباء؟.. أسرار لأول مرة (تغطية خاصة)
- عقود جديدة لـ3 منصات حفر بحرية.. والعملاقة "فالاريس" في مصر
- شحنة نفط سعودية ضخمة في طريقها إلى سوريا.. والناقلة تتجنّب البحر الأحمر
المصدر..