الديزل الحيوي يخفض انبعاثات غازات الدفيئة من السفن التقليدية (تقرير)
نوار صبح

يسهم الديزل الحيوي في مساعدة مالكي السفن على خفض انبعاثات غازات الدفيئة من السفن العاملة بالمحركات التقليدية، وفي الامتثال لقوانين المنظمة البحرية الدولية بشأن الحياد الكربوني.
ورغم إمكان استعماله وقودًا بديلًا لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة، يطرح الخبراء تساؤلات بشأن سعره وإمداداته وتوافره، وتأثيره في مكونات السفينة.
ومع أن الوقود الحيوي باهظ الثمن ويحتوي على الكربون، فإنه يوفر حلًا فوريًا لمساعدة مالكي السفن على خفض انبعاثات غازات الدفيئة من قطاع النقل البحري، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتكتسب هذه الميزة البديلة أهمية خاصة، نظرًا للخيارات الأخرى الأكثر تكلفة للامتثال لإطار عمل المنظمة البحرية الدولية للحياد الكربوني، الذي تمّت الموافقة عليه في الدورة 83 للجنة حماية البيئة البحرية (MEPC) في أبريل/نيسان الماضي.
استعمال الديزل الحيوي في قطاع النقل البحري
في حالة الديزل الحيوي، يسأل الخبراء عن قدرة قطاع النقل البحري على منافسة قطاعات النقل الأخرى على العرض المحدود من هذا الوقود.
في المقابل، ما يزال الديزل الحيوي خيارًا واعدًا في قطاع النقل البحري، إذ يمكن مزجه مع أنواع الوقود البحري التقليدية لتقليل -أو إلغاء- العقوبات المفروضة بموجب أهداف كثافة وقود غازات الدفيئة المتصاعدة التي وُضعت في اللائحة.
ومن خلال مزج الديزل الحيوي، يمكن للمالكين تحقيق أهداف الامتثال التنظيمي، أو إيداع وحدات فائضة للتداول أو الاستعمال المستقبلي.
إزاء ذلك، تجب موازنة تكلفة استعمال الديزل الحيوي مع العقوبات المحتملة، أو سوق تداول الوحدات الفائضة.

جدوى الوقود الحيوي
يتناول تقرير هيئة التصنيف العالمية "دي أن في" بعنوان "توقعات دي إن في البحرية حتى عام 2050" لهذا العام جدوى الوقود الحيوي، حيث يستكشف في أقسامه التكاليف المحتملة، والاعتبارات المتعلقة بحدوده التشغيلية والتقنية.
ويُعدّ إستر ميثيل الأحماض الدهنية (FAME) والزيت النباتي المُعالج بالهيدروجين (HVO) من أكثر أنواع الديزل الحيوي استعمالًا.
وحسبما أوضحت "دي أن في": "يُصنع إستر ميثيل الأحماض الدهنية (FAME)، المعروف باسم الديزل الحيوي، من الدهون والزيوت والشحوم من خلال عملية الأسترة، وتعتمد خصائصه الدقيقة على المادة الخام".
وبالنسبة للزيت النباتي المُعالج بالهيدروجين، فإنه يُنتج من الدهون والزيوت والشحوم عبر المعالجة الهيدروجينية، ما ينتج عنه هيدروكربونات بارافينية مناسبة لمعظم أنظمة الوقود والمحركات الحالية.
وأوضح التقرير أن "خصائص الوقود تختلف باختلاف منتجات الوقود الحيوي ونِسب المزج".
استعمال الزيت النباتي المعالج بالهيدروجين
يتّجه مالكو مختلف أنواع السفن، من قاطرات إلى ناقلات نفط، إلى استعمال الوقود الحيوي.
في وقت سابق من هذا العام، اختبرت شركة سولستاد (Solstad) -مالكة سفن النقل البحري النرويجية- الزيت النباتي المعالج بالهيدروجين المعتمد في نورماند فيركينغ خلال عبور سفينة إمداد قاطرات مناولة المرساة التي بُنيت عام 2007 من قرية هوسويا على الساحل الغربي للنرويج إلى مدينة ريو دي جانيرو.
وهدف الاختبار إلى "إثبات أن التدابير الحالية قادرة على خفض الانبعاثات بفعالية".

من ناحية ثانية، تُوفَّر قوة الدفع لقاطرات مناولة المرساة التي تعمل بالديزل والكهرباء عادةً بوساطة 4 محركات متوسطة السرعة من طراز "وارتسيلا 8 إل 32،" حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت "سولستاد" -في منشور بوسائل التواصل الاجتماعي- أنه خلال العبور، ركَّز الطاقم على توفير الوقود "من خلال تقليل السرعة والعمل بمحرك واحد".
بدورها، أكدت شركات تصنيع المعدّات الأصلية توافق المحرك والعتاد مع استعمال وقود "بي 24" على المدى الطويل.
وقد أدى ذلك إلى انخفاض ملحوظ في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال الرحلة.
وقدّرت شركة "سولستاد" أن السفينة وفّرت "أكثر من 95%" من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البالغة 1600 طن، والمتولّدة بالسرعة العادية، و"وقودًا تصل انبعاثاته إلى 71 طنًا من ثاني أكسيد الكربون".
وأفادت "سولستاد" بانخفاض ملحوظ في انبعاثات غازات الدفيئة باستعمال التدابير التشغيلية، بالتزامن مع استعمال الزيت النباتي المعالج بالهيدروجين.
الحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة
يستعمل مالكو السفن الوقود الحيوي في خدمات الرحلات البحرية الخضراء المصممة خصوصًا لتلبية احتياجات شركات الشحن وشركات النقل العام التي ترغب في الحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة ضمن النطاق 3.
في سبتمبر/أيلول 2025، زُوِّدَت سفينة البضائع السائبة "لامبرت مارو"، التي تبلغ حمولتها 180,432 طنًا ساكنًا، والمستأجرة لشركة التعدين "أنغلو أميركا" من شركة "ميتسوي أوه إس كيه لاينز" (MOL)، بوقود الديزل الحيوي من فئة "بي 30" المعتمد من في ميناء سنغافورة.
وتُعدّ السفينة جزءًا من برنامج إضافة الكربون التابع للمالك الياباني، "تحالف بلو أكشن نت-زيرو"، الذي أُطلق عام 2024 لتحقيق الحياد الكربوني في قطاع النقل البحري.
موضوعات متعلقة..
- الديزل الحيوي لناقلات النفط الصغيرة.. الخيار الأفضل ضمن معايير الاتحاد الأوروبي (تقرير)
- إنتاج الديزل الحيوي بتكلفة اقتصادية منخفضة عبر تقنية مصرية جديدة
- إنتاج الديزل الحيوي من الطحالب.. تقنية لباحث يمني
اقرأ أيضًا..
- صفقات الحفر العربية خلال 9 أشهر.. أبرز العقود لـ7 شركات بالأرقام
- حقل الغراف العراقي.. احتياطيات عملاقة من النفط والغاز (تقرير)
- مسار تحول الطاقة في أميركا اللاتينية والكاريبي متعثر.. و4 ركائز كفيلة بالتغيير
المصدر..