التقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

قطاع تخزين الكهرباء بالبطاريات يواجه مخاطر تشغيلية ومالية.. ما القصة؟ (تقرير)

نوار صبح

يواجه قطاع أنظمة تخزين الكهرباء بالبطاريات مخاطر تشغيلية ومالية ملحوظة قد تؤثّر سلبًا في جدوى المشروعات.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الأنظمة تكتسب أنظمة أهمية محورية في تحول الطاقة العالمي، حيث أصبحت رؤى الأداء الواقعية بالغة الأهمية للمستثمرين والمطورين والمشغّلين على حدٍّ سواء، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويقدّم تقرير شركة تطوير البرمجيات "أكيور" الأميركية (ACCURE) لصحة وأداء نظام تخزين الطاقة لعام 2025، الصادر الشهر الماضي، ما يُوصف بأنه أول تحليل واسع النطاق لبيانات أنظمة تخزين الكهرباء بالبطاريات (BESS) التشغيلية.

وعلى الرغم من أن غالبية الأنظمة تعمل بكفاءة، فإن التقرير يرى أن القطاع ما يزال أمامه مجال كبير للتحسين.

تحليل أصول تخزين الكهرباء بالبطاريات العاملة عالميًا

بالاستناد إلى بيانات من أكثر من 100 نظام على نطاق الشبكة -كل منها بسعة تزيد عن 10 ميغاواط/ساعة- يُحلّل تقرير شركة "أكيور" ما مجموعه 18 غيغاواط /ساعة من أصول تخزين الكهرباء بالبطاريات العاملة عالميًا.

وقد أُجريت تقييمات متسلسلة زمنيًا خلال المدة من 1 يونيو/حزيران إلى 1 سبتمبر/أيلول 2025، حيث خلص التقرير إلى أن 19% من مكونات أجهزة تخزين الكهرباء بالبطاريات تسببت في مشكلات تشغيلية أثّرت مباشرةً في الإيرادات.

وشملت هذه المشكلات عمليات إيقاف تشغيل تلقائي (حوادث انقطاع) لمنع التلف، وتنبيهات سلامة متكررة، واختلالات على مستوى الرفوف أو الوحدات، ما يقلل من السعة القابلة للاستعمال، وقد يُسرّع من تدهور البطارية.

مشروع بيلسوود لتخزين الكهرباء بالبطاريات في شمال إنجلترا
مشروع بيلسوود لتخزين الكهرباء بالبطاريات في شمال إنجلترا – الصورة من هارموني إنرجي

حققت أفضل الأنظمة في فئتها "كفاءة النقل باتجاهين "آر تي إي" (RTE) أعلى من 88%، مُمثلةً أكثر من ثلث الأنظمة التي خضعت للدراسة.

في المقابل، تُشير "كفاءة النقل باتجاهين" التي تقلّ عن 85% إلى فرص للتحسين، بينما تُثير أيّ نسبة أقل من 83% في بداية دورة الحياة إشارات تحذير فورية.

ووفقًا لشركة "أكيور"، فإنه حتى الخسائر الطفيفة في الكفاءة التي تتراوح بين 1% و2% يُمكن أن تُترجم إلى ملايين الدولارات من خسائر الإيرادات طوال دورة الحياة.

زيادة حجم الأنظمة

زادت معظم مشروعات تخزين الكهرباء بالبطاريات حجمَ أنظمتها بنسبة تتراوح بين 15% و25% للوقاية من التدهور وضمان الأداء.

وغالبًا ما تجاوزت المواقع الأصغر (أقل من 50 ميغاواط/ساعة) ذلك، حيث وصلت أحيانًا إلى 30% و35%، بينما بلغ متوسط ​​كفاءة المنشآت الأكبر حجمًا نحو 20%، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأشار التقرير إلى أنّ تجاوُز الحدّ الأقصى المسموح به لحجم المشروع إلى أقل من 10% لا يوفر حماية كافية، بينما يُهدّد أيّ تجاوز لحجم المشروع بنسبة 30% بتشتيت رأس المال في أصول غير مستغلة بالكامل.

تجدر الإشارة إلى أن 83% فقط من المشروعات حققت -أو تجاوزت- سعتها الاسمية المحددة خلال اختبار قبول الموقع (SAT)، ما يُبرز الحاجة المُلحّة لأفضل الممارسات والرقابة المستقلة في مراحل التصميم والشراء والتشغيل المُبكرة لضمان مُحاسبة المُورّدين على المواصفات المُتفَق عليها.

تداعيات تأخير التشغيل

يُمثّل تأخير التشغيل تحديًا شائعًا في مشروعات تخزين الكهرباء بالبطاريات، حيث تتراوح أوقات التأخير عادةً بين شهر وشهرين، وفي بعض الحالات، تمتد إلى 8 أشهر أو أكثر.

وتُؤجل هذه التأخيرات توليد الإيرادات وزيادة تكاليف المشروع، ويُمكن أن تؤثّر في سلامة البطارية بسبب إطالة فترة الخمول أو عدم اكتمال فحوصات النظام.

من جهة ثانية، تُخاطر هذه التأخيرات بتقويض ثقة المستثمرين وتوتر العلاقات مع المُشترين الذين يعتمدون على تسليم المشروع في الوقت المُحدد.

ونادرًا ما تُعزى التأخيرات في مشروعات أنظمة تخزين الكهرباء بالبطاريات إلى مشكلات تقنية.

نظام بيريغرين لتخزين الكهرباء بالبطاريات التابع في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية
نظام بيريغرين لتخزين الكهرباء بالبطاريات التابع في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية – الصورة من أريفون

وتشمل العوامل الشائعة اختناقات في التراخيص وانقطاعات في سلسلة التوريد، ما يُؤخّر تسليم المكونات الأساسية مثل معدّات التوزيع أو المحولات، ويؤدي إلى توقُّف التشغيل.

ويُسهم نقص القوى العاملة أو قيود المقاولين في ذلك، حيث يرتكب الموظفون عديمو الخبرة أحيانًا أخطاء تعوق المشروعات.

بالإضافة إلى ذلك، يُمكن للمفاوضات المطولة حول الضمانات أو ضمانات الأداء أو قوانين الاختبار أن تُؤخّر الموافقة على تاريخ التشغيل التجاري.

يُشير التقرير إلى أن أخطاء تقدير حالة شحن البطارية (SoC) البالغة ±15% شائعة في أنظمة فوسفات الحديد والليثيوم (LFP)، حيث تتجاوز حدودها ±40%، ويُمكن للمشروعات التي تستعمل تحليلات متقدمة تقليل هذه الأخطاء إلى ±2%، ما يُتيح مرونة أكبر في التداول وعوائد مُحسّنة، وفقًا لشركة "أكيور".

ووجد التقرير أن 20% من أنظمة تخزين الكهرباء بالبطاريات تجمع بيانات منخفضة الجودة فقط، ما يُضعف الموثوقية طويلة الأجل وقيمة الأصول.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق