حقل نفط في النيجر إيراداته مليارا دولار يثير خلافًا بين الحكومة والمطور

واصلت "سي إن بي سي" تصدير الخام من حقل نفط أغاديم (Agadem) في النيجر، في حين ما تزال المفاوضات الجارية بين الشركة الصينية وحكومة البلد الأفريقي لتسوية النزاعات القائمة بين الجانبين.
وتشغّل "سي إن بي سي" حقل "أغاديم"، وبَنَت خط أنابيب طويل سعة 110 آلاف برميل يوميًا لنقل خام ميليك -وهو من الدرجات الحلوة متوسطة الكثافة- إلى الأسواق العالمية، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقبل بناء خط الأنابيب، لم تكن النيجر -التي لا تطل على أيّ بحار- تضخ سوى 20 ألف برميل نفط يوميًا كانت توجَّه جميعها إلى الاستهلاك المحلي.
غير أنه بعد تصدير النفط عبر خط الأنابيب نفسه نهاية العام الماضي، دبّت خلافات بين الشركة الصينية وحكومة النيجر بسبب مزاعم نيامي بعدم التزام الشركة بقوانين الاستثمار الداخلي، بما في ذلك نِسب تعيين العمالة الوطنية.
إيرادات بأكثر من ملياري دولار
حقّق حقل نفط أغاديم الموسّع حديثًا في النيجر إيراداتٍ بأكثر من ملياري دولار، على الرغم من الخلافات القائمة بين مسؤولين حكوميين وشركة "سي إن بي سي" المطورة له بشأن استئجار المزيد من العمال المحليين وتحسين أجورهم.
وتتفاوض شركة الصينية مع حكومة النيجر منذ شهور من أجل إيجاد حل لتلك القضايا بعد طرد 3 من كبار مسؤوليها التنفيذيين في شهر مارس/آذار الماضي، نتيجة خلافات حول فجوة في الأجور بين العمال المحليين ونظرائهم الصينيين.
ووجّهت حوادث طرد المسؤولين التنفيذيين الصينيين التي أعقبها صدور أوامر حكومية في شهر مايو/أيار الماضي للمغتربين الصينيين بمغادرة النيجر، ضربةً موجعةً إلى شركة النفط الصينية.
وتظهِر النيجر قدرة "سي إن بي سي" على بناء صناعة نفط من الصفر في بلد يعاني فقرًا مدقعًا؛ إذ ضخّت الشركة استثماراتٍ تزيد قيمتها على 5 مليارات دولار في البلاد لتطوير حقل نفط وبناء مصفاة تكرير إلى جانب إنشاء خط أنابيب بطول 1950 كيلومترًا، يُعدّ الأطول في أفريقيا.
وكان وزير النفط في النيجر صحابي عمرو قد طلب في البداية من "سي إن بي سي" ومصفاتها سوراز (SORAZ) إنهاء عقود المغتربين العاملين في البلاد لأكثر من 4 سنوات، غير أن الإجراء لم يُنفَّذ بَعْد.
ومن بين الخلافات الرئيسة القائمة الطلب الذي تقدّمت به حكومة النيجر لزيادة عدد العمال المحليين المعينين في المشروعات التي تنفّذها الشركة الصينية إلى 80% من أقل من 30% في الوقت الراهن، وهو هدف تراه الشركة الصينية غير واقعي نتيجة نقص العمالة المحلية المدرّبة الماهرة، وفق المصادر نفسها التي رفضت كشف هويتها.

صادرات "ميليك"
على الرغم من الخلافات القائمة، حققت "سي إن بي سي" تقدمًا في تسويق إنتاجها الجديد من تطوير المرحلة الثانية لحقل نفط أغاديم الذي يضخ حاليًا سعته الكاملة البالغة 90 ألف برميل يوميًا.
ويُصدر الخام عبر خط الأنابيب البالغة تكلفته الرأسمالية 7 مليارات دولار، والذي يربط حقل النفط بمبناء كوتونو في بنين، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتمتلك "سي إن بي سي" حصة أسهم نسبتها 65% في حقل نفط أغاديم، مقابل 20% لشركة "سي بي سي" التايوانية الحكومية، بينما تمتلك حكومة النيجر الحصة المتبقية البالغة نسبتها 15%.
وحتى الآن، صدّرت شركة النفط الوطنية الصينية 32 مليون برميل من خام ميليك المثالي لإنتاج وقود بحري منخفض الكبريت، إلى عملاء في أوروبا وآسيا، حسب مصادر.
وحققت صادرات خام ميليك الذي يتراوح سعره بين 65 و70 دولار للبرميل، إيرادات بأكثر من ملياري دولار، وفي المصادر ذاتها.
واشتملت قائمة مشتري الخام شركات تجارة سلع عالمية إلى جانب شركة تشاينا أويل (Chinaoil) -وهي الذراع التجارية لشركة النفط الوطنية الصينية-.
حقل نفط أغاديم
بدأت شركة النفط الوطنية الصينية إنتاج الخام من حقل نفط أغاديم الواقع جنوب شرق النيجر في عام 2011 في إطار مشروع تطوير المرحلة الأولى بموافقة من الحكومة المدنية آنذاك.
ويُغذّي هذا الإنتاج البالغة سعته 20 ألف برميل يوميًا، مصفاة "سوراز" في جنوب النيجر، التي بَنتها "سي إن بي سي"، وتمتلك حصة أسهم بها نسبتها 60%.
ويُشار إلى أن المصفاة تزوّد النيجر باحتياجاتها من الوقود.
موضوعات متعلقة..
- أول صادرات النيجر من النفط تذهب إلى دولة أوروبية
- أول صادرات النيجر من النفط تتأهب لغزو الأسواق قريبًا
- أنبوب الغاز الجزائري النيجيري.. هل يفشل بسبب انقلاب النيجر ومشكلات التمويل؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- غلق أكبر محطة كهرباء بالفحم في أستراليا يتأجل عامين
- خبير: 3 مزايا لمشروع إسالة الغاز في قناة السويس
- حقل نفط تملكه إكوينور يبدأ الإنتاج.. احتياطياته تتجاوز مليار برميل
المصادر:
1. تواصل تصدير النفط من حقل نفط أغاديم في النيجر، من "رويترز"
2.سعة خط الأنابيب بين النيجر وبنين، من "إس أن بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"