جاهزية شركات النفط الخليجية لمواجهة التسربات النفطية.. خبير يوضح
هبة مصطفى

تسعى شركات النفط الخليجية لتأمين صناعة الهيدروكربونات من المخاطر المحتملة، خاصة أن المنطقة غنية بالموارد التي تنعش التجارة العالمية عامًا بعد عام.
وفي ظل التوسع بمشروعات تصدير النفط والغاز، باتت حماية الممرات والمضائق المائية من الانسكابات النفطية أو تسرب الذهب الأسود ضرورة مُلحّة.
وكشف مسؤول بشركة عالمية أن أطرافًا فاعلة بالصناعة -في منطقة الخليج- حرصت على جذب تقنيات السيطرة على التسرب، حسب تصريحات له في مقابلة تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ووقع الاختيار على البحرين بوصفها "قاعدة" تستضيف فرع شركة "أو إس آر إل OSRL"، وهي أكبر الشركات العالمية التعاونية للاستجابة لانسكابات النفط.
شركات النفط الخليجية
أسّست شركات النفط الخليجية جدار حماية لصناعة النفط والغاز من احتمال مواجهة انسكابات بحرية، خلال عمليات الشحن والتصدير.
وجاء ذلك من خلال استقطاب "أو إس آر إل" التعاونية، المعتمدة على التمويل الذاتي من قوى الصناعة، ولا يجني مساهموها أرباحًا، بل توجّه الاستثمارات والعائدات لصالح تطوير التقنيات.
وأوضح المدير الإقليمي للشركة في الشرق الأوسط، ريس جينكنز، أن عددًا من كبريات شركات الطاقة بالمنطقة طلب فتح فرع لـ"أو إس آر إل" في المنطقة بتمويل منها.
ومن بين هذه الشركات:
- أرامكو السعودية.
- قطر للطاقة.
- أدنوك الإماراتية.
- شركة نفط البحرين (بابكو).
- شركة نفط الكويت.
- شركة تنمية نفط عمان.

وفي مرحلة لاحقة، توسَّع نشاط الشركة ليضمّ أيضًا: شركة نفط الشمال القطرية، والمجلس الأعلى للبيئة البحريني، وشركة إينوك الإماراتية.
ويأتي هذا في إطار حرص الشركات على تأمين شحناتهم والاستعداد لأيّ مخاطر تسرب قد تحدث.
وبدأ وجود الشركة العالمية في الشرق الأوسط منذ عام 2006، في قاعدة بحرينية، وفق تصريحات "جنكينز" خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة إنرجي يير.
حماية شحنات النفط والغاز
يتمثل الدور الرئيس للشركة التعاونية في تجنيب شحنات شركات النفط الخليجية مخاطر التسرب، في ظل زيادة الإنتاج بالشرق الوسط وتحول المنظمة إلى موقع مهم لضمان أمن الطاقة العالمي.
وقال المدير الإقليمي لشركة "أو إس آر إل"، إن صادرات النفط من دول الخليج تزداد إلى أسواق مختلفة، عبر قناة السويس ومضيق هرمز، ما يتطلب استعدادات قوية لمواجهة مخاطر التسرب وانسكاب الإمدادات خلال النقل.
وأوضح خلال المقابلة أن حجم مدفوعات كل شركة بالمنطقة يُقدَّر حسب حجم إنتاجها ومدى المخاطر المحتملة لشحناتها، مشيرًا إلى أن شركات كبرى -مثل أرامكو السعودية- تتحمل العبء الأكبر من مركز الشركة للسيطرة على الانسكابات.
وكشف "ريس جنكينز" تدرُّجًا بنشاط الشركة في الخليج، منذ انطلاقها قبل 19 عامًا بفريق يضم 3 أشخاص ومعدّات محدودة، ثم الانتقال إلى مجمع "سترة" البحريني والتوسع لاستيعاب 6 أشخاص قادرين على التعامل مع الانسكابات، وما يقرب من 130 طنًا من المعدّات والمواد المستعملة.

تداعيات التوترات الجيوسياسية
جاء التوسع الكبير للشركة في عام 2020 بالانتقال إلى موقع أكبر تصل مساحته إلى 2500 متر مربع، في منطقة البحرين اللوجستية.
وتسببت هذه الطفرة في مضاعفة نشاط الشركة على صعيد الأفراد والمعدّات، بجانب بدء تقديم خبرات تدريبية داخلية وخارجية.
ووجدت الشركة في "منطقة البحرين اللوجستية" خيارًا أمثل لتثبيت نشاطها وحماية شحنات شركات النفط الخليجية، ورهن "ريس جينكنز" خطط التوسع المستقبلية بالإستراتيجيات العالمية.
ولفت إلى أن الشركة تحتاج بصورة مستمرة إلى إدخال تعديلات وتحديثات على معدّاتها وبرامجها، للتكيف مع التقنيات المطورة والمُحدّثة، بما يتوافق مع متطلبات الصناعة الإقليمية.
ومن جانب آخر، قلَّل المدير الإقليمي لشركة "أو إس آر إل" من تأثير التحديات الجيوسياسية في المنطقة، مشيرًا إلى أن تركيز الشركة منصبّ على التقنيات وضمان معايير السلامة.
وأضاف أن الشركة لن تقدم على إرسال فرقها للسيطرة على انسكابات نفطية في مناطق غير آمنة وتحمل مخاطرة، سواء نزاعات وحروب أو مناطق تشهد حرائق مشتعلة، وفي هذه الحالة ستفضّل مواصلة عملها عن بُعد.
موضوعات متعلقة..
- شركات النفط الخليجية تتطور في خفض كثافة انبعاثات الميثان
- حوادث التسرب النفطي الأخطر.. 8 كوارث هزت العالم (فيديو وصور)
- تسرب النفط في البحر المتوسط.. مصر بالمركز الثالث بين دول المنطقة
اقرأ أيضًا..
- تخزين النفط في مصر.. قدرات ضخمة تجذب الدول العربية
- أكبر صفقات الغاز المسال في الإمارات خلال 9 أشهر.. صدارة عالمية
- ممثل العراق في أوبك: طاقتنا الإنتاجية تقترب من 6 ملايين برميل نفط يوميًا (حوار)
المصادر: