التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

تضارب حول واردات الهند من النفط الروسي.. وصفقة نادرة مع غايانا

هبة مصطفى

تشهد واردات الهند من النفط الروسي جدلًا واسعًا في الآونة الحالية، وسط اتهامات بالتضارب بين التصريحات الأميركية وواقع الصناعة لدى نيودلهي.

وتؤكد واشنطن أن الهند اتخذت إجراءات فعلية باتجاه تقليص شراء الخام من موسكو، في حين يأتي واقع خريطة عمل مصافي التكرير مغايرًا لذلك، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويمتد السجال بين الولايات المتحدة والدولة الآسيوية لأشهر مضت، إذ تضغط الأولى بقوة باتجاه حصار ميزانية الكرملين وتقليص عائدات صادرات الطاقة من خلال "تقييد" الصفقات، الآخذة بالنمو منذ اندلاع الحرب الأوكرانية في 2022 وفرض العقوبات.

ورغم نفي مصادر صناعية هندية خفض وارداتها من خامات موسكو، فإن الدولة المستهلكة للطاقة بشراهة أقدمت بالفعل على البحث عن خيارات أخرى لتأمين إمداداتها، ووقع اختيارها على دولة غنية بالموارد في أميركا الجنوبية.

تضارب واردات الهند من النفط الروسي

زادت وتيرة واردات الهند من النفط الروسي بعد خفض أسعاره، وتقديم تسهيلات في الشحن والسداد وخصومات سعرية للبرميل، في محاولة للهروب من الحصار الغربي على شحناتها.

وفي محاولة لإجبار موسكو على وقف حربها ضد كييف، تسعى أميركا -خاصة إدارة الرئيس دونالد ترمب- إلى إقناع كبار المشترين -وأبرزهم الهند- بالتخلي عن النفط الروسي.

الرئيس الأميركي ووزير النفط الهندي
الرئيس الأميركي ووزير النفط الهندي - الصورة من South Asian Herald

وظهر اتجاهان في الآونة الأخيرة:

الأول:

  • "ترمب" وتصريحاته حول تأكيد رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" التوقف عن شراء النفط الروسي.
  • تصريحات مسؤول بالبيت الأبيض حول خفض الهند وارداتها من خام موسكو بنسبة 50%.

الثاني:

  • نفي مصادر صناعية هندية أي خفض في شراء الإمدادات حتى الآن، وأن حكومة نيودلهي لم تطلب -حتى الآن- ذلك من المصافي.
  • تقديرات تُشير إلى "ارتفاع" في الواردات شهر أكتوبر/تشرين الأول 2025 الجاري.

ضغوط أميركية

ربطت أميركا مشاوراتها التجارية مع الهند بخفض استيراد الخام من موسكو، وصعدت الأمر إلى حد فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على مبيعات سلع الدولة الآسيوية.

ونقل دونالد ترمب عن رئيس الوزراء الهندي تأكيد بتوقف بلاده عن شراء النفط من روسيا، حسب ما نقلت رويترز في تقرير لها اليوم (الجمعة 17 أكتوبر/تشرين الأول 2025).

ومن جانب آخر، التقى مسؤول أميركي بوفد نيودلهي الأسبوع الجاري، وأجرى الطرفان مناقشات وصفها مسؤول البيت الأبيض بـ"الإيجابية"، تضمنت تأكيدًا على خفض واردات الهند من النفط الروسي بنسبة 50%.

وتوجّه الإدارة الأميركية أصابع الاتهام إلى عائدات النفط، بوصفها مصدر "إنعاش" لصندوق الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

وواجهت المشاورات التجارية الأميركية الهندية تحديات مدعاها إصرار نيودلهي على شراء النفط الروسي، في حين رهنت إدارة البلاد في واشنطن إبرام أي صفقات تجارية، أو خفض الرسوم الجمركية، على وضع حد للشراء من موسكو.

ويبدو أن "مودي" لم يجد حلًا لامتصاص الغضب الأميركي -خلال زيارته لواشنطن في فبراير/شباط الماضي- سوى بتعهد زيادة شراء موارد الطاقة الأميركية بقيمة 25 مليار دولار سنويًا.

مصفاة تابعة لشركة إنديان أويل تستقبل واردات الهند من النفط الروسي
إحدى المصافي التابعة لشركة "إنديان أويل" - الصورة من منصة "إنرجي إنتليجانس"

هل قلصت الهند وارداتها؟

تعد الهند أكبر مستوردي شحنات النفط الروسي المنقولة بحرًا؛ نظرًا لأسعاره المخفضة بعد عزوف المشترين خوفًا من العقوبات، ويبدو أن بيانات التبادل التجاري النفطي، وما تلاها من تصعيد أميركي لتحجيمها، سببت حرجًا لنيودلهي أمام إدارة ترمب.

واصطدمت التصريحات الأميركية الأخيرة (حول تقليص الواردات، والاتجاه لقطعها تمامًا) بواقع مختلف على الصعيد الهندي.

ونفت وزارة خارجية الدولة الآسيوية علمها بتعهدات "ناريندرا مودي" إلى "ترمب" بشأن التوقف عن خامات موسكو، كما لم تتلق مصافي التكرير توجيهات حكومية بتقليص طلبات الشراء.

ومن المستبعد أن تكشف البيانات المرتقبة عن خفض قريب في الواردات، إذ حددت مصافي التكرير بالفعل طلباتها من تحميلات النفط الروسي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تسليم ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وفي حال تنفيذ المصافي خفضًا فعليًا، سيظهر أثره في واردات ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني.

وعلى العكس من الخفض المتوقع، تُشير تقديرات إلى ارتفاع واردات الهند من النفط الروسي بنسبة 20% في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مسجلة 1.9 مليون برميل يوميًا حسب كبلر.

وبلغ متوسط الواردات خلال الأشهر الـ6 الفائتة (من مارس/آذار حتى نهاية سبتمبر/أيلول) 1.75 مليون برميل يوميًا، بحصة قدرها 36% من الواردات الهندية.

صفقة نادرة

في خطوة تُشير إلى التحول التدريجي بعيدًا عن النفط الروسي، تتجه الهند إلى تنويع وجهات شراء النفط الخام، إذ تعاقدت شركتان هنديتان على شراء ما مجموعه 4 ملايين برميل من الإنتاج الوفير لغايانا.

وقد تساعد الصفقتان شركات التكرير الهندية على تنويع مصادر الإمدادات، من خلال:

  • مليوني برميل في أول عملية شراء لشركة النفط الهندية "إنديان أويل" من خام غولدن أروهيد الغاياني.
  • مليوني برميل في أول عملية شراء شركة "هندوستان بتروليوم" من خامي "ليزا" و"يونيتي غولد".

ومن المقرر أن تسلم شركة إكسون موبيل الأميركية (التي تطور إمدادات النفط في غايانا) الشحنات للشركتين بحلول نهاية العام الجاري، أو مطلع العام المقبل، ووفق تقديرات نقلتها رويترز عن مصادر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق