الطلب على توربينات الغاز قد يتجاوز قدرة التصنيع بـ20%.. و"الحجي" يوضح نتيجة مفاجئة
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

- من المتوقع أن تتجاوز طلبات توربينات الغاز قدرة التصنيع العالمية في 2025
- قدرة التصنيع الحالية لتوربينات الغاز تصل إلى 70 غيغاواط
- معظم الشركات المصنّعة لديها قوائم طلبات متراكمة تتجاوز عام 2028
- خطط لزيادة قدرات الإنتاج بنسبة 30-40% خلال السنوات المقبلة
من المتوقع أن يتجاوز الطلب على توربينات الغاز قدرة التصنيع العالمية بنسبة 20% خلال العام الجاري (2025)، وسط مخاوف من ارتفاع الأسعار وطول أوقات التسليم، وتأثير ذلك في تنفيذ المشروعات.
وخلال العام الماضي، شهدت طلبات توربينات الغاز العالمية ارتفاعًا قياسيًا تجاوز 34% على أساس سنوي، لتقترب من 60 غيغاواط، وهو أعلى مستوى مسجل خلال عقد كامل، وسط توقعات بأن يشهد العام الحالي رقمًا قياسيًا جديدًا.
غير أن قدرة التصنيع الحالية ستبقى عاجزة عن مواكبة ارتفاع الطلب على توربينات الغاز خلال السنوات المقبلة، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وحاليًا، لا تتعدى قدرة التصنيع عالميًا 70 غيغاواط موزعة على نحو 25 شركة كبرى و40 مصنعًا تمتد من الولايات المتحدة وألمانيا إلى الصين والسعودية.
وتتجه السوق خلال هذا العام لتسجيل طلبات جديدة تتجاوز 85 غيغاواط، أي قفزة بنحو 50% مقارنة بعام 2024.
وكشف التقرير الصادر عن شركة الأبحاث ريستاد إنرجي أن الشركات المصنعة لتوربينات الغاز تعاني من تراكم الطلبات حتى ما بعد 2028، ما دفع بعضهم إلى زيادة القدرة الإنتاجية بنسبة 30-40%.
أسباب ارتفاع الطلب على توربينات الغاز
أظهر التقرير أن أزمة الطلب على توربينات الغاز الحالية ناتجة عن توسُّع مراكز البيانات، ومحطات الكهرباء على نطاق المرافق ومشروعات النفط والغاز البحرية، إضافة إلى البنية التحتية للغاز المسال.
فقد أصبحت مراكز البيانات تستهلك قرابة 1.5% من الكهرباء العالمية، كما قفز الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات خلال العام الجاري إلى أكثر من 450 تيراواط/ساعة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتشير البيانات إلى أن المحطات العاملة بالغاز تغطي أكثر من 40% من الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات الأميركية، مع زيادة واضحة في تركيب التوربينات الصغيرة والمتوسطة داخل المواقع نفسها.
وتُقدَّر الزيادة المرتقبة في الطلب على الكهرباء من المراكز التقليدية وتلك المخصصة للذكاء الاصطناعي، إلى جانب مصانع الرقائق الإلكترونية، بنحو 177 تيراواط/ساعة بين عامي 2023 و2030.
وهذا يعني ارتفاع إجمالي الاستهلاك في الولايات المتحدة إلى 307 تيراواط/ساعة، وهو ما يتطلب قدرة توليد تصل إلى 134 غيغاواط وفق المشروعات المعلنة.
أمّا في الصين، ثاني أكبر سوق لمراكز البيانات بعد الولايات المتحدة، فتعتمد على الفحم ومصادر الطاقة المتجددة، بينما يبقى دور توربينات الغاز في تشغيل مراكز البيانات محدودًا.

وفي هذا الصدد، قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، في إحدى حلقات برنامج "أنسيات الطاقة" عبر منصة "إكس"، إن ارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء، الناتج عن مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، دفع الحكومات والشركات لبناء محطات جديدة لمجاراة هذا الطلب.
ورغم التوقعات السابقة بأن الغاز سيكون المستفيد الأكبر من طفرة الطلب، اصطدم العالم بواقع مفاجئ يكمن في أن شركات تصنيع توربينات الغاز بلغت أقصى طاقتها الإنتاجية، ولم تعد قادرة على تلبية الطلبات الجديدة قبل 3 سنوات على الأقل.
وسيجبر هذا العجز بعض الدول على الاعتماد على المحطات العاملة بالفحم والنفط، ما يعني زيادة الطلب عليهما خلال السنوات المقبلة، خلافًا لتوقعات وكالة الطاقة الدولية، وربما إلى الاتجاه لاستعمال المولدات الخاصة العاملة بالديزل وزيت الوقود وغيرها.
سد الفجوة بين الطلب على توربينات الغاز والمعروض
أشارت ريستاد إنرجي إلى أنه مع ارتفاع الطلب على توربينات الغاز، أدت قيود إمدادات المكونات الأساسية نتيجة تمركز الموردين الفرعيين إلى صعوبة تعزيز الطاقة الإنتاجية للشركات المصنّعة.
فقد تجاوزت مدة التسليم المعتادة عامين للتوربينات الصغيرة، وامتدت إلى 3 أعوام للتوربينات الأكبر، بينما يحتاج بناء محطات الدورة المركبة إلى أكثر من 5 سنوات.
وحاليًا، تتسابق الشركات المصنّعة لرفع قدرة التصنيع إلى نحو 97 غيغاواط بحلول 2028، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وستقود الولايات المتحدة هذا التوسع، إذ تستعد لزيادة قدرتها الإنتاجية بأكثر من 50% من 23 إلى 35 غيغاواط، تليها أوروبا والشرق الأوسط، وسيمتد هذا التوسع إلى استثمارات ضخمة في تصنيع المكونات والمواد.
في المقابل، تتحرك الصين نحو تعزيز الاكتفاء الذاتي عبر دعم شركاتها الوطنية التي بدأت تزاحم المنافسين العالميين مستفيدةً من سياسات محلية وأوقات تسليم أقصر، لا تتجاوز 12-18 شهرًا، مقارنة بالمدد الطويلة التي تتطلبها الشركات العالمية، ومع تراجع الطلب المحلي، قد تتجه هذه الشركات نحو أسواق التصدير.

الغاز ومزيج الكهرباء العالمي
أكد التقرير دور الغاز في مزيج الكهرباء العالمي، إذ يسهم بأكثر من 22% من إجمالي توليد الكهرباء العالمي هذا العام، معظمه عبر توربينات الغاز.
وعلى مدى العقد المقبل، من المتوقع أن ترتفع قدرة التوليد العاملة بالغاز بمقدار 423 غيغاواط، ووصول القدرة المركبة لمحطات الكهرباء العاملة بالغاز عالميًا إلى 2.501 تيراواط بحلول 2030، أي زيادة بنسبة 13% عن المستويات الحالية.
كما يُتوقع أن ينمو إنتاج الكهرباء بالغاز بمعدل سنوي مركب يبلغ 1.5% حتى عام 2035، وسيقود الطلب 3 مناطق رئيسة: آسيا، وأميركا الشمالية، والشرق الأوسط.
وحدّد التقرير 3 عوامل ستُبقي حصة توليد الكهرباء بالغاز فوق 20% حتى عام 2030:
- وفرة الإمدادات المحلية وارتفاع الطلب.
- التحول من الفحم إلى الغاز لخفض انبعاثات قطاع الكهرباء.
- نمو مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
موضوعات متعلقة..
- الجزائر تبحث توطين صناعة التوربينات الغازية مع شركة عالمية
- بعد صفقة السعودية.. تسليم توربينات الغاز الأميركية يصل إلى 7 سنوات
- سوق توربينات الغاز تهدد طفرة مراكز البيانات.. والهيدروجين قد يكون حلًا
اقرأ أيضًا..
- واردات الكويت من الغاز المسال تنخفض 6%.. دولتان عربيتان ضمن المصدرين
- صادرات الجزائر من الغاز المسال تنخفض 18%.. وخبير يرصد 3 أسباب
- صادرات سلطنة عمان من الغاز المسال تنخفض.. ما السبب؟
المصدر: