حقل نهر بن عمر العراقي.. 6 تريليونات قدم مكعبة من الغاز تدعم حلم الاكتفاء الذاتي
أحمد بدر

يعلّق العراق كثيرًا من الآمال على حقل نهر بن عمر، ذي الاحتياطيات العملاقة من النفط والغاز، إذ بإمكان إنتاجه -بعد الانتهاء بالكامل من جهود تطويره- أن يُسهم بقوة في تحقيق خطوة الاكتفاء الذاتي التي طال انتظارها.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) جهود تطوير قطاع النفط والغاز في العراق، فإن الحقل الواقع في محافظة البصرة جنوبي البلاد يمثّل أهمية إستراتيجية كبيرة، وذلك بفضل موقعه الجغرافي واحتياطياته الضخمة.
كما يمثّل حقل نهر بن عمر للنفط والغاز ركيزة أساسية في جهود العراق، لتعزيز إنتاجه الطاقوي وتقليل اعتماده على الاستيراد، إذ إنه منذ اكتشافه تطورت عمليات استغلاله تدريجيًا، معتمدةً على تقنيات حديثة واستثمارات ضخمة لتحقيق الاستفادة القصوى من موارده.
في هذا التقرير، تسلط "الطاقة" الضوء على حقل نهر بن عمر من زوايا عديدة، وهي:
- تاريخ اكتشاف الحقل وأبرز المعلومات عنه.
- احتياطيات الحقل وحجم إنتاجه.
- مراحل تطوير حقل نهر بن عمر.
- استعراض أبرز البيانات والأرقام المرتبطة بالحقل.
وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن الملف معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل نهر بن عمر
تشير المعلومات عن حقل نهر بن عمر للنفط والغاز في العراق، إلى أنه اكتشف للمرة الأولى خلال عام 1948، في محافظة البصرة بالقرب من شط العرب، في قرية نهر عمر، الواقعة على بعد 25 كيلومترًا شمال مدينة البصرة.
ويقع الحقل في الحوض الغائر لنطاق وادي الرافدين، إذ ظل لمدة طويلة يُعتقد أنه جزء من حقل مجنون النفطي العملاق في العراق، في حين لم تثمر جهود تطويره إنتاجًا حقيقيًا إلا في عام 2008، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويبلغ طول الحقل نحو 25 كيلومترًا، في حين يبلغ عرضه نحو 12 كيلومترًا، وتبلغ مساحته الإجمالية قرابة 300 كيلومتر، كما يحتوي على 3 مكامن، وهي اليمامة والزبير والمشرف، وهو ذو تركيب تحدّبي بيضاوي الشكل.

خلال عام 2018، كان حقل نهر بن عمر ينتج نحو 40 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، بالإضافة إلى 25 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز، ولكن هذا الإنتاج لم يدم بسبب تخفيضه جراء انبعاث غازات ملوثة للبيئة منه.
ويُعرف الحقل بجيولوجيته الفريدة، إذ يتضمن تشكيلات غنية بالهيدروكربونات، الأمر الذي يجعله محط اهتمام كبير على مدى العقود الماضية، وما زالت عمليات تطويره مستمرة حتى الآن، إذ تجري على مدد متفاوتة، بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية التي واجهتها بغداد.
احتياطيات حقل نهر بن عمر
تُقدّر احتياطيات حقل نهر بن عمر بأكثر من مليار برميل من النفط الخام، بالإضافة إلى كميات ضخمة من الغاز الطبيعي، تُقدّر بنحو 5 تريليونات قدم مكعبة قياسية، وهو ما يضعه ضمن قائمة الحقول العملاقة في البلاد.
وعلى الرغم من ذلك، تشير تقديرات أخرى غير رسمية إلى أن الاحتياطيات الموجودة في الحقل تصل إلى نحو 3 مليارات برميل من النفط الخام، ولكنه ما يزال يوفّر فرصة لتعزيز إمدادات الطاقة في العراق، وتحقيق الاستقلال الطاقوي.
في الوقت الحالي، ينتج حقل نهر بن عمر أكثر من 300 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى أن التقديرات تشير إلى اقتراب إنتاجه من إنتاج حقل مجنون النفطي منذ عام 2023، وفق إحصاءات إنتاج النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
بالإضافة إلى ذلك، يُسهم حقل نهر بن عمر في ما يصل إلى 10% من إنتاج العراق من الوقود، وهو ما يُسهم في خفض الاعتماد على الغاز المستورد بنسبة 25%، ويدعم جهود تحقيق النمو الاقتصادي وخفض تكلفة التشغيل بقطاع الطاقة.
مراحل تطوير حقل نهر بن عمر
شهدت مراحل تطوير حقل نهر بن عمر للنفط والغاز في العراق مراحل عديدة، وأبرزها المرحلة الأولى التي ركزت على استكشاف الحقل وإنشاء بنيته التحتية الأساسية خلال مرحلة السبعينيات من القرن الماضي.
أما المرحلة الثانية من التطوير فقد أسهمت في توفير بغداد ما يصل إلى 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، في وقت تستورد فيه البلاد كميات ضخمة من الغاز الإيراني، وهو ما عزّز من آمال إمكان تحقيق استقلال الطاقة في العراق.
وكثيرًا ما تضغط إيران على العراق للحصول على دفعات من مستحقاتها عن طريق قطع إمدادات الغاز، وهو ما يضع بغداد في أزمة كبيرة مع الاضطرار إلى قطع الكهرباء عن كثير من المدن والقطاعات الحيوية والمهمة في البلاد.
ويبلغ حجم الاستثمارات الحالي في مشروعات تطوير حقل نهر بن عمر نحو 3 مليارات دولار، إذ تهدف وزارة النفط العراقية من هذه الاستثمارات إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز، والتحوّل في وقت لاحق إلى التصدير.
يُشار إلى أن وزارة النفط العراقية كانت قد أعلنت في مطلع عام 2024، توقيع عقد لاستثمار الغاز وتطويره ومعالجته من حقل نهر بن عمر، بطاقة 150 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، قابلة لإضافة 150 مليون قدم أخرى للمرحلة الثانية في الحقل.

وأقرّ مجلس الوزراء العراقي، في 7 يناير/كانون الثاني 2024، تنفيذ مشروع تطوير غاز حقل نهر بن عمر، وفق مبدأ البناء والتملُّك والتشغيل ونقل الملكية "بوت" لمدة 15 عامًا، وذلك بعد تاريخ التشغيل التجاري، عقب الموافقة على توقيع شركة غاز الجنوب، اتفاقية مع شركة غاز الحلفاية.
ويُعد المشروع متكاملًا، إذ يشمل تجميع الغاز وكبسه ومعالجته واستخراج غاز النفط المسال، كما يتضمن إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز إلى محطات الطاقة العراقية، بجانب بناء منصة بحرية في ميناء أم القصر لتصدير الغاز المسال إلى الأسواق العالمية.
نرشح لكم..
اقرأ أيضًا..
- حقول النفط والغاز في الجزائر.. ملف خاص عن الاحتياطيات الضخمة والإنتاج
- حقول النفط والغاز في الإمارات.. أرقام الاحتياطيات والإنتاج (ملف خاص)
- حقول النفط والغاز في السعودية.. قصص الاكتشافات والاحتياطيات الضخمة (ملف خاص)
المصادر..
- تقرير عن التركيب الجيولوجي ومكامن النفط في الحقل من مجلة البصرة للعلوم
- بيان عن مراحل تطوير حقل نهر بن عمر من وزارة النفط العراقية
- تقرير عن حجم احتياطيات حقل النفط والغاز من "غلوبال إنرجي مونيتور"
- تقرير يتضمن معلومات عن الحقل من منصة "أوفشور تكنولوجي"