الغاز المسال الأميركي قد يشعل الحرب التجارية مع الصين مجددًا.. ما القصة؟
بعد قرار بكين
حياة حسين

أجرت وزارة التجارة في واشنطن تعديلات على بنود قرار يتعلق بتصدير الغاز المسال الأميركي ومشغلي المركبات أجنبية الصنع، قبل دخول قرار فرض رسوم صينية على السفن حيز التنفيذ الأسبوع الجاري.
وقالت الصين إن السفن التي تملكها أو تشغلها شركات وأفراد أميركيون أو تلك التي بُنيت في الولايات المتحدة أو التي ترفع العلم الأميركي ستواجه رسوم موانٍ إضافية على كل رحلة ابتداء من 14 أكتوبر/تشرين الأول.
ويتردد أن واشنطن تفرض على السفن المملوكة أو المشغلة من كيان صيني رسومًا تبلغ 50 دولارًا على الطن، وهو ما يُعَد أول إشارات اشتعال الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم مجددًا.
وأعلن مكتب الممثل التجاري الأميركي، يوم الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول، أنه سيُعدل بعض الرسوم البحرية المُتعلقة بناقلات المركبات الأجنبية الصنع وسفن الغاز المسال الأميركي.
وأشار مكتب الممثل التجاري، في بيان، إلى أن الرسوم المفروضة على مشغلي ناقلات المركبات الأجنبية الصنع ستبلغ 46 دولارًا أميركيًا للطن، بدءًا من 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
إلغاء بند تعليق صادرات الغاز المسال الأميركي
خفّضت واشنطن الرسوم المفروضة على ناقلات المركبات الأجنبية، من 150 دولارًا للطن، التي كانت مُقترحة في شهر أبريل/نيسان 2025، والتي عدّها القطاع مرتفعة للغاية، إلى 46 دولارًا للطن.
وعلى الرغم من هذا التخفيض؛ فإنه يعد أكبر من 3 أضعاف الرقم السابق البالغ 14 دولارًا للطن، والذي كان قد اقتُرِح في 12 يونيو/حزيران الماضي.
وألغى مكتب الممثل التجاري بندًا يسمح بتعليق تراخيص تصدير الغاز المسال الأميركي، حال عدم الالتزام ببعض القيود المفروضة على استعمال السفن الأجنبية الصنع، ويُطبق بأثر رجعي حتى 17 أبريل/نيسان الماضي.
وأضاف المكتب استثناءً من الرسوم لبعض ناقلات الإيثان وغاز النفط المسال بموجب اتفاقيات استئجار طويلة الأجل.
جاءت هذه الخطوة بعد وقت قصير -خلال اليوم نفسه- الذي ردّت فيه بكين على رسوم المواني الأميركية التي دخلت حيز التنفيذ يوم الأربعاء 8 أكتوبر/تشرين الأول 2025 على السفن التي تصنعها أو تملكها أو تشغلها الصين.
وقالت الصين إنها ستفرض رسومًا على رسو السفن التي تُبنى أو ترفع علم الولايات المتحدة، أو المملوكة لشركات تمتلك صناديق استثمار أميركية ما لا يقل عن 25% من أسهمها أو مقاعد مجلس إدارتها.
وأعلن مكتب الممثل التجاري أنه سيفرض رسومًا جمركية بنسبة 100% على بعض رافعات الشحن من الصين إلى الشاطئ، وبعض معدات مناولة البضائع، بما في ذلك الهياكل متعددة الوسائط للشاحنات التي تنقل الحاويات.

مكافحة الهيمنة الصينية
اقترح مكتب الممثل التجاري الأميركي في فبراير/شباط 2025 إجراءات لمواجهة هيمنة الصين البحرية المتزايدة واستعادة صناعة بناء السفن الأميركية.
غير أن السلطات المعنية خفّفت من المقترحات الأصلية بنسبة كبيرة وسط ضغوط من قطاع الصناعة، الذي وصفها بأنها عقابية للغاية، وقال إنها كانت ستخنق انتعاش صناعة بناء السفن الأميركية.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أصدر ممثل التجارة في الولايات المتحدة قرارًا يفرض تصدير 1% من الغاز المسال الأميركي على متن سفن مُصنّعة محليًا، بدءًا من عام 2029، تزيد إلى 15% في 2047، وهو القرار الذي وصفه البعض بأنه خيالي، نظرًا إلى الوقت الطويل الذي يستغرقه بناء سفينة، كما أن تكلفته ستكون مرتفعة.
وقالت المحللة الرئيسة لقطاع شحن الغاز في شركة "دروري" براتيكشا نغاي، إن تكلفة شحن الغاز المسال الأميركي إلى أوروبا، حاليًا، أعلى من المصادر الأخرى مثل قطر أو أفريقيا؛ بسبب بُعد المسافات.
ويعني ذلك أن قرار بناء سفن لنقل الغاز المسال الأميركي محليًا سيرفع التكلفة بصورة دراماتيكية؛ ما يزيد الأسعار الحالية، ويؤثّر سلبًا في الجدوى الاقتصادية للمشروعات.
وأضافت أن خطة تصدير الغاز المسال الأميركي إلى آسيا أيضًا ستواجه تحديًا في أسواق تتّسم بحساسيتها للأسعار المرتفعة.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن ينخفض الطلب الأوروبي على الغاز المسال بعد عام 2032-2033، ما يحثّ أميركا على التوجه إلى آسيا.
موضوعات متعلقة..
- أميركا تستعين بالغاز المسال الكندي لزيادة صادراتها العالمية.. صفقة جديدة
- مسؤول: الغاز المسال الروسي أكثر تنافسية من قطر وأميركا
- محطات تصدير الغاز المسال في أميركا.. معلومات وأرقام
اقرأ أيضًا..
- تطوير الخزانات النفطية يشهد تقنية مصرية تخفض المخاطر الاقتصادية
- ترسية عقد محطة طاقة شمسية عملاقة في الإمارات.. توفر الكهرباء لـ160 ألف منزل
- حقل الصبة.. 100 مليون برميل نفط يطوّرها العراق
المصدر: