الطلب على وقود الطيران المستدام قد يقفز 8 مرات.. وهذه خريطة المناطق

يتجه الطلب على وقود الطيران المستدام للنمو حتى عام 2030، بقيادة عدد محدود من الأسواق الغربية والآسيوية المتبنية له.

وتوقع تقرير دولي حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- ارتفاع استهلاك وقود الطائرات المستدام بمقدار 8 مرات، ليصعد من مليار لتر فقط عام 2024، إلى 9 مليارات لتر عام 2030.

ورغم ضخامة تقديرات نمو الطلب على وقود الطيران المستدام بحلول نهاية العقد، فلن يشكّل سوى 2% من إجمالي الطلب على وقود الطيران عالميًا، حسب سيناريو الحالة الأساسية لوكالة الطاقة الدولية.

وأوضح التقرير الصادر عن وكالة الطاقة أن معظم النمو المتوقع في الطلب سيأتي من أسواق محددة بقيادة الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية.

على الجانب الآخر، لن يمثّل الكيروسين الاصطناعي (E-kerosene) سوى 5% من إجمالي إنتاج وقود الطيران المستدام بحلول عام 2030، نظرًا إلى أن أوروبا وحدها هي التي تُلزم شركات الطيران باستعماله بنسب معينة.

الطلب على وقود الطيران المستدام في أوروبا

رغم أن الطلب على وقود الطيران المستدام قد يتضاعف 8 مرات بحلول عام 2030، فإن هذه التوقعات لم تشهد تغييرًا منذ العام الماضي، نظرًا إلى عدم تطبيق أي سياسات جديدة من شأنها تحفيز الطلب على هذا الوقود أكثر من ذلك.

ومن المتوقع أن تقود أوروبا نشر هذا الوقود، إذ يستهدف الاتحاد الأوروبي مزجه بنسبة 6% في وقود الطيران بحلول عام 2030، بموجب تشريعات (ReFuelEU) الخاصة بصناعة الطيران، في حين تلزم المملكة المتحدة الشركات بمزجه بنسبة 10% بحلول هذا التاريخ.

ورغم أن أهداف هذا الوقود في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تشمل الوقود الاصطناعي، فلم تتخذ أي قرارات استثمار نهائية على نطاق تجاري حتى سبتمبر/أيلول 2025.

ودفع الجمود وكالة الطاقة الدولية إلى خفض توقعاتها للكيروسين الاصطناعي بنسبة 30%، مع الأخذ في الحسبان أن الامتثال الكامل لمتطلبات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة يستلزم بناء 15 مصنعًا متوسط الحجم بحلول عام 2030.

والكيروسين الاصطناعي هو أحد أنواع الوقود المتجدد، ويُستخلص من ثاني أكسيد الكربون الملتقط من الهواء باستعمال مصادر كهرباء متجددة، وهو مطابق من ناحية المواصفات الكيميائية للكيروسين التقليدي المستعمل في قطاع الطيران تاريخيًا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتبلغ سعة المشروعات المعلنة -حاليًا- لإنتاج الكيروسين الاصطناعي في المنطقتَيْن قرابة 2.4 مليار لتر، ما يزيد 3 مرات على المطلوب لتحقيق أهداف الاتحاد والمملكة بحلول نهاية العقد، لكن هذه المشروعات لم تحصل أي قرار استثمار نهائي حتى الآن.

الطلب على وقود الطيران المستدام في أميركا

من المتوقع ارتفاع الطلب على وقود الطيران المستدام في أميركا الشمالية إلى 3 مليارات لتر بحلول عام 2030، وهو رقم لا يشكّل سوى 2% من إجمالي استهلاك وقود الطائرات في الولايات المتحدة، على سبيل المثال.

وما يزال معظم الإنتاج والاستهلاك في أميركا الشمالية متركزًا في الولايات المتحدة، في حين تُسهم كندا بنسبة ضئيلة جدًا، بحسب خرائط الانتشار التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

ويأتي إسهام كندا المحدود من مقاطعة بريتيش كولومبيا -أقصى غرب البلاد- التي حدّدت أهدافًا ملزمة لخفض انبعاثات وقود الطيران بنسبة 10% بحلول عام 2030.

وكانت مشروعات إنتاج هذا النوع من الوقود في الولايات المتحدة تحصل على ائتمان ضريبي سخي في عهد الرئيس جو بايدن بموجب قانون خفض التضخم المقرّ أغسطس/آب 2022، لكن إدارة دونالد ترمب أصدرت قانونًا آخر في يوليو/تموز 2025، ألغت فيه بعض الحوافز، وقلصت بعضها إلى حد كبير ويُعرف باسم "القانون الكبير الجميل".

وبموجب القانون مدد الائتمان الضريبي الممنوح لإنتاج وقود الطائرات المستدام حتى عام 2029، لكنه خفّض القيمة القصوى التي يمكن الحصول عليها من 0.46 دولارًا إلى 0.26 دولارًا لكل لتر بداية من عام 2026.

ورغم ذلك لم تغيّر وكالة الطاقة توقعاتها للطلب في الولايات المتحدة عن السنوات السابقة التي كانت تقديراتها متحفظة بالأصل، وافترضت عدم توفر ائتمان فيدرالي بعد عام 2027.

أما على المدى القصير فمن المتوقع تضاعف الطلب على وقود الطيران المستدام في أميركا خلال عام 2025، مدفوعة باستفادة المنتجين من السنة الأخيرة لائتمانات الحد الأقصى.

توقعات الطلب في اليابان وكوريا الجنوبية

خارج أوروبا والولايات المتحدة، تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب على وقود الطيران المستدام في اليابان وكوريا الجنوبية بمقدار مليار لتر بحلول عام 2030.

ويرجع ذلك إلى أهداف مزج الوقود الحيوي في اليابان بنسبة 10% بحلول عام 2030، وأهداف المزج بنسبة 1% في كوريا الجنوبية بحلول عام 2027.

وبدأ مشروعان جديدان إنتاج وقود الطائرات المستدام في اليابان أوائل عام 2025، كما يتوقع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي بشأن منشأة جديدة في مصفاة توكوياما، بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 400 مليون لتر خلال الأشهر المقبلة، ما سيزيد الطاقة الإنتاجية للبلاد أكثر من 4 مرات.

وإذا طبّقت الهند وإندونيسيا وتايلاند وماليزيا السياسات اللازمة لتحقيق أهدافها المعلنة، فمن المتوقع نمو الطلب على هذا الوقود في جنوب شرق آسيا بمقدار 3 مليارات لتر بحلول عام 2030.

موضوعات متعلقة..

• قدرة إنتاج وقود الطيران المستدام في أميركا تشهد قفزة هائلة
  إنتاج وقود الطيران المستدام في اليابان يحقّق إنجازًا لأول مرة
  التوسع في وقود الطيران المستدام يهدد المحاصيل الزراعية وتوافر المياه (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• ممثل العراق في أوبك: طاقتنا الإنتاجية تقترب من 6 ملايين برميل نفط يوميًا (حوار)
• ماذا يحدث لشركات توربينات الرياح؟.. إفلاس وتسريح عمال بأعداد ضخمة
• شحنة غاز مسال نادرة إلى مصر.. ما مصدرها؟

المصدر:

توقعات الطلب على وقود الطيران المستدام بالمناطق، من وكالة الطاقة الدولية.