أخبار النفطرئيسيةنفط

صادرات النفط الإيراني إلى مصافي "أباريق الشاي" تنخفض 46%

أسماء السعداوي

يتوقّع مراقبون أن تشهد صادرات النفط الإيراني إلى مصافي النفط المستقلة في الصين هبوطًا حادًا خلال شهر سبتمبر/أيلول (2025).

إذ من المتوقع أن تنخفض الشحنات بنسبة 46% بالمقارنة بشهر أغسطس/آب السابق، وأيضًا عن متوسط أول 8 أشهر من هذا العام، وفق بيانات حديثة رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

ويرجع الانهيار المتوقع إلى استنفاد حصص الاستيراد داخل المصافي المعروفة باسم "أباريق الشاي"، علاوة على انخفاض الطلب المحلي في الصين.

يأتي ذلك وسط احتدام حدة الحرب التجارية بين بكين وواشنطن، وإدراج محطة استيراد ومصفاة صينيتين على أحدث قائمة للعقوبات الأميركية على النفط الإيراني قبل أيام.

صادرات النفط الإيراني إلى مصافي الصين المستقلة

من المتوقع أن تنخفض صادرات النفط الإيراني إلى مصافي الصين المستقلة خلال شهر سبتمبر/أيلول إلى نحو مليون برميل يوميًا.

يمثل ذلك انخفاضًا بنسبة 46% بالمقارنة بصادرات أغسطس/آب (2025) عندما استوردت تلك المصافي 1.86 مليون برميل يوميًا.

كما تنخفض الصادرات المتوقعة خلال الشهر التاسع عن متوسط أول 8 أشهر في هذا العام والبالغة 1.37 مليون برميل يوميًا.

يُشار هنا إلى صادرات النفط الإيراني إلى مصافي الصين المستقلة خلال المدة بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب (2025) تزيد بنسبة 19% على أساس سنوي.

عامل داخل مصفاة يانشان الصينية
عامل داخل مصفاة يانشان الصينية - الصورة من وكالة بلومبرغ

ولا تُدرج الجمارك الصينية النفط الإيراني على قوائمها، كما تعُد شركة النفط الوطنية الإيرانية تلك البيانات سرية، إلا أنه يُعتقد أن تلك المشتريات الحساسة تصل إلى الصين في صورة شحنات أغلبها ذات أصل ماليزي أو إندونيسي وتُنقَل بين السفن قبالة سواحل جنوب شرق آسيا.

وأرجع مسؤولون مطّلعون انخفاض صادرات النفط الإيراني إلى استنفاد حصص الاستيراد الإلزامية لدى مصافي الصين المستقلة.

إذ وزعت الكثير من تلك المصافي حصصها لهذا العام على مدار 11 شهرًا من دورتها التشغيلية السنوية، ولذلك من المتوقع أن تواجه نقصًا في الإمدادات خلال شهر على الأقل.

وبدلًا من الاستيراد، قد تضطر تلك المصافي (الموجودة أغلبها على السواحل الشرقية للصين) إلى خفض الإنتاج والبحث عن مواد أولية بديلة مثل زيت الوقود أو شراء إنتاج حقول النفط المحلية.

وبالفعل، رصدت منصة الطاقة المتخصصة في 9 سبتمبر/أيلول الماضي مطالبة مصافي النفط المستقلة في الصين للحكومة لإصدار حصص إضافية بعد استعمال معظم كل حصص الاستيراد خلال 2025.

وحددت بكين حصة استيراد الشركات غير الحكومية خلال العام الجاري (2025) عند 257 مليون طن من 243 مليون طن في 2024.

أسعار النفط الإيراني والفنزويلي

تسبب تراجع الطلب على النفط الإيراني في انخفاض أسعاره خلال الأسابيع الأخيرة، كما امتد الهبوط السعري ليطول النفط الفنزويلي أيضًا.

يوضح ذلك أحد تجار النفط ومقره تشينغداو الصينية بقوله إنه من السهل خفض الأسعار عندما يكون عدد المشترين الحقيقيين محدودًا مع وفرة المعروض.

ويُعرض الخام الإيراني الخفيف بسعر يقل بمقدار 6 إلى 6.5 دولارًا للبرميل عن العقود الآجلة لخام برنت المرجعي وذلك على أساس التسليم على متن السفينة في ميناء شاندونغ.

يمثل ذلك السعر انخفاضًا بمقدار 50 سنتًا على الأقل من أسعار النفط الإيراني في مطلع سبتمبر/أيلول السابق.

وبالنسبة للخام الإيراني الثقيل، فقد جرى تداوله بخصم يتراوح بين 8 و8.5 دولارًا على أساس التسليم على متن السفينة في الميناء المذكور.

وفي السياق نفسه، تراجع سعر خام ميري الفنزويلي ليتراوح مقدار الخصم بين 7.5 و8 دولارات عن خام برنت.

العقوبات على النفط الإيراني

وقعت مصفاة تكرير مستقلة ومحطة لاستيراد النفط في الصين ضحيتين للعقوبات الأميركية الأحدث على مستوردي النفط الإيراني والتي شملت 100 فرد وكيان وناقلة.

والمصفاة التابعة لشركة "شاندونغ جينتشنغ" للبتروكيماويات (Shandong Jincheng) متهمة بشراء ملايين البراميل من النفط الإيراني الخاضع للعقوبات، وذلك منذ عام 2023.

أما المحطة وهي "ريتشاو شيهوا" (Rizhao Shihua) فقد استقبلت 11 ناقلة من أسطول الظل المتهرب من العقوبات.

يُشار هنا إلى أن شركة تابعة لسينوبك الصينية (Sinopec) تمتلك نصف أسهم المحطة، وتحصل العملاقة المملوكة للدولة على خُمس وارداتها النفطية من خلال المحطة.

وتسعى واشنطن إلى تجفيف منابع تمويل الحكومة الإيرانية المتهمة بتطوير برنامج نووي وصاروخي ودعم وكلائها المسلحين في الشرق الأوسط.

ومن جانبها، تعارض الولايات المتحدة الإجراءات بوصفها عقوبات أحادية غير مشروعة، داعيةً واشنطن إلى التوقف عن التدخل وتقويض العلاقات التجارية والاقتصادية "الطبيعية" بين الصين وإيران.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. توقعات بانخفاض صادرات النفط الإيراني إلى مصافي النفط المستقلة بالصين من "إس آند بي غلوبال"
  2. عقوبات على مصفاة صينية ومحطة استيراد بسبب النفط الإيراني من وكالة رويترز
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق