
مع اقتراب دخول سفينة إعادة التغويز الأردنية للخدمة، بحلول شهر سبتمبر/أيلول 2026، تشهد المملكة تقدمًا ملموسًا في أحد أهم مشروعاتها الإستراتيجية بقطاع الطاقة، التي تأتي ضمن خطة شاملة لتعزيز أمن التزود بالغاز المسال وتطوير منظومة الطاقة الوطنية.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يأتي المشروع ضمن الجهود الحكومية المستمرة لضمان استدامة إمدادات الغاز اللازمة لتوليد الكهرباء والصناعات الحيوية، وتقليل تكاليف الإنتاج، مع الحفاظ على جاهزية البنية التحتية لاستقبال الغاز دون انقطاع.
وخلال زيارة ميدانية إلى العقبة، تفقّد وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، موقع المشروع، مؤكدًا أن سفينة إعادة التغويز الأردنية تمثّل ركيزة رئيسة في تحقيق أمن الطاقة الوطني وتنوع مصادرها، بما يواكب احتياجات المملكة المستقبلية.
ويُتوقع أن يُسهِم دخول السفينة إلى الخدمة في تعزيز مرونة النظام الكهربائي، ورفع كفاءة تشغيل محطات التوليد، ودعم خطط التحول التدريجي نحو الاعتماد على الغاز الطبيعي بوصفه مصدرًا أنظف وأكثر استدامة للطاقة في الأردن.
ميناء الشيخ صباح الأحمد للغاز المسال
يُعد ميناء الشيخ صباح الأحمد للغاز المسال في العقبة القلب النابض لمشروع سفينة إعادة التغويز الأردنية؛ إذ يخضع حاليًا لأعمال تطوير واسعة بإشراف شركة تطوير العقبة وبالتعاون مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية وشركة الكهرباء الوطنية.
ويتضمّن المشروع إنشاء وحدة تغويز شاطئية (ORU) بقدرة تصل إلى 700 مليون قدم مكعبة يوميًا، إضافة إلى استبدال وحدة التخزين والتغييز العائمة الحالية (FSRU) بوحدة تخزين جديدة (FSU) تواكب المعايير الحديثة في الأمان والكفاءة التشغيلية.
وخلال اجتماع موسع في موقع المشروع، ناقش الوزير الخرابشة مع المقاول ومستشار المشروع ومدير المشروع المهندس عمر البدور، من شركة تطوير العقبة أبرز المستجدات والتحديات المتعلقة بسير العمل وخطط الإنجاز ضمن الجداول الزمنية المحددة.

وأكد الحضور أن الأعمال التنفيذية تسير وفق الخطة الموضوعة، تمهيدًا لبدء التشغيل الكامل في سبتمبر/أيلول 2026، وهو ما يمثّل نقطة تحول في إدارة واردات الغاز الطبيعي وتخزينه وتغويزه داخل المملكة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويُموَّل تطوير الميناء عبر قرضين ميسّرين؛ الأول من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بقيمة 18.2 مليون دينار (59.7 مليون دولار) والثاني من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بقيمة 21 مليون دينار كويتي (68.8 مليون دولار).
وأحيل عطاء تنفيذ سفينة إعادة التغويز الأردنية إلى ائتلاف شركتي "إيه بي جي إنترناشيونال" و"سي إي سي سي"، بقيمة 125 مليون دولار أميركي، على أن تُستكمل الأعمال خلال 22 شهرًا من بدء التنفيذ.
في 5 سبتمبر/أيلول 2024، أُبرم عقد استئجار وحدة التخزين العائمة الجديدة (FSU) بين شركة الكهرباء الوطنية وشركة "بي دبليو إل إن جي" لمدة 10 سنوات تنتهي بالتملك، في خطوة تمهد لتشغيل سفينة إعادة التغويز الأردنية رسميًا عام 2026 ضمن منظومة طاقة متكاملة ومستدامة.
تعزيز أمن الطاقة وتنوع الإمدادات
تُجسِّد سفينة إعادة التغويز الأردنية جزءًا من رؤية المملكة لتقوية منظومة الطاقة وضمان مرونتها في مواجهة أي اضطرابات إقليمية أو تحديات في الإمدادات. ويسهم المشروع في تأمين الغاز اللازم لمحطات التوليد الرئيسة والصناعات الوطنية الكبرى.
ومن شأن هذا المشروع أن يعزز من مكانة الأردن بوصفه مركزًا إقليميًا لاستقبال وتوزيع الغاز الطبيعي المسال في المنطقة، مستفيدًا من موقعه الإستراتيجي على البحر الأحمر، وبنيته التحتية المتطورة في العقبة.
كما من شأن تشغيل سفينة إعادة التغويز الأردنية أن يقلل الاعتماد على أنماط الإمداد التقليدية، ويوفر خيارًا مرنًا لتغطية الطلب المتزايد على الغاز، خاصة في أوقات الذروة أو عند انقطاع الإمدادات من المصادر الخارجية.

ويُتوقع أن تنعكس نتائج المشروع إيجابًا على فاتورة الطاقة الوطنية، عبر خفض تكاليف التوليد وتحسين الكفاءة التشغيلية للمحطات الكهربائية، مع تعزيز الاعتماد على الغاز بوصفه مصدرًا نظيفًا للطاقة.
ومن خلال التعاون بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والشركاء الإقليميين، تمضي المملكة بخطى ثابتة نحو تحقيق الاستقلالية في مجال الطاقة وتطوير حلول مبتكرة للأمن الطاقي.
ويُعد مشروع سفينة إعادة التغويز الأردنية أحد أبرز إنجازات وزارة الطاقة والثروة المعدنية خلال الأعوام الأخيرة؛ لما يحمله من أثر إستراتيجي طويل الأمد في البنية التحتية للطاقة بالمملكة.
ومع دخول سفينة إعادة التغويز الأردنية الخدمة عام 2026، سيكون الأردن قد أتم مرحلة جديدة في رحلته نحو بناء منظومة طاقة آمنة ومرنة ومستدامة تواكب طموحاته التنموية المستقبلية.
موضوعات متعلقة..
- تطورات تعطل سفينة إعادة التغويز المصرية.. وبديل ينقذ الموقف مؤقتًا
- سفن إعادة التغويز تنتشر في 3 دول عربية.. والعراق والمغرب ينضمان قريبًا
- مصر تسابق الزمن لربط سفن التغويز بشبكة الغاز (صور)
اقرأ أيضًا..
- أكبر صفقات النفط في السعودية خلال 9 أشهر.. طفرة بقيادة أديس وأرامكو
- الهيدروجين الأخضر في المغرب.. مسؤول: هذه 3 تحديات وموعد مهم (خاص)
- سفن إعادة التغويز تنتشر في 3 دول عربية.. والعراق والمغرب ينضمان قريبًا
المصدر..