نفطأسعار النفطرئيسية

بعد اتفاق غزة.. أسعار النفط تواجه ضغوطًا قد تدفعها للانخفاض

المعادن النادرة تُشعل حربًا تجارية جديدة بين الصين وأميركا

حياة حسين

تضغط عوامل عديدة على أسعار النفط مؤخرًا، تتصدرها اتفاقية وقف الحرب في غزة، وزيادة الإنتاج من قِبل مجموعة أوبك+، إضافة إلى مخاوف من اشتعال الحرب التجارية الأميركية الصينية، التي انطلقت شرارتها الأولى الأسبوع الماضي؛ بسبب المعادن النادرة.

وكانت التهديدات المتبادلة بين واشنطن وبكين، والقرارات المُعلنة من زعيمي أكبر اقتصادين في العالم؛ سببًا في هبوط الأسعار إلى أدنى مستوى في 5 أشهر، خلال آخر تعاملات الأسبوع أمس الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

وهبطت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم ديسمبر/كانون الأول 2025، بنسبة 3.82% إلى 62.73 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ 5 مايو/أيار 2025، وسجّلت خسائر أسبوعية بنسبة 2.8%.

كما انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بنسبة 4.24% إلى 58.9 دولارًا للبرميل، كما سجلت خسائر أسبوعية بنسبة 3.2%، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأنهى الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) جلسة الخميس 9 أكتوبر/تشرين الأول على تراجع بنسبة 1.5% و1.66% على التوالي، بعد أن وافقت إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطة لإنهاء الحرب في غزة.

فائض الإنتاج يؤثر في أسعار النفط

في فجر يوم الخميس 9 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أُعلن في مصر التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، أي بعد عامين ويومين من بدء الحرب، وذلك بفضل ضغوط مارسها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويقضي الاتفاق، الذي صدّقت عليه حكومة إسرائيل، أمس الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بوقف إطلاق النار، وانسحاب جزئي لتل أبيب من غزة، وإطلاق حماس لكل الرهائن، مقابل مئات المعتقلين الفلسطينيين.

وكانت الحرب في غزة سببًا في هجوم قوات الحوثي الموالية لإيران على السفن المارة بالبحر الأحمر منذ عام 2023 القادمة من دول تؤيد إسرائيل في حربها على غزة.

ويعني وقف الحرب في غزة أن الفائض المتوقع من إنتاج منطقة الشرق الأوسط بسبب استمرار أوبك في زيادة الإنتاج، سيستمر في تدفقه إلى الأسواق، وفق ما قاله المحلل في شركة "إيه إن زد" دانيل هاينس.

وخففت دول أوبك+ -بزيادة الإنتاج في نوفمبر/تشرين الثاني 2025، التي جاءت أقل من المتوقع- من مخاوف فائض المعروض.

وقال محللو "بي إم آي"، في مذكرة بحثية، يوم الجمعة: "لم تُترجم توقعات الأسواق بزيادة حادة في إمدادات النفط الخام إلى انخفاض كبير بالأسعار".

الرئيس الأميركي دونالد ترمب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - الصورة من أكسيوس

المعادن النادرة تثير غضب ترمب

كان من المتوقع أن يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لقاءً مع نظيره الصيني شي جين بينغ، بعد 3 أسابيع في كوريا الجنوبية، لكنه اشتكى على مواقع التواصل الاجتماعي مما وصفه بخطط الصين للهيمنة على الاقتصاد العالمي.

وجاءت تصريحات ترمب عقب قرار صيني يوسّع سيطرتها على صادرات المعادن النادرة، أصدرته الخميس 9 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

وتسيطر الصين على سوق المعادن النادرة، التي تُعَد من المكونات الأساسية للصناعات التكنولوجية.

وتبع ترمب تصريحاته بتهديد يقضي بعدم عقد لقاء نظيره الصيني، وتهديدات بفرض تعرفات جمركية هائلة على السلع الصينية المصدرة لبلاده.

وقال المحلل في بنك "يو بي إس" جيوفاني ستاونوفو: "إن المبيعات التي خفضت أسعار النفط في آخر تعاملات الأسبوع، قادتها المخاطر الناجمة عن تهديدات رئيس أميركا دونالد ترمب للصين، بفرض تعرفات جمركية جديدة على سلعها".

وأضاف رئيس شركة "أويل أسوشيات" أندرو ليبو: "اليوم هناك مجموعة من العوامل تؤثر في أسعار النفط، وكانت تهديدات ترمب برفع هائل للتعرفات على الواردات من الصين أحدثها".

وشرح وجهة نظره قائلًا إن هناك زيادة إنتاج من دول أوبك ومن شمال وجنوب أميركا، إضافة إلى تضاءل المخاوف بشأن إنتاج الشرق الأوسط نتيجة لاتفاق غزة.

من جهة أخرى، يشعر المستثمرون بالقلق أيضًا من أن يؤدي إغلاق الحكومة الأميركية المطول إلى تباطؤ اقتصاد الولايات المتحدة، والإضرار بالطلب على النفط في أكبر مستهلك للخام بالعالم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق