توقعات طاقة الرياح البحرية عالميًا.. سيطرة صينية وأميركا خارج المنافسة (تقرير)
5 دول أوروبية تنافس الصين نسبيًا أبرزها المملكة المتحدة
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

تخطط الصين وأوروبا لتسريع نشر طاقة الرياح البحرية خلال السنوات الـ6 المقبلة، بينما تبدو الولايات المتحدة متأخرة جدًا عن اللحاق، بسبب تغيّر السياسات الفيدرالية.
في هذا السياق، يتوقع تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- وصول قدرة التركيبات البحرية الجديدة إلى 16 غيغاواط عالميًا بحلول نهاية 2025، بفضل المشروعات الجارية التي يُطوَّر 70% منها في الصين.
وتواجه مشروعات طاقة الرياح البحرية في الولايات المتحدة تحديات اقتصادية كبيرة، مع صدور أوامر من إدارة الرئيس دونالد ترمب بإيقاف منح التراخيص، وإلغاء الإعفاءات الضريبية، إضافة إلى ارتفاع التكاليف.
وما زالت الرياح البحرية سوقًا ناشئة وضعيفة جدًا في أميركا على عكس الرياح البرية التي تتصدر المشهد، إذ لم تتجاوز قدرتها العاملة في البلاد 174 ميغاواط حتى مارس/آذار 2025.
وكانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن تخطط لتوطين صناعة الرياح البحرية، ضمن خطط الاستقلال عن سلاسل التوريد الصينية المهيمنة على القطاع عالميًا.
على العكس من ذلك، تفكر إدارة ترمب في الاستقلال بطريقة أخرى عبر مضاعفة موارد النفط والغاز المحلية للبلاد، والتخلّي عن دعم الطاقة المتجددة بصورة واسعة، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
توقعات طاقة الرياح البحرية بحلول 2030
حسب توقعات طاقة الرياح البحرية بحلول 2030، فإن بيئة السياسات غير المواتية في الولايات المتحدة تشير إلى أن المنافسة على طاقة الرياح البحرية عالميًا ستظل محصورة بين الصين وأوروبا على نطاق واسع.
وتتوقع ريستاد إنرجي وصول قدرة الرياح البحرية العالمية إلى 197 غيغاواط بحلول عام 2030، مع استحواذ الصين على 48% منها، بفارق ضخم عن أقرب المنافسين (المملكة المتحدة 17%).
بينما يُتوقَّع وصول حصة ألمانيا إلى 8%، تليها هولندا بـ5%، ثم تايلاند بـ4%، من إجمالي القدرة العالمية بحلول نهاية العقد.
أمّا الولايات المتحدة، فلن تتجاوز حصتها 3%، بالتساوي مع النمسا، بينما يُتوقَّع استحواذ فرنسا على 2% من القدرة، أمّا بقية دول العالم فلن تتجاوز مساهمتها المجمّعة 10%، بحسب بيانات تفصيلية من وحدة أبحاث الطاقة في الرسم التالي:
وتشير توقعات طاقة الرياح البحرية بحلول 2030 إلى أن هذه السوق ستظل محصورة بين عدد محدود لا يتجاوز 8 دول تتركز في آسيا وأوروبا، بينما سيظل انتشارها في بقية المناطق ضعيفًا حتى 2030 على الأقل.
كما توضح البيانات أن السوق الأميركية صارت خارج المنافسة على المدى الطويل، بغضّ النظر عن أيّ تغييرات قد تطرأ على السياسات.
وأدت سياسات ترمب المناهضة للطاقة المتجددة إلى ارتباك مطوري مشروعات طاقة الرياح البحرية في البلاد، مع اضطرار بعضهم إلى تعليق مشروعات قائمة، أو إلغاء خطط مستقبلية طموحة.
ورغم أن هذه السياسات قد تفصل أميركا عن سلاسل التوريد الصينية في مجال الطاقة المتجددة، فإنها ستترك الساحة العالمية لبكين للهيمنة عليها في المديين المتوسط والطويل، كما ستدفع مطوّري طاقة الرياح الأوروبيين بعيدًا عن الاستثمار في أميركا، بحسب كبير الباحثين في ريستاد إنرجي ألكسندر فلوتر.
تحولات استثمارات طاقة الرياح البحرية
بدأت سياسات ترمب تنعكس في السوق، حيث انخفضت استثمارات الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة بنسبة 36% على أساس سنوي خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2025.
بينما شهدت الاستثمارات الأوروبية ارتفاعًا خلال المدة، لكن مع إعادة توجيه الشركات لرأس المال بعيدًا عن الولايات المتحدة، خاصة بعد صدور أوامر وقف العمل في مشروع شركة أورستد الدنماركية في رود أيلاند، ومشروع شركة إكوينور النرويجية في نيويورك.
ورغم حصول شركة أورستد على حكم من قاضٍ فيدرالي بإلغاء قرار وقف مشروعها، فإن استمرار المعارك القانونية قد يخيف الشركات، ويدفعها لتقييم خيارات الاستمرار في بيئة أعمال أميركية أصبحت غير ملائمة.

على الجانب الآخر، أعلنت شركة سينوك الصينية خطة للتوسع بمحفظة مشروعاتها في مجال الطاقة الرياح البحرية، عبر مشروع في مقاطعة هاينان بقدرة 1.5 غيغاواط، من المقرر تشغيله قبل عام 2030.
وحصل المشروع على قرار الاستثمار النهائي، ومن المتوقع أن يكون أول مشروع على نطاق المرافق لشركة سينوك الحكومية المتخصصة في النفط والغاز.
من ناحية أخرى، تواجه أوروبا تحديات كبيرة لبناء سلسلة توريد بديلة لمكونات الرياح البحرية، خاصة مع توسُّع اعتماد شركات التوربينات الغربية على المكونات الصينية منخفضة التكلفة.
وتشير بيانات مجمّعة -حديثًا- عن التوربينات الحاصلة على شهادة (IEC) الشائعة في أوروبا إلى أن 25% من مواقع التصنيع، التي تنتج مكونات رئيسة لشركات تصنيع المعدّات الأصلية الغربية، موجودة في الصين.
موضوعات متعلقة..
- انتكاسة.. عقود طاقة الرياح البحرية تنخفض 70% في 2025
- معركة طاقة الرياح البحرية مع "ترمب".. كيف تهدد صناعة النفط والغاز الأميركية؟ (تقرير)
- طاقة الرياح البحرية في آسيا والمحيط الهادئ تتصدر القدرة العالمية المُركّبة
اقرأ أيضًا..
- مصادر: مفاوضات العراق حول الغاز المسال مع الجزائر وسلطنة عمان تتوقف
- الهيدروجين الأخضر في المغرب.. مسؤول: هذه 3 تحديات و"موعد مهم" (خاص)
- سفن إعادة التغويز تنتشر في 3 دول عربية.. والعراق والمغرب ينضمان قريبًا
المصدر:
توقعات طاقة الرياح البحرية في العالم، من ريستاد إنرجي