
صار مشروع طاقة رياح أسترالي حبرًا على ورق، بعدما تراجعت الشركة المطورة له عن الفكرة لانعدام جدواها الاقتصادية.
ويقع المشروع المطور بوساطة شركة مرفق المياه الأسترالية الحكومية غيبسلاند ووتر (Gippsland Water) في منطقة غيبسلاند بولاية فيكتوريا، وتحديدًا على مشارف منطقة تحوي العديد من مشروعات الطاقة التي تديرها الشركة مثل مشروع طاقة رياح بحرية مقترح سعة 1 غيغاواط جنوب المحيط.
وترتفع تكاليف بناء مشروعات طاقة الرياح في أستراليا بسبب زيادة أسعار المعدّات المستعملَة، نتيجة أسعار الفائدة المرتفعة، إلى جانب صعوبة التمويلات، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتفاقمت مشكلة نقص الاستثمار بطاقة الرياح في أستراليا مع عدم بلوغ أيّ مشروعات جديدة مرحلة الإغلاق المالي خلال الأشهر الـ6 الأولى من عام 2025.
وخلال المدة نفسها، هبط إجمالي الالتزامات المالية الخاصة بمشروعات الرياح في أستراليا إلى 700 مليون دولار فقط، مع الالتزام بما يزيد قليلًا على 1.1 غيغاواط من السعة الجديدة؛ ما يقلّ بكثير عن المطلوب.
مشروع غير مُجدٍ
تخلّت "غيبسلاند ووتر" عن فكرة تنفيذ مشروع طاقة رياح على أرض تديرها قريبة من شركة إنتاج الغاز لونغفورد (Longford)، عازيةً قرارها إلى أسباب تتعلق بالجدوى المالية للمشروع، وفق ما أورده موقع "رينيو إيكونومي" المحلي.
وطالبت "غيبسلاند ووتر" المسؤولين المحليين في عام 2023 بتقديم مقترحاتهم بشأن تركيب توربينات رياح على أرض دوستون داونز التي تديرها، في إطار عمليات معالجة المياه القريبة من شاطئ غولدن.
غير أن تنفيذ مشروع طاقة رياح ضمن الميزانية وتحقيق عائدات منه مسألة صعبة على ما يبدو، وفق العديد من مطوري طاقة الرياح والعملاء المحتملين.
وفي النهاية اضطرت "غيبسلاند ووتر" إلى إلغاء فكرة المشروع، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت الشركة: "لم نعد نأخذ مسألة تطوير مزرعة رياح في دوتسون داونز على محمَل الجد".
وأضافت: "تحرياتنا وجدت أن مزرعة الرياح المذكورة عديمة الجدوى ماليًا بالنسبة لنا، لكن قد يتبدل الحال في المستقبل".

تكاليف معدات طاقة الرياح
تسجل تكاليف معدّات طاقة الرياح البرية وتكاليف البناء في أستراليا ارتفاعًا كبيرًا سنويًا، على عكس طاقة الشمس وبطاريات تخزين الكهرباء التي تشهد هبوطًا في الأسعار.
وثمة عوامل أخرى تتسبب في تراجع جدوى مشروعات طاقة الرياح، بما في ذلك تعطُّل سلاسل الإمدادات، وارتفاع تكاليف البناء والعمالة، وزيادة أسعار الفائدة وتكاليف التمويل، والتأخير التنظيمي والمعارضة المجتمعية لتلك المشروعات.
وتبلغ مساحة قطعة أرض دوتسون داونز 8500 هكتار، معظمها محمية طبيعية، وجزء منها أراضٍ زراعية.
*(الهكتار = مساحة تعادل 10 آلاف متر مربع).
وتلخَّص هدف تركيب توربينات الرياح في المنطقة ذاتها بمساعدة "غيبسلاند ووتر" في تحقيق أهدافها بمجال الطاقة، وتقليص تكاليف التشغيل، وخفض فواتير العملاء.
وكانت الشركة تستهدف الاعتماد على الكهرباء المتجددة فقط بحلول العام الجاري، وهو ما أنجزته في سبتمبر/أيلول المنصرم.
وبعد المشاورات المبكرة في عام 2023 قالت "غيبسلاند ووتر": " كان ثمة حرص شديد على الحصول على مزيد من المعلومات من السكان المحليين، ونصف الناس الذين يقطنون في حيز المنطقة البالغة مساحتها 25 كيلومترًا يحرصون على الفكرة".
وقال نحو 10% من هؤلاء السكان، إنهم بحاجة إلى المزيد من المعلومات قبل تكوين وجهة نظر بشأن المشروع.
وتتصدر مسألة خفض فواتير الطاقة أولويات السكان المحليين عند الإدلاء بآرائهم حول مشروع طاقة رياح دوستون داونز.
مخاوف مجتمعية
أظهرت نتائج استطلاع رأي إلكتروني شمل 724 شخصًا تزايُد مخاوف المجتمع المحلي إزاء تأثيرات المشروع في حياة وآراء القاطنين بمنطقة المشروع المقترح.
وسرد الاستطلاع مخاطر الموجات تحت الصوتية والحرائق، على غرار حريق الغابات الذي اندلع في عام 2017 بالقرب من كانبيرا بسبب غراب أتلف خط نقل كهربائي يربط مزرعة رياح بالشبكة.
وعلى الرغم من أن فكرة "غيبسلاند ووتر" بشأن بناء مشروع طاقة رياح لم تصل إلى مرحلة إعلان حجم التوربينات المقرر استعمالها في المشروع أو عددها، كشفَ الموقع الإلكتروني لصندوق التنمية المجتمعية غولدن بارادايس بيتش كوميونيتي (the Golden Paradise Beach Community Development Fund) تفاصيل عن موقع تركيب التوربينات.
وقال الموقع: "مزارع الرياح البرية المقترحة في دوستون داونز ستكون على بُعْد كيلومتر واحد من أقرب مسكن و10 كيلومترات من وسط المدينة"، وفق ما ورد في البيان.
موضوعات متعلقة..
- قرارات ترمب تهدد مشروعات طاقة الرياح البحرية.. كيف تأثرت أستراليا؟
- طاقة الرياح البحرية في أستراليا.. هل تلبي الطلب المتزايد؟ (تقرير)
- مشروعات طاقة الرياح في أستراليا تشهد ارتباكًا بسبب خطأ تشغيلي (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أكبر صفقات النفط في السعودية خلال 9 أشهر.. طفرة بقيادة أديس وأرامكو
- الهيدروجين الأخضر في المغرب.. مسؤول: هذه 3 تحديات و"موعد مهم" (خاص)
- استثمارات الطاقة المتجددة في الأردن تتجاوز 3 مليارات دولار
المصادر:
1.مشروع طاقة رياح أسترالي لم يبصر النور، من "رينيو إيكونومي"
2.نقص في استثمارات طاقة الرياح في أستراليا، من "رينيو إيكونومي"